المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١١

الحراك المدني والسياسي.

لعل معيار تقدم أمة عن أخرى هو مدى تقدم وتطور اللبنة الأولى فيها، ألا وهو الفرد الواحد في مجتمعها. استغرق التطور في المجتمعات الحديثة في الغرب قرون عديدة عبرت فيه من نير حكم الامبراطوريات المتعددة وصولا إلى دول قومية ذات مجتمعات مدنية فعّالة، تحولت إلى ديمقراطيات تحكم نفسها بفعل نتائج الانتخاب الحر وسط حراك سياسي مقنن، التعامل بين الحكومات وفئات الشعب تضبطها القوانين والدساتير التي صارت نبراسا ومرجعية للعلاقات بينها باحترام بل وبتقديس الجميع لها؛ وتم كل ذلك وسط نظام تربوي وتعليمي ما فتأ يتطور عبر العصور وأخرج أجيالا بلغوا شأوا عظيما في العلوم والبحوث والاختراع والاقتصاد، النشاط التربوي التعليمي كان هو المحرك الرئيس لتنمية الفرد ومن ثم الأمة بكاملها. الذي دفع بهذه النهضة إلى الأمام كان في كثير من الأحوال مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة وأحيانا المؤسسة الدينية في بلداننا العربية، أو في أمتنا بوسعها، وبعد فترات اندحار وتراجع وهيمنة أجنبية مباشرة لم تحدث التنمية والتقدم بعد الاستقلال وفق المأمول ويرجع ذلك لإرث تخلف وقبلية حلت محل الدولة وتصارع على مقاعد السلطة للوجاهة والتكسّب، ولم يتغ