ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

مدرسة الإحياء و البعث

(الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

س1 : ما مظاهر التجديد في الشعر عند البارودي ؟
جـ : مظاهر التجديد عند البارودي :
ظهر صوت البارودي رصيناً قوياً في عباراته و ألفاظه متيناً في أساليبه صافيا في أخيلته ، شريفاً في معانيه مشرقاً في ديباجته جزلاً في تراكيبه ، فلقد استطاع أن يعيد الحياة للشعر بعد أن سلبت منه و بذلك نهض بالشعر من قاع منحدر إلى قمة شامخة و ظهر ذلك في :
أولا ً : الأسلوب :
1 - ارتقي بالكلمة و العبارة من الضعف و الابتذال إلى صحة التركيب و قوته .
2 - ابتعد عن البديع المتكلف إلى الرصانة ( الإحكام )و التحرر .
3 - انتقل من التعقيد و الغموض إلى الوضوح و الإفصاح.
ثانياً : الموضوع :
1 - ابتعد بموضوعاته عن التكرار و السطحية و اتجه إلى التجدد و التنوع .
2 - عبر عن الأحاسيس الذاتية و الحياة المعاصرة ، و القضايا القومية و أحداث العصر .
2 - انتقل بالموضوع الشعري من الأمور الشخصية التافهة إلى الأمور العامة مثل دوره في إحياء الشعر العربي و وصف الطبيعة و الشوق لمصر و الحروب التي خاضها و يرثي والده و زوجته و ابنه و يتغزل و يكتب في السياسة و الوطنيات.
يقول في شكواه من المنافقين:
أنا فى زمان غادر ومعاشر يتلونـــون تلــــون الحرباء
ثالثاً : الخيال :
1 - انتقل بالخيال من الضيق و السطحية إلى التحليق في سماء الشعر .
2 – اعتمد على حواسه في أن يجعل من الصور لوحات فنية متحركة مرئية و مسموعة ، و يظهر ذلك في وصف الطبيعة و الحروب و المعارك و الشوق لمصر.
يقول عن تجربته مع الخيال الشعرى:
تعرَّض لى يوما فصوّرت حسنه ببلورتى عينى فى صفحة القلب
رابعاً : العاطفة :
انتقل بها من البرودة و الجفاف إلى الحيوية و الحركة و الذاتية .
خامساً : الموسيقـا :
حافظ فيها علي وحدة الوزن و القافية و كانت عنده ذات رنين قوي أخاذ .
س1 : لماذا قام البارودي بمحاكاة القدماء في أشعارهم ؟
جـ : كان نابعاً من روح المنافسة و تحدي الممتازين ؛ ليثبت أنه مثلهم فقد جاري عظماء الشعر في العصر الجاهلي و الإسلامي و الأموي و العباسي و انصرف عن شعراء العصرين المملوكي و العثماني معتمداً علي نقاء الذهن و الفطرة السليمة و حفظه للجيد من الأشعار و تتلمذه علي يد الشيخ حسين المر صفي .
س2 : اذكر أهم العوامل التي هيأت للبارودي القدرة علي إحياء الشعر العربي ؟
جـ : أهم العوامل التي هيأت للبارودي القدرة علي إحياء الشعر العربي :
1-استعداده الفطري و موهبته الشعرية .
2-كثرة أسفاره و تجاربه العميقة .
3-اطلاعه علي الآداب الأجنبية . ( التركية و الإنجليزية و الفارسية )
4-اطلاعه علي التراث العربي العظيم .
5-إيمانه بعظمة أمته العربية و جمال لغتها الخالدة .
س3 : لمدرسة الإحياء و البعث خصائص فنية مميزة … فما هي ؟
جـ : - من حيث المضمون :
1- تعدد الأغراض فى القصيدة كالفخر والوصف والحكمة وغيرها.
2 - البدء بالنسيب( الغزل ) و ما يمر به الشاعر .
3 - تقليد القدماء فى موضوعاتهم من مدح وغزل ورثاء وفخر وهجاء.
4 - اعتبار البيت وحدة القصيدة مما يؤدي إلى تفككها .
5 - خطاب الصاحبين على عادة القدماء .
- من حيث الشكل :
1 - التزام الوزن الواحد و القافية الموحدة .
2 - تقليد القدماء في الأخيلة و الصور و التراكيب .
3-العناية بانتقاء الألفاظ الأصيلة وبالأسلوب و بلاغته .
4- الاتجاه إلى التصوير الجزئي .
س4 : [خطا تلاميذ البارودي بالشعر خطوة فاقت ما صنعه أستاذهم ] فما الطريق الذي سلكه تلاميذ البارودي ؟ و ما سمات التجديد عندهم ؟
جـ : أولاً – سار تلاميذ البارودي علي نهجه و اعتمدوا علي التعلم منه بــ :
1- المشافهة : أمثال حافظ إبراهيم و أحمد شوقي في مصر .
2- المراسلة : أمثال شكيب أرسلان في سوريا و الزهاوي في العراق .
3- متابعة و قراءة ما نشر من شعره في كتاب (الوسيلة الأدبية) .
هذا الجيل الذي تكون أخذ يطور الاتجاه الذي أرسي البارودي دعائمه فأكملوه ما بدأه البارودي و ازادوا عليه في أنهم
(سمات التجديد عندهم):
(أ) عالجوا مشكلات مجتمعهم و عالمهم الإسلامي .
(ب) عبروا عن روح عصرهم الذي عـاشوا في جميع نواحيه الاجتماعية و الثقـافية و الفكرية و الأخلاقية و هذا تمثله الكلاسيكية الجديدة .
(جـ) خطوا بالشعر خطوات عظيمة إذ اهتموا بالجانب الوجداني و لم يهتموا بالمحاكاة و التقليد بل تفوقوا علي البارودي في الاهتمام بالصياغة وروعة البيان و حلاوة الموسيقا.
(د) الاهتمام بالجماهير و آمالها .
(هـ) التنوع في الأغراض و ابتكار المعاني و في سبيل ذلك ساروا في اتجاهين:
1-الاهتمام بثقافة العصر . 2-الأخذ من التراث .
(و) مال أسلوبهم الي السهولة بسبب ارتباطهم بالصحافة .
س5 : لقد تهيأ لشوقي من الظروف ما لم يتهيأ لغيره من تلامذة البارودي .. ناقش ذلك مبينًا دوره في تطوير المدرسة الكلاسيكية الجديدة ، مع التمثيل
.
جـ : أتيح لشوقي أن يُبعث إلي فرنسا ويدرس الأدب والقانون ، ويرى المسرح ويتصل بكبار الشعراء ، فيجدد في الشكل والمضمون ، ويكمل بناء المسرح الشعري ، ويؤلف عدة مسرحيات ، مثل : علي بك الكبير ، ومجنون ليلى ، ويتجه للتاريخ بدلاً من المدح مثل قصيدته ( كبار الحوادث في وادي النيل ) التي يقول فيها :
قل لبان بني فشاد فغالى لَمْ يَجُزْ مصرَ في الزمانِ بناءُ
وبَنَيْنا فلَمْ نُخَلِّ لبَانٍ وعَلَوْنا فلَمْ يَجـــــُزْنا علاءُ
س6 : ما دورشوقي في تطوير الشعر ؟
جـ : دورشوقي في تطوير الشعر يتمثل في :
1-ترك المديح و اتجه إلى التاريخ في قصيدته ( كبار الحوادث في وادي النيل ).
2-اتجه نحو المنجزات العصرية .
3-اتجه في شعره اتجاهاً إسلامياً .
4-ريادته المسرح العربي و تقديم العديد من المسرحيات مثل علي بك الكبير ، مصـرع كليوباترا ، مجنون ليلي .
س17 : كان لأحمد محرم دور بارز في تطويع الشعر العربي . وضح .
جـ : حاول أحمد محرم أن يطوع الشعر العربي للقصص التاريخي الحماسي فألف سنة 1933 ديوان مجد الإسلام التي يسميها البعض "الإلياذة الإسلامية" .

رومانسية مطران


س : ما المقصود بالمدرسة الرومانسية ؟
جـ : هي الاتجاه الوجداني العاطفي الممتزج بالطبيعة بمعنى أن الشاعر يعبر عن عاطفته الصادقة ، و تكون أحاسيسه متجاوبة مع الطبيعة متفاعلة معها .


س: ما أسباب ظهور المدرسة الرومانسية ؟
جـ : أسباب ظهور المدرسة الرومانسية: و جد شعراء الرومانسية أن الشعر على يد سابقيهم يحتاج إلى مزيد من التطوير بسبب ما يلي :
1 - أكثر شعراء مدرسة الإحياء من الالتفات إلى القديم، و محاكاته ومعارضته .
2 - شغلهم شعر المناسبات والمجاملات عن التجارب الذاتية الصادقة.
3 - انصرف الشاعر عن التعبير عن نفسه و تجربته .
4 - اهتموا بالصنعة اللفظية على حساب المعنى والوجدان.
5 - تعددت الأغراض في القصيدة عندهم(على عادة القدماء) ، ولم يهتموا بالوحدة العضوية للقصيدة .


س : من رائد الرومانسية في الوطن العربي ؟ و ما المبادئ الأساسية لمذهبه الشعري ؟
جـ : يعد خليل مطران رائد الرومانسية في الوطن العربي ، ولد في لبنان و استقر في مصر سنة 1892، ونشر فيها قصائده ومقالاته في النقد سنة 1900 وظهر فيها مذهبه الشعري الذي شرح مبادئه الأساسية في مقدمة ديوانه سنة 1908 مؤكدا على أهمية النظرة إلى القصيدة في جملتها لا في أبياتها منفردة كما لدى شعراء مدرسة الإحياء، و هو بذلك متأثر بالرومانسية الفرنسية .


س : ما أسباب اتجاهه إلى الرومانسية ؟
جـ : أسباب اتجاهه إلى الرومانسية :
1- نشأته في ربوع لبنان بما فيها من سحر و جمال .
2 - تأثره بالشعراء الرومانسيين الفرنسيين وبالثقافة الفرنسية بصفة عامة .
3 - استعداده الخاص وعواطفه الرقيقة وميله إلى تحليل العواطف الإنسانية.
4 - صدق التجربة وحب الجمال والخير والمثل الأعلى والإحساس بالغربة.
5 - اهتمامه بالنقد الأدبي مما دفعه إلى تطبيق آرائه في شعره .


س : ماذا كانت دوافع الغربة عند خليل مطران ؟ وإلي أي مدى نجحت الغربة في تحقيق هذه الدوافع ؟
جـ : الشعور بالغربة من صفات شعراء الرومانسية ، وكانت دوافعها عنده :
فراره من وطنه إلي فرنسا خوفه من اضطهاد الأتراك له ، وشعوره باختلافه عمن حوله في الفكر والإحساس ؛ فهو غريب بينهم ، وقد نجحت هذه الغربة في تحقيق دوافعها والتحليق في سماء الخيال الحزين والاتجاه الرومانسي الذي عرف به .


س : ما خصائص شعره الرومانسي ؟
جـ : خصائص شعره الرومانسي :
1 - قوة العاطفة و حرارتها .
2 - تحليل العواطف الإنسانية .
3 - صدق التجربة.
4 - الانفعال بالطبيعة و السمو بالجمال .
5 - الإحساس بالغربة في المجتمع .


س : ما مظاهر تطور القصيدة على يد خليل مطران ؟
جـ : أصبحت القصيدة على يد خليل مطران:
1 - تعبر عن تجربة شعورية ذاتية صادقة تجمع بين مشاعر قائلها
و المستمعين إليها أو قارئيها .
2 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع وترابط الأفكار وفى وحدة الجو النفسي بدلا من وحدة البيت المعروفة في الشعر القديم حتى لا تتفكك القصيدة.
3 - الاعتماد على الخيال اعتمادا كبيرا مما يجعل للقصيدة مذاقا فنيا جميلا.
4 - حيوية الألفاظ وعذوبتها مع الحرص على فصاحتها والبعد عن المفردات الغريبة.
5 - الارتباط بوحدة القافية والأوزان التقليدية مع إدخال بعض التجديد فيها (وقصيدته عن المساء نموذج لاتجاهه الرومانسي وديوانه حافل بهذا الاتجاه).

س: لماذا يعد مذهب مطران مرحلة انتقالية في الشعر المعاصر؟
- أو إلي أي مدى يعد مطران مرحلة انتقالية بين المدرسة الكلاسيكية الجديدة والمدرسة الرومانسية في الوطن العربي ؟
جـ : يعد مذهب مطران مرحلة انتقالية بين الكلاسيكية الجديدة والرومانسية لأن البداية عادة تكون جامعة بين الجديد وبعض القديم، فالتجديد واضح في صدق التجربة وقوة العاطفة والامتزاج بالطبيعة ورسم الصور الكلية والميل إلى الخيال الحزين المتشائم، والوحدة العضوية بوحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي والقديم واضح في المحافظة على سلامة اللفظ وفصاحته والالتزام بوحدة الوزن والقافية.


س : ما الفرق بين عناية مطران بالألفاظ وعناية الكلاسيكيين بها ؟
جـ : كان مطران حريصا علي فصاحة الألفاظ وبعدها عن الغرابة والتنافر ؛ فجاء أسلوبه سلسا جذابا ، ومعظم الكلاسيكيين يحرصون علي اللفظ العربي الأصيل ولو كان غريبا أو مهجورا ، وذلك يقلل متعة القارئ ويحد من تأثير الشعر .

===================================================================

مدرسة الديوان

س1 : مم تكونت مدرسة الديوان ؟ و لم سميت مدرسة الديوان بهذا الاسم ؟
جـ : تكونت من الشعراء الثلاثة (العقاد ، المازني ، شكري ) ، الذين كانوا متأثرين بالرومانسية في الأدب الإنجليزي ،ولديهم اعتزاز شديد بالثقافة العربية
- و سميت مدرسة الديوان بهذا الاسم نسبة إلى كتابهم (الديوان في الأدب والنقد) الذي أصدره العقاد والمازني سنة 1921 فسمى الثلاثة (جماعة الديوان ، أو شعراء الديوان ، أو مدرسة الديوان ) ، والواقع أن آرائهم الشعرية قد ظهرت قبل ذلك منذ عام 1909 ، وقد نظر هؤلاء إلى الشعر نظرةً تختلف عن شعراء مدرسة الإحياء ، فعبروا عن ذواتهم وعواطفهم ، وما ساد عصرهم ، ودعوا إلى التحرر من الاستعمار وتحمل المسئولية ، فهاجموا الإحيائيين ، وفي مقدمتهم (شوقي وحافظ والرافعي) .


س2 : لماذا اتجه رواد هذه المدرسة إلى التجديد ؟

جـ : اتجه رواد هذه المدرسة إلى التجديد عندما وجدوا أنفسهم يمثلون الشباب العربي و هو يمر بأزمة فرضها الاستعمار علي الوطن العربي الذي نشر الفوضى و الجهل بين أبنائه في محاولة منه لتحطيم الشخصية العربية الإسلامية . عندئذ تصادمت آمالهم الجميلة مع الواقع الأليم فحدث ما يلي لهم :
1- الهروب من عالم الواقع إلى عالم الأحلام .
2- الفرار إلى الطبيعة ليبثوا لها آمالهم الضائعة .
3- التأمل في الكون و التعمق في أسرار الوجود .


س3 : ما الفرق بين مدرسة مطران ومدرسة الديوان ؟
أـ مدرسة مطران خطوة انتقالية من الكلاسيكية إلى الرومانسية ، ومدرسة الديوان انطلاقة في طريق الرومانسية .
ب ـ مطران متأثر بالرومانسية الفرنسية ، وشعراء الديوان متأثرون بالرومانسية الإنجليزية.
جـ مطران يلتزم وحدة الوزن والقافية ، وشعراء الديوان لا يلتزمون بهذه الوحدة



س4 : لجماعة الديوان خصائص فنية ميزتها عن غيرها من المدارس … فما هي ؟
جـ : الخصائص فنية لجماعة الديوان هي :
1- الجمع بين الثقافة العربية و الإنجليزية .
2- التطلع إلى المثل العليا و الطموح .
3- الشعر عندهم تعبير عن النفس الإنسانية و ما يتصل بها من التأملات الفكرية و الفلسفية .
4- وضوح الجانب الفكري عندهم مما جعل الفكر يطغي علي العاطفة .
5- التأمل في الكون و التعمق في أسـرار الوجـود .
6- القصيدة عندهم كائن حي كالجسم لكل عضو وظيفته .
7- الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع و وحدة الجو النفسي .
8- الصدق في التعبير و البعد عن المبالغات .
9- استخدام لغة العصر .
10-ظهور مسحة من الحزن و الألم و التشاؤم و اليأس في شعرهم .
11-عدم الاهتمام بوحدة الوزن و القافية منعاً للملل و الدعوة إلى الشعر المرسل
12-الاهتمام بوضع عنوان للقصيدة و وضع عنوان للديوان ليدل علي الإطار العام لمحتواها .
13-التجديد في الموضوعات غير المألوفة مثل (رجل المرور/ الكواء ) .
14- استخدام طريقة الحكاية في عرض الأفكار والآمال .


س5 : ما مفهوم الشعر عند جماعة الديوان ؟ ولماذا يميل شعرهم إلى الجفاف ؟
جـ : مفهوم الشعر عند جماعة الديوان أن الشعر تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه ؛ فليس منه شعر المناسبات والمجاملات ، ولا شعر الوصف الخالي من الشعور ، ولا شعر الذين ينظرون إلى الخلف ويعيشون في ظلال القديم ، ويعارضون القدماء عجزا عن التجديد والابتكار ، بينما الشعر الجيد هو ذلك الذي يقوله هؤلاء الشبان الذين ينظرون إلى الأمام معبرين عن ذواتهم وعواطفهم ، وما يسود عصرهم من أحداث ومشكلات .

يميل شعرهم إلى الجفاف بسبب طغيان الجانب الفكري عندهم علي الجانب العاطفي .

س6 : شاع في تعبير جماعة الديوان أن القصيدة كائن حي .. فماذا يقصدون بذلك ؟
جـ : شاع في تعبير جماعة الديوان أن القصيدة كائن حي ، وهم يقصدون بذلك الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ، ووحدة الجو النفسي ؛ بحيث لا يكون البيت وحدة القصيدة ، بل هي وحدة متماسكة في موضوع واحد ، فلا تتعدد الأغراض ، ولا تتنافى الأجزاء ، بل تأتلف تحت عنوان للقصيدة ، فلا يجوز حذف بيت منها أو نقله من موضعه ؛ لأن ذلك يخل بها .

س7 : موقف كل من الإحيائيين وجماعة الديوان من " الوحدة العضوية للقصيدة " ؟
جـ : مدرسة الإحياء يعتبرون البيت وحدة القصيدة ، وذلك يجعلها مفككة غير مترابطة ؛ لأنهم يتابعون القدماء في تعدد أغراض القصيدة من البدء بالغزل والوصف والمدح والحكمة ؛ ولذلك يمكن حذف بعض الأبيات أو نقلها من مكانها إلى مكان آخر ، أما شعراء مدرسة الديوان فيدعون إلى الوحدة العضوية ، بحيث تدور القصيدة حول موضوع واحد مع ملاءمة الألفاظ والصور للجو النفسي ، ونرى أن هذا النقد ليس صحيحا دائما ؛ لأن الإحيائيين أيضا يلائمون بين التعبير والصور والجو النفسي ، ويتجهون إلى وحدة الموضوع أيضا ، فلم يعودوا يبدءون بالغزل كالقدماء ، بل يعتمدون على براعة الاستهلال ببدء القصيدة بما يدل على موضوعها .


س8: لشعراء الديوان رأي في شعر المناسبات .. وضحه معللا لإبداع العقاد شعرا في المدح والرثاء .
جـ : يرى شعراء الديوان أن شعر المناسبات يسمى نظما وليس شعرا ؛ لأنه يفتقد صدق الشعور ، ويرد على ذلك بأن بعض القصائد التي تقال في المناسبات قد تكون نابعة من تجربة صادقة ، وفيها وحدة عضوية حتى إن العقاد الذي يعيب شعر المناسبات ، له قصائد في المدح والغزل والرثاء ؛ فقد رثى (محمود النقراشي ) بعد مصرعه ، ورثى الأديبة (مي زيادة ) في ذكرى الأربعين لوفاتها .. فكيف يستحل لنفسه ما يعيب به غيره .

س9 : إلى أي مدى تختلف لغة الشعر عند مدرسة الديوان عنها عند الشعراء في المدارس السابقة ؟ دعم رأيك بالأمثلة كلما أمكن ذلك ؟
جـ : تميل مدرسة الديوان إلى اللغة السهلة الواضحة والقريبة من لغة الحياة ، ويظهر ذلك بوضوح في ديوان (عابر سبيل ) للعقاد ، بينما تحافظ مدرسة الإحياء على اللفظ الأصيل الفخم ، والعبارات الجزلة الرنانة لتأثرها بالقديم .
¶مثال لمدرسة الديوان من شعر العقاد في ديوانه (عابر سبيل) كقوله في جندي المرور:
متحكِّمٌ في الرَّاكبينَ ومالَهُ أبدًا ركــوبَة
أنا راكبٌ رجلي فلا أَمْر عليَّ ولا ضريبة
وكذاكَ راكبٌ رأسَه في هذه الدنيا العجيبة
¶مثال لمدرسة الإحياء من شعر البارودي :
فيا قَوْم هُبُّوا إنَّما العُــمرُ فرصةٌ وفي الدَّهْرِ طرقٌ جَمَّةٌ ومنافِعُ
أصبرًا على مَسِّ الهَوانِ وأنتم عديدُ الحَصَى إنِّي إلى اللهِ راجِعُ ؟


س10 : لقد فشل رواد مدرسة الديوان في صداقتهم . وضح سبب الفشل و نتائجه ؟
جـ : أولاً : سبب الفشل :
1- اختلف شكري و المازني في الرأي حول بعض القضايا الشعرية و انضم العقاد إلى المازني.
2- توقف شكري عن الشعر بعد صدور ديوانه السابع (أزهار الخريف)ومـال إلى العزلة .
3- انصرف المازني عن الشعر بعد صدور ديوانه الثاني سنة 1917 و فضل كتابة القصة و المقال
4- بقي العقاد ممثلاً لهذا الاتجاه ، لكنه اهتم بالنثر أكثر من الشعر .
ثانياً : النتيجة : انفرط عقد جماعة الديوان و اتجه العقاد إلى كتابة المقالات السياسية الأدبية .

مدرسة أبوللو

س1 : متى ظهرت مدرسة أبوللو ؟ ولمَ سميت بهذا الاسم ؟
جـ : ظهرت مدرسة (أبوللو) بصفة رسمية سنة 1932 م ، وإن كان لها بدايات إبداعية ونقدية قبل ذلك .
- سميت هذه المدرسة باسم مدرسة [ أبوللو ] لشدة تأثرهم بالثقافة الأجنبية التي جعلتهم يأخذون كلمة [ أبوللون ] من اليونان و هو اسم لإلـه النور و الجمال و الفنون عندهم .
س2 : ما عوامل ظهور مدرسة أبوللو ؟
جـ : تعود عوامل ظهور مدرسة أبوللو إلى ما يأتي :
1 - انفراط عقد جماعة الديوان بسبب الخلاف بين روادها .
2 - تأثر شعراء (أبوللو) بمذهب خليل مطران الرومانسي ، ووجدوا فيه نموذجًا للتجديد .
3 - التأثر بالشعراء الرومانسيين الإنجليز ؛ لأن معظمهم أجادوا اللغة الإنجليزية .
4 - تأثرهم بشعراء المهاجر وبخاصة شعر جبران خليل جبران ، مما جعل شعرهم يتميز بروح عاطفية حادة.
5 - الإحساس بقوة الشخصية والحرية الفردية .
6 - تجمع روادها على طريق التجديد من خلال إبداعهم متمثلاً في ديوان (الينبوع) لأحمد زكي أبي شادي الذي صدر سنة 1911 م ، وكتب مقدمته (أبو القاسم الشابي) ، وقصيدة( على محمود طه) في الدستور سنة 1918 م . كما صدرت لهم دواوين أخرى فشعروا بضرورة أن تكون لهم رابطة أدبية ، فأصدروا مجلة (أبوللو) سنة 1932 م ، وكونوا جمعية (أبوللو) في نفس العام .
س3 : ما أهم الخصائص الفنية لمدرسة أبوللو ؟
جـ : خصائص مدرسة أبوللو من حيث المضمون :
1-الحنين إلى مواطن الذكريات كقول إبراهيم ناجي :
سألتُكِ يا صَخْرةَ المُلْتَقَى ********** متَى يَجْمَعُ الدَّهرُ ما فَرَّقَا؟
2-الاعتماد على التجربة الذاتية والحوار الداخلي كقول إبراهيم ناجي :
رفَرف القلبُ بجنْبــى كالذَّبيح ******** وأنا أهتِفُ يا قلبِـى اتَّئدْ
فيجيبُ الدمعُ والماضي الجرِيح ******** لِمَ عُدْنا؟ ليتَ أنَّا لـم نَعُدْ
3-استعمال اللغة استعمالاً جديدًا بما تدل عليه من إيحاء (كالعطر القمري – والخيال المجنح – والجلسة الخضراء – ووراء الغمام ) .
4-استعمال الكلمات الأجنبية والأسطورية مثل : (الكرنفال – الجندول – أوزوريس – إخناتون ) .
5-حب الطبيعة ، والتعلق بجمالها ، والافتتان بها ، وتشخيصها ومناجاتها ، وتسمية داوينهم وقصائدهم بما يدل عليها مثل ( أطياف الربيع – وأشعة وظلال – والينبوع ) لأحمد زكي أبي شادي ، وأغنيات على النيل لصالح جودت ، وأغاني الكوخ لمحمود حسن إسماعيل ، وأغاني الرعاة لأبي القاسم الشابي .
6-التشاؤم والاستسلام للأحزان والآلام واليأس ، حتى جعل محمود حسن إسماعيل عنوان ديوان له ( أين المفر؟ ) .
7-الشعور بالغربة حتى مع الإقامة في الوطن بين الأهل والأصحاب ؛ لاختلاف النظرة إلى الأمور بين الجانبين كقول الشابى:
يا صميم َالوجودِ كم أنا في الدُّنـــيَا غريبٌ أشقَى بغُرْبةِ نفْسى
بينَ قـــوم لا يفهمُون أناشيــدَ فؤادِى ولا معانى بؤ
ســى
8-تنوع موضوعاتهم بين الطبيعة والمرأة والأمل والحنين والذكريات ، والابتعاد عن شعر المجاملات والشعر السياسي إلا قليلاً كقول الشابى:
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحيَاة ******* فلابدَّ أن يستجيبَ القَدَرْ
ولابدَّ لليلِ أن ينْجـــلِى ******* ولابدَّ للقيدِ أن ينكسـِرْ

خصائص مدرسة أبوللو من حيث الشكل :
1- الميل إلى تحرير القصيدة من وحدة القافية، عن طريق تعدد القوافي في القصيدة الواحدة متأثرين في ذلك بشعراء الموشحات الأندلسيين .
2- الوحدة العضوية واختيار عنوان للقصيدة .
3- الميل إلى الموسيقى الهادئة ، والإكثار من البحور القصيرة والمجزوءة .
4- استخدامهم الشعر المرسل الذي لا يلتزم قافية ويستعمل أكثر من بحر .

مدرسة المهاجر

المراد بأدب المهاجر: أدب هؤلاء الشعراء العرب المهاجرين من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية.
- وقد بدأت هذه الهجرة في منتصف القرن التاسع عشر واستمرت خلال النصف الأول من القرن العشرين .
أسباب الهجرة:
1 ـ فساد الحكم العثماني، والاستبداد السياسي، وكبت الحريات.
2 ـ الصراع المذهبي، والتعصب الديني.
3 ـ الضغط الاقتصادي والبحث عن سعة الرزق.
4 ـ ميل الشوام إلى المخاطرة والرحلات.
و قد ظهر نشاط المهاجرين في رابطتين :
* الأولى (الرابطة القلمية) : في أمريكا الشمالية وأسسها (جبران خليل) في نيويورك سنة 1920م، وانضم إليه (إيليا أبو ماضي) و (ميخائيل نعيمة) وغيرهما من عرب الشام.
* والثانية (العصبة الأندلسية) : في أمريكا الجنوبية سنة 1933م، ومن مؤسسيها: رشيد خوري، والشاعر القروي، وإلياس فرحات وغيرهم .
- والفرق بينهما أن الرابطة القلمية أكثر تجديدا في الشكل والمضمون لتحرر البيئة حولهم ، مما دفعهم إلى التأثر بها.
- أما العصبة الأندلسية فكانت أكثر محافظة على القديم من لفظ فصيح ووزن وقافية؛ لأن بيئة أمريكا الجنوبية أقل تحرراً، وأهلها من الإسبانيين الذين لهم جذور عربية، فهم أقرب إلى المحافظة على القديم.
* العوامل التي أثرت في أدب المهاجر:
1 - الشعور بالحرية في وطنهم الجديد ، ولم تكن متاحة لهم في الشرق، دفعهم إلى التغني بالحرية في أشعارهم .. يقول "أمين الريحانى" عندما شاهد تمثال الحرية في أمريكا:
"متى تحولين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية؟"
ويقول رشيد أيوب:
وحقِّك يا حريةً قد عشِقْتُها وأنفقتُ عمري في هواهَا محاربَا؟
لأنتِ منَُىَ الدنيا وغايةُ سُؤْلِها وأفضلُ شيء قد رأيتُ مناسبَا
2 - تفاعل شخصيتهم الشرقية مع الشخصية الغربية، وامتزاج ثقافتهم العربية بالثقافات الأجنبية، مما أدى إلى أدب جديد فيه ملامح الشرق والغرب.
3 - اتصالهم بالثقافة الأجنبية التي عاشوا في أجوائها،
4 - تطلعهم إلى وطنهم الأول، وحنينهم إليه وتمسكهم بالقومية العربية رغم ما وجدوا في الغرب من حرية، ومن رزق أوسع، يقول "شكر الله الجر" متغنيا بشجر الأرز:
حبذا "الأرز" في الذرا يتهادى كللت أنجم السماء هضابه.
5 - تطلعهم إلى القيم والمثل العليا التي عاشوا فيها في الشرق وروحانيته، ولم يجدوها في الغرب بسبب الحضارة الصناعية، وما لمسوه من تعصب عرقي، ولونى جعلهم يعانون القلق، والحيرة ويفرون إلى الطبيعة يقول إيليا أبوماضى:
نسىَ الطينُ ساعةً أنه طينٌ حقيرٌ فصالَ تيهاً وعرْبَدْ
وكسَا الخزُّ جسْمَهُ فتبَاهى وحوَى المالَ كيسُه فتمرَّدْ
* خصائص أدب المهاجر: من حيث المضمون والموضوعات:
1 ـ النزعة الإنسانية: حيث البحث عن مجتمع أفضل تسوده المبادئ والمثل العليا، وجعلوا شعرهم معبرا عن هذا الاتجاه يقول إيليا:
إن نفس لم يشرق الحب فيها هي نفس لم تدر ما معناها
أنا بالحب قد وصلت إلي نفسي و بالحب قد عرفت الله

2 ـ المشاركة الوجدانية: التي تقوم على استبطان الشاعر لنفسه وتعمقه في فهم أسرارها يقول إيليا:
أنا لا أذكرُ شيئاً عن حياتي الماضِيَةْ
أنا لا أعِرفُ شيئاً عن حياتي الآتيَةْ
لي ذاتٌ غيرَ أنى لسْتُ أدرى ماهِيَهْ
فمتى تعرفُ ذاتِى كُنْه ذاتِى ؟
لستُ أدرِى !!
3 ـ التأمل في حقائق الكون والحياة والموت يقول ميخائيل نعيمة:
وعندما الموت يدنو واللحد يَفْغَرُ فاهْ
أغمِضْ جفونَك تُبْصِرْ في اللحدِ مَهْدَ الحياةْ
4 ـ الحيرة والقلق كما في قصيدة جبران" البلاد المحجوبة" ومنها:
أسرابٌ أنتِ أم أنتِ الأمَلْ في نفوسِ تتمنَّى المستحِيلْ؟
أمنامٌ يتهادَى في القلوبْ فإذا ما استيقَظَتْ ولَّى المنامْ؟
5- النزعة الروحية، فلجئوا إلى الله بالشكوى: فدعوا إلى المحبة و الأخوة الإنسانية يقول نسيب عريضة:
وإذا شئتَ أن تسيرَ وحيدًا وإذا ما اعترَتْك منِّى مَلالهْ
فامْضِ لكنْ ستَسْمعُ صوتي صارخًا " يا أخِى" يؤدِّى الرسالةْ
وسيأتيِك أينَ كنتَ صَدَى حُبِّى فتَدْرِى جمالَه وجَلاَلهْ
و قد نشأت النزعة الروحية بسبب استغراقهم في التأمل وبخاصة حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية العاطفية في المجتمعات الشرقية، والقيم المادية في المجتمعات الغربية مما جعلهم يلجئون إلى الله بالشكوى ويدعون إلى المحبة ويؤمنون بالأخوة الإنسانية والإيثار والمحبة و التسامح .


6 ـ الاتجاه إلى الطبيعة والامتزاج بها، وتجسيدها: وجعلها حية متحركة في صورهم يقول شكر الله الجر:
رتِّلى يا طيرُ ألحانكِ في هذى السفوحْ
هو ذا الليلُ وقدْ أهرمَ يمشِى كالكَسِيحْ
7 ـ الحنين الجارف إلى الوطن العربي بعد شعورهم بالغربة: يقول " نعمة قازان" :
غريبٌ أرانى على ضفَّة كآني غيري على ضِفَّتى ُ
فحتَّى السَّواقى إذا نَغَّمتْ كأن السَّواقى بلا نَغْمةِ
فلا لا أحِبُّ سِوَى قريتِى ولا لا أريدُ سوَى أُمَّتِى
8 ـ معايشتهم أحداث الوطن الأم حبًا له وخوفا عليه: فصاغوا شعرا قوميا يقول " رشيد سليم الخورى" :
زعَم الأغرارُ أنى شــــاعرٌ ضيقُ الآفاق محدودُ الحدُود
وســــتَبْلى وطنيَّاتى التِى رَفَلتْ منها البوادِى في بُرودِ
والتى يَحْسُد هُدَّابُ الضحَا خيطَها المنسولَ من حبْل وريدِى
فغدَا استقلالُ قومي شُهــرتِى وأغاريدي وشعري وخلودي
9 ـ السماحة الدينية وعدم التعصب يقول رشيد أيوب:
أُصلِّى لموسَى وأعشقُ عيسَى وأتْلو السَّلامَ على أَحْمَد

10- التفاؤل و ذلك تأثرا بالأجواء الجديدة التي عاشوا فيها

* خصائص أدب المهاجر من حيث الشكل والأداء والفن الشعري :
1 ـ المغالاة في التجديد وبخاصة شعراء الشمال مما أوقعهم في الخروج على قواعد اللغة وقد أشار إلياس قنصل في كتابه " أصنام الأدب" إلى ركاكة الأسلوب والعثرات اللغوية والخروج على العروض.
وسبب ذلك:
(ا) بعدهم عن موطن الثقافة العربية الأصيلة.
(ب) الرغبة الشديدة في التجديد.
س : غالى أدباء "الرابطة القلمية " في أمريكا الشمالية في شعرهم ، فبعدوا في بعض هذا الشعر عن الأصول العربية .
إلي أي مدى توافق علي هذا الرأي ؟ وماذا كان أثر ذلك في شعرهم ؟ وما العوامل التي أدت إلي تلك المغالاة في رأيك ؟
جـ : حقا لم يراع بعضهم الدقة اللغوية ، وذلك يؤثر في فصاحته ، وقد جاءهم هذا الخطأ من بعدهم عن وطنهم الأصلي ، ورغبتهم في التحرر ، حتى أدى ذلك إلى تحررهم من قواعد اللغة .. ومن ذلك قول جبران مستعملا كلمة "شقيق" بدلا من شقائق النعمان :
ما عسى يرجو نبات يختلف زهره عن كل ورد وشقيق
2 ـ اهتمامهم بالنثر: فقد كان حظ أدباء الشمال في النثر أكثر من حظ أدباء الجنوب، فيكاد أدب الجنوب يقتصر على الشعر. ومن ذلك كتب " جبران خليل جبران" النثرية ذات الطابع الرومانسي: " عرائس المروج ـ الأجنحة المتكسرة ـ دمعة وابتسامة" كما كتب " ميخائيل نعيمة" كتابه النقدي " الغربال" نثرا.
3 ـ ميلهم إلى الرمز: ومعناه أن نتخذ من الأشياء الحسية رموزا لمعنويات خفية كما في قصيدة " التينة الحمقاء" لإيليا رمزا لمن يبخل بخيره على الناس، فيضيقون به ولا يكون له وجود بينهم، مثل التينة التي بخلت بظلها وثمرها على من حولها فقطعها صاحبها وأحرقها فيقول إيليا:
عاد الربيعُ إلى الدُّنيا بموكبِه فازينتْ واكتسَتْ بالسُّندسِ الشجرُ
وظلتِ التينةُ الحمقاءُ عاريةً كأنها وتِدٌ في الأرِض أو حَـــجرُ
ولم يُطِقْ صاحبُ البستانِ رُؤيتَها فاجتثَّها فهوَتْ في الناِر تستعرُ
من لَيْسَ يسخُو بما تسخُو الحياةُ به فإنه أحمقُ بالحِرْصِ ينتحِرُ

4 ـ التمسك بالوحدة العضوية ليس في القصيدة فقط ، بل حرصوا على الوحدة العضوية في الديوان مثل " همس الجفون" لميخائيل نعيمة، و" الخمائل ـ والجداول" لإيليا أبوماضى.
5- الاهتمام بالصور الشعرية، وخطوطها الفنية من الصوت واللون والحركة فرسموا بالكلمات صورا تفوق ما يرسمه الرسام بريشته، أو يشكله المثال أو يعزفه الموسيقى وكان للطبيعة نصيب كبير من هذه الصور.
6 ـ التحرر من قيود الوزن والقافية فجددوا في قالب القصيدة واتبعوا نظام المقطوعة، وشعر التفعيلة المتحرر من الوزن والقافية، اكتفاء بالتفعيلة كما يقول نسيب عريضة في قصيدة (النهاية) ثائرا على الشعب الذي يرضى الذل:
كفِّنُوه
وادْفِِنُوه
أسْكُنوه
هُوَّة اللَّحدِ العميق
واذهَبُوا، لا تَنْدُبوه، فهو شَعْبٌ
مَيِّتٌ ليسَ يُفيقْ
وبعضهم اتجه إلى الشعر المنثور أمثال جبران وأمين الريحانى.
7 ـ الميل إلى اللغة الحية والسهولة والوضوح في الأساليب، والتراكيب الهادئة البعيدة عن الصخب .
8 ـ اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير مما يساعد على تحليل المواقف الشعورية والعواطف الإنسانية، ومن تجسيد للمعاني، ومن هنا كانت " القصة الشعرية" لونا من ألوان البلاغة الجديدة في الأداء الشعري عند أدباء المهاجر، ومن هذه القصائد " الشاعر والأمة ـ والشاعر ـ والملك الحائر" وبعضهم تنوعت قصصه بين النثر والشعر مثل جبران، فمن قصصه النثرية " وردة الهانى" و" البنفسجة الطموح" . ومن القصائد المطولة التي تشبه الملاحم مطولة: " على طريق إرم" لنسيب عريضة في الصراع بين العقل والقلب على قيادة النفس، ومطولة: " الطلاسم" لإيليا في البحث عن الحقيقة ومطولة: " على بساط الريح ـ وشعلة العذاب" وهما لفوزي معلوف.

جـ : مدرسة المهاجر كانت خارج الوطن العربي ومتأثرة بالأدب الأمريكي وبالتجديد الشامل في الشعر بإتباع نظام المقطوعة والشعر المرسل، والشعر المنثور. وكذلك التجديد في المضمون بكثرة الرمز والحنين إلى الوطن، وشكوى الغربة مع الدعوة إلى التفاؤل فهي شكوى التأثر المتمرد لا اليائس المستسلم

الواقعية و الشعر الجديد

[ المدرسة الجديدة - الشعر الحر - شعر التفعيلة ]

============================

العوامل التي أدت إلي الاتجاه الواقعي في الشعر:
1 - قيام الحرب العالمية الثانية و ما أحدثته من دمار نووي و قد شهد هذا الجيل أحداثها فهزت كيان الإنسان العربي وحركت أفكاره نحو التحرر من قيود الشعر ليعبر عن نفسه بانطلاقة
2 - يقظة الوعي العربي الجماعي بعد الحرب العالمية الثانية بدافع التخلص من الاستعمار والفساد الداخلي .
3- نمو الوعي الشعبي عالمياً مما أدي إلي قيام حركات تحرر في كثير من بلاد أسيا و إفريقيا مثل ثورة 1952 في مصر و حصول كثير من الدول علي استقلالها .
4- زيادة النفوذ الصهيوني و اليهودي بعد اغتصاب فلسطين و المواجهات العسكرية العربية الصهيونية فيما بين (1948- 1967) و انتصار مصر سنة 1973 و استمرار الحركة الفدائية .
5 - شعور الشبان العرب الذين عاشوا الحرب وقاسوا ويلاتها وجرفهم تيار القومية العربية بعدم ملاءمة الموقف الرومانسي المتشائم اليائس لمتطلبات العصر والواقع ، فاتجهوا إلى الواقعية واتخذوها فنا إيجابيا للبناء لا للفرار.
6 - تعدد الانتماءات السياسية و الفكرية و المذهبية نتيجة للصراع بين المعسكرين الغربي و الشرقي أوجد مناخاً خصباً للشعراء .
7- الشعور بالخوف والإحساس بخطر الفناء في عصر تسوده التجارب النووية كان سبباً دفع الشاعر إلى أن يقاوم بشعره الحرب و الدمار و يدعو إلي الحب والسلام
8 - تطور وسائل الاتصال أدى إلى التقارب الثقافي ، وأثّر في الشعراء الشباب وعرفهم بالاتجاهات العالمية ،

**تنسب ريادة هذه المدرسة للشاعرة العراقية ( نازك الملائكة ) عندما كتبت قصيدتها عن ( الكوليرا ) عند زيارتها لمصر سنة 1947 .
**في سنة 1949 كتبت مقدمة ديوانها ( شظايا و رماد ) و فيه تحدثت عن هذا اللون من الشعر أكدت ريادتها بكتابة كتابها ( قضايا الشعر العربي ) سنة 1962
** أهم الشعراء من العراق : بدر شاكر السياب / عبد الوهاب البياني . من مصر : صلاح عبد الصبور / أحمد عبد المعطي حجازي / عبد الرحمن الشرقاوي . من لبنان : خليل حاوي / علي أحمد سعيد .
من فلسطين : فدوي طوقان / كمال بدوي . من سوريا : نزار قباني / مصطفي بدوي . من السودان : محمد الفيتوري . و الجيل الثاني : من مصر : ملك عبد العزيز / محمد عفيفي / فاروق شوشه / محمد إبراهيم أبو سنة / أمل دنقل / فاروق جويده . من الكويت : محمد الفايز . من فلسطين : محمود درويش / سميح القاسم . من سوريا : سليمان العيسى .
** لقيت مدرسة الشعر الحر في أول ظهورها حملة من النقد والاتهام ، ولكن مع مضى الزمن شقت طريقها . فقد لقيت هذه المدرسة معارضة لخلوها من الوزن والقافية وميل ألفاظها إلى العامية ، ودخول ميدانها من لا موهبة له ، فانتسب إليها كل من يمزق العبارات ويضع الجمل بعضها فوق بعض مدعياً أنه شعر حر، ولكن بمضى الزمن استقرت أركانها وظهر فيها كثير من الشعراء الموهوبين .
خصائص(سمات) هذه المدرسة من حيث المضمون و الموضوع :
1- الشعر تعبير عن الواقع بوجوهه المختلفة من فرح و حزن و تقدم و تخلف .
كقول صلاح عبد الصبور :
جاءَ الزمنُ الوغد .
صَدِئَ الغمد .
وتشَقَّقَ جلدُ المقبضِ ثمَّ تخَدَّد (تمزق).
آه يا وطني .
2- التعبير عن حيرة إنسان القرن العشرين بين الرغبة في الكسب المادي والتمسك بالقيم الخالدة ، كقول محمد إبراهيم أبو سنة في قصيدة ( أسئلة الأشجار ) :
سأَلَتْني في الليلِ الأشجارْ
أن نُلْقِيَ أنفُسَنا في التيَّارْ
سألَتْنِي أنْ أختارْ
قُلْتُ أحاورُ قلبي
ما معنَى الجنَّةِ يا قلبي ؟
قال : تجَوَّلْ في نفْسِكَ حتى تصِلَ إلى الإنسان .
3- التجربة الشعرية لم تقتصر علي العاطفة فقط بل جمعت إلي جانب ذلك مواقف الإنسان من الكون و التاريخ و الرمز الهادف و قضايا الوطن و إحياء التراث ، يقول صلاح عبد الصبور مخاطبًا أول جندي رفع العلم في سيناء :
تملَّيْناكَ حينَ أهَلَّ فوقَ الشاشةِ البيضاءِ وَجْهُكَ يلثِمُ العَلَما .
وترفَعُه يداكَ لكَيْ يحلِّقَ في مدارِ الشمس
حرَّ الخفْقِ مقتحمًا
وكانَ الوجهُ مبتَسمًا .
4- للشعر رسالة حيوية في الحياة والمجتمع ، تتمثل في الدعوة إلى حياة أفضل ، وكشف مشكلات التخلف وعلاجها ، ومؤازرة حركات التحرير السياسية الاجتماعية .
خصائص هذه المدرسة من حيث التجديد في الشكل و البناء الشعري :
1ـ استخدام اللغة الحية القريبة من كلام الناس ، وترى ذلك في عناوين دواوينهم كديوان ( الناس في بلادي ) لصلاح عبد الصبور ، واستخدامه لكلمات مثل (وكان ياما كان – وأنام على حجر أمي) .
2ـ الاهتمام بالصور الكلية الممتدة ، وعدم الاقتصار على الصور الجزئية من تشبيه واستعارة وكناية .
3ـ القصيدة وحدة موضوعية تتعاون فيها الأفكار والعواطف والصور والموسيقى في بناء هندسي متطور .
4ـ التحرر من وحدة البحر ووحدة القافية ، والاكتفاء بوحدة التفعيلة دون ارتباط بعدد معين منها في كل سطر ، فقد يتكون السطر من تفعيلة واحدة أو أكثر دون شرط التساوي بين السطور، ولهذا سمى "السطر الشعري" وليس "البيت الشعري".
5ـ الاعتماد على الموسيقى الداخلية المتمثلة في اختيار الألفاظ والصور الموحية والملائمة للموضوع وللجو النفسي .
6ـ تقسيم القصيدة إلى مقاطع ، كل مقطع يمثل دفقةً(دفعة) شعوريةً جديدةً .
س: ماذا يقصد بشعر التفعيلة ؟ وما الفرق بينه وبين الشعر التقليدي من حيث القدرة على التعبير عن أحاسيس الشاعر وأفكاره ؟
جـ : شعر التفعيلة يعتمد على اتخاذ " التفعيلة " وحدة القصيدة بدون التزام عدد معين منها ، فقد يقوم السطر الشعري على تفعيلة واحدة أو اثنتين أو أكثر بدون قيود ، أما الشعر التقليدي فيكرر التفعيلة بعدد محدد متساو في كل شطر وفي كل بيت ، فيتكون من ذلك البحر
س : أسرف بعض شعراء المدرسة الجديدة في استخدام اللغة القريبة من الحياة . وضح ذلك مبينًا دوافعهم إلى الإسراف ، ثم اذكر موقف النقاد من هذا الاتجاه .
جـ : أكثر بعضهم من استخدام لغة قريبة من لغة الحياة ؛ ليخففوا من سيطرة اللغة الكلاسيكية في الأسلوب ؛ لأن الأسلوب - في رأيهم - وسيلة لا غاية ، ومن أمثلة ذلك " كان ياما كان – إلي اللقاء – شربت شايًا في الطريق " ، ولكن النقاد عابوا ذلك لأنه مبتذل يهبط بمستوى الشعر الذي هو فن جميل .
س: ما النقد الذي وجه لهذه المدرسة ؟
1- تخليها عن الوزن و القافية .
2- ألفاظها تميل إلي العامية .
3- الإكثار من الرمز والاستخدام الأسطوري أدى إلى شئ من الغموض في
بعض تجاربهم الشعرية .
4- لا تكشف عن مواهب شعرية مميزة .

المقال

س 1: ما تعريف المجمع اللغوي للمقال ؟ و ما تعريف الأدباء له ؟
جـ : عرفه المجمع اللغوي في المعجم الوسيط بأنه: بحث قصير مركز في العلم أو الأدب أو السياسة أو الاجتماع ينشر في صحيفة أو مجلة (تعريف المجمع اللغوي).
- وعرفه الأدباء بأنه قالب من النثر الفني يعرض فيه موضوع ما عرضا مسلسلا مترابطا يبرز فكرة الكاتب وينقلها إلى القارئ والسامع نقلا ممتعا مؤثرا ( تعريف فني ) و هو التعريف الأدق .
س 2: المقال من حيث الشكل نوعان . وضحهما وبين الفرق بينهما مع ذكر أمثلة لكُتَّابه .
جـ : بالفعل المقال من حيث الشكل( الحجم ) نوعان : " قصير - طويل "
(أ) المقال القصير ( مقال الخاطرة ) : و هو الذي يتناول فكرة واحدة بطريقة مركزة شائقة وبأسلوب واضح وعبارة سهلة و يطلق عليه (العمود)أو (الخاطرة)، وأحيانا يختار كاتبه لمقاله القصير هذا عنوانا ثابتا مثل: ( فكرة) لمصطفى أمين ، و (ما قل ودل) لأحمد الصاوي محمد ، و (نحو النور) لمحمد زكى عبد القادر "في جريدة الأخبار"، وفى "الأهرام " : (صندوق الدنيا) لأحمد بهجت و (يوميات )لأحمد بهاء الدين ، و (مواقف) لأنيس منصور ، و (مجرد رأى) لصلاح منتصر .
(ب) المقال الطويل: الذي يتراوح بين صفحتين وعشر صفحات، في موضوع يعرضه الكاتب عرضا شائقا، بلغة سهلة واضحة محققا عنصري الإقناع والإمتاع، ومن كُتَّابه : طه حسين والمازني وأحمد أمين .. وغيرهم.
س3: كيف يختلف المقال من حيث المضمون ؟
جـ : يختلف المقال من حيث المضمون بحسب طبيعة موضوعه وشخصية كاتبه وثقافته، فالكُتَّاب يتفاوتون من ناحية خصب الفكر وضيق الأفق، والميل للتركيز أو البسط، والعمق والسطحية وامتلاك القدرة اللغوية والقصور فيها.
س4 : هل يختلف المقال من حيث وسيلة النشر ؟
جـ : بالفعل يختلف المقال باختلاف وسيلة نشره : فما ينشر للعامة (القاعدة العريضة للجماهير)في الصحف اليومية مختلف عما ينشر للخاصة (المثقفين) في المجلات المتخصصة، إذ يراعى مستوى القارئ في جميع الحالات.
س5 : ما أهم أنواع المقال من حيث المضمون ؟ و ما أهم خصائص كل نوع ؟ مع التمثيل .
جـ : أهم أنواع المقال من حيث المضمون :
(أ) المقال التصويري :
خصائصه : يرسم فيها الكاتب شخصية أديب أو عالم أو غيرهما، فيبرز ما فيها من مزايا أو عيوب عن طريق رسم الصورة بالقلم لا بالريشة، كما فعل الشيخ عبد العزيز البشرى في "مجلة السياسة الأسبوعية" حيث تحدث عن عدد من كبار الشخصيات المصرية التي عاصرها بأسلوب يجمع فيه بين الدعابة وصدق النظرة
(ب) المقال النزالي :
خصائصه : يدور في المعارك الأدبية والفكرية كالمعارك التي دارت في بين العقاد والرافعي على صفحات مجلة الرسالة، ونشر الرافعي بعضها في كتابه "على السُّفُود [سيخ الشواء] " كما نشر طه حسين في الجزء الأول من كتابه "حديث الأربعاء " مقالات هاجم فيها أنصار القديم المتجمدين ودعا إلى التجديد.
(جـ) المقال الفلسفي :
خصائصه : ظهر هذا النوع كفن قائم بذاته لا كجزء من التحرير الصحفي كبعض مقالات الدكتور زكى نجيب محمود الفلسفية الموضوع .
المقال من حيث الأسلوب :
س6 : ما أهم أنواع المقال من حيث الأسلوب ؟ و ما أهم خصائص كل نوع ؟
جـ : (أ) المقال الأدبي :
خصائصه : يقوم على انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وجمال الأسلوب ومزج الفكرة بالعاطفة والاعتماد على الأدلة الخطابية واستخدام الخيال، مثل "الصغيران" للرافعي .
(ب) العلمي المتأدب :
خصائصه :
يجمع بين دقة الفكرة وجمال الأسلوب في صياغة سهلة.
(جـ) العلمي البحت :
خصائصه : تكثر فيه المصطلحات ، ولا مجال فيه للعاطفة مثل كتب الرياضيات والفيزياء وغيرها ؛ ولذلك يستبعده النقاد من الدراسة البلاغية.
س7 : ما أبرز الخصائص العامة للمقال ؟
جـ : أبرز الخصائص العامة للمقال:
1 ـ
التكوين الفني: عن طريق ترابط الأفكار وانسجامها.
2 ـ
الإقناع: عن طريق سلامة الأفكار ودقتها ووضوحها.
3 ـ
الإمتاع: بالعرض الشائق الذي يجذب القارئ ويؤثر فيه.
4 ـ
القصر : فلا يتجاوز بضع صفحات فإذا طالت أكثر من ذلك صار بحثا أو كتابا.
5 ـ
النثرية : فالمقال فن نثرى وليس شعرا، إذ إن جانب الفكر فيه أكبر من جانب العاطفة، وإن كانت هناك مقالات أدبية حافلة بالصور، والموسيقا .
6 ـ
الذاتية: تظهر في المقال ذاتية الأديب وعاطفته، ورأيه الشخصي، مهما كان موضوع المقال، فالحافز للأديب على كتابة مقاله هو رغبته في التعبير عن رأيه الخاص، ولذلك تظهر ملامح شخصية الكاتب من خلال مقاله.
7 ـ
تنوع أسلوب المقال: تبعا لشخصية كاتبه، وطبيعة موضوعه كما يلي :
(أ) فالمقال الذي يدور حول رأى أو فكرة يكون التركيز فيه على الجانب الفكري من حيث الصحة والدقة والوضوح.
(ب) والمقال الذي يدور حول مشهد أو ناحية نفسية أو اجتماعية أو إنسانية، يكون التركيز فيه على حيوية العرض وطرافته.
(جـ) والمقال إذا كان فيه التعبير بأسلوب أدبي ظهر فيه التأنق في الألفاظ والعبارات، والصياغة الفنية والتصوير الجميل و الموسيقا المؤثرة .
(د) وإن كان في أسلوب علمي متأدب ظهرت فيه الألفاظ المحددة والعبارات الاصطلاحية مع السهولة وجمال الصياغة، والصور التي تخفف من جفاف الأفكار العلمية.
س8 : ما السمات الأسلوبية المشتركة بين جميع المقالات ؟
جـ : السمات الأسلوبية المشتركة بين المقالات :
( ا )
وضوح الأسلوب: وتجنب غريب الألفاظ والترفع عن الألفاظ العامية المبتذلة؛ لأن الهدف من المقال الإقناع والإمتاع لا الغموض والإلغاز.
(ب)
قوة الأسلوب: وبعده عن الخطأ في القواعد أو تنافر الحروف وغرابة الألفاظ وقلق العبارات والحشو والتطويل في الجمل.
(جـ)
جمال الأسلوب: باختيار الألفاظ الملائمة للمعنى والصور و المحسنات غير المتكلفة.

الرواية

(القصة الطويلة)

س1 : ما المقصود بالرواية ؟
جـ : الرواية : عمل فني يعتمد على عنصر الحكاية التي لها بداية ووسط ونهاية. فالبداية تكون مشوقة مثيرة، تجذب القارئ، وبعدها تأتى مرحلة الوسط فتتوالى الأحداث ويتأزم الصراع ويزداد القارئ تشوقا.. حتى تصل إلى الذروة، وبعدها تأخذ الأحداث في الهبوط وتبدأ العقدة تتكشف.. ويأخذ الصراع في الحل بالتدريج حتى يصل إلى النهاية.
س2 : النهاية في الرواية نوعان . وضح ذلك .
جـ : النهاية في الرواية نوعان :
( ا ) نهاية معقولة: يقدم الكاتب فيها الحل (كالصلح ـ أو الزواج ـ أو الطلاق).
(ب) نهاية مفتوحة: لا يقدم فيها الكاتب الحل، ولا ينهى المشكلة أمام القارئ ولكن يجعله يحس بها ويدفعه إلى البحث عن حل لها.
س 3: ما عناصر الرواية ؟
جـ : عناصر الرواية ستة هي :

(الشخصية ـ الحدث ـ الصراع ـ البداية ـ الوسط ـ النهاية) .
1 - الشخصيات : وهم أبطال الرواية ، ويكونون من أعمار مختلفة ، وبيئات مختلفة ، ولهم اتجاهات متنوعة ، وغالبًا يكونون من البشر ، وأحيانًا يكونون من الحيوان أو النبات أو الجماد ، وينقسمون إلى شخصيات أساسية محورية و أخرى ثانوية .
2 - الأحداث: وهي تلك الأفعال التي تقع من الشخصيات ، وقد تتفق أو تختلف ، ولكنها حتمًا تؤدي إلى الصراع .
3 - الصراع : هو التصادم بين الأحداث المختلفة نتيجةً لاختلاف الآراء بين الشخصيات المتعددة .
4 - البداية : وهي مقدمة القصة التي تجذب القارئ وتساعده على الاندماج في الأحداث .
5 - الوسط : وهي ذروة الأحداث التي يشتد فيها الصراع ويتشابك، وتشوِّق القارئ

6 - النهاية : وهي لحظة التوضيح التي تتكشف فيها الأمور ، ويصل القارئ إلى الحل .
س4 : رواية (زقاق المدق ) لنجيب محفوظ خير مثال للعناصر الفنية المكتملة .وضح .
جـ : بالفعل يمكن تطبيق هذه العناصر على رواية (زقاق المدق) ، وتدور أحداثها في (زقاق المدق ) ، وفيها من الشخصيات الواقعية (المعلم كرشة – وزيطة – وحسنية الفرانة – وحميدة ) ، وتتشابك هذه الشخصيات وتتصارع ، وينتهي كل منها إلى مصيره المقدر ، ويبقى المكان ـ وهو الحارة المصرية (زقاق المدق ) يمارس تأثيره على سائر الشخصيات على مر الأجيال .
س5 : ما أنواع الرواية ؟ اذكر مثالاً من كل نوع ، واسم المؤلف ؟
جـ : أنواع الرواية:
(أ ) الرواية الواقعية: وسميت بذلك ؛ لأنها تستمد أحداثها وأشخاصها من الواقع ، أو مما يمكن أن يقع ويتقبله العقل .. ومثال ذلك ( نجيب محفوظ ) في مرحلته الواقعية ( كالثلاثية – وزقاق المدق ) وغيرهما .
(ب) الرواية الرومانسية : وتميل بأحداثها وأشخاصها ومضمونها إلى:
1 - حدة العاطفة .

2 - الحزن والتشاؤم.
3 - وضوح الناحية الذاتية .

4 - العطف على البؤساء .
5 - تمثل الموت و النهاية الحزينة .

6- التطلع لعالم مثالي .
7 - حب الطبيعة والاندماج فيها .
*ومثال ذلك : روايات ( محمد عبد الحليم عبد الله ) ومنها ( لقيطة – وشجرة اللبلاب – وغصن الزيتون – الجنة العذراء ) ، ويوسف السباعي في روايتي ( رد قلبي – وإني راحلة )
% تذكّر أن الرواية قد تجمع بين الرومانسية و الواقعية في وقت واحد .
(جـ) الرواية التاريخية: التي تلتقط موضوعاتها من التاريخ ثم تصوغه بطريقة روائية، تعتمد على التشويق وتركز على الصراع البشرى، وتضارب العواطف الإنسانية.
* موضوعها : وقد يكون الموضوع التاريخي شخصية أو حادثة أو فترة يبعثها المؤلف في صورة حية موحية، وتحمل إسقاطات معاصرة وتهدف في الغالب إلى إثارة الوعي القومي
* روادها : جورجي زيدان و علي الجارم و محمد فريد أبي حديد ونجيب محفوظ
* من نماذجها : رواية "ابنة المملوك" لمحمد فريد أبى حديد وهي خير نموذج لهذا الشكل ، وهي رواية تعمل على بعث الشعور القومي .. كما أن هناك نماذج أخرى لهذا الشكل مثل روايات : ( عنترة – والملك الضليل ) لمحمد فريد أبي حديد ، و( وا إسلاماه ) لعلي أحمد باكثير ، و( غادة رشيد ) لعلي الجارم .
(د ) رواية الخيال العلمي : وتقوم على مادة علمية يختلقها(يخترعها) المؤلف، ويتحدث عن بعض توقعاته للمستقبل، التي قد تتحقق أو لا تتحقق، وينسج أحداثها بطريقة مشوقة يندمج فيها القارئ.
* ومثالها هو رواية: (رجل تحت الصفر) للدكتور: مصطفي محمود.
س 6: قارن بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية بإيجاز ؟
جـ :
المقارنة :

*الرواية : طويلة متعددة الشخصيات ، متشابكة الأحداث ، والأفكار فيها وصف وسرد وتفصيل .
*والقصة القصيرة محدودة المساحة والشخصيات والأحداث والهدف ، تثير لدى القارئ شعورا واحدا ، وهي كثيفة تتميز بالوحدة العضوية .
*أما المسرحية : فتعتمد على الحوار الذي يقوم بتصوير الأحداث ، وتنمية الصراع ، وتحريك المشاعر للوصول إلى النهاية .
* باختصار:
* الرواية : عمل فني يعتمد على عنصر الحكاية التي لها بداية ووسط ونهاية .
*النهاية في الرواية : نهاية معقولة و نهاية مفتوحة.
*عناصر الرواية ستة هي :(الشخصية ـ الحدث ـ الصراع ـ البداية ـ الوسط ـ النهاية)
** أنواع الرواية :
* الرواية الواقعية - نجيب محفوظ - (الثلاثية – وزقاق المدق ).
* الرواية الرومانسية - محمد عبد الحليم عبد الله - ( لقيطة) ، ويوسف السباعي - ( رد قلبي – وإني راحلة ) .
* الرواية التاريخية- محمد فريد أبو حديد- ( ابنة المملوك) .
*رواية الخيال العلمي - د / مصطفي محمود – (رجل تحت الصفر) .

القصة القصيرة

س1 : متى و أين نشأت القصة القصيرة ؟
جـ : ظهرت القصة القصيرة في منتصف القرن التاسع عشر في روسيا و أمريكا ، ثم بعد ذلك في فرنسا و إنجلترا و غيرهما .
س2 : متى ازدهرت القصة القصيرة ؟
جـ : ازدهرت القصة القصيرة في بدايات القرن العشرين ، فتعددت اتجاهاتها وكثر كتابها ، واحتفلت بها الدراسات النقدية .
س3 : ما مفهوم القصة القصيرة ؟
جـ : هي فن أدبي نثري يكتفي بتصوير جانب من جوانب الحياة لفرد ، أو يصور موقفاً واحداً من المواقف تصويراً مكثفاً يساير روح العصر من سرعة وتركيز.
س4 : تُعد القصة القصيرة أقرب الفنون الأدبية إلى روح العصر. بين ذلك.
جـ : تُعد القصة القصيرة أقرب الفنون الأدبية إلى روح العصر لأنها انتقلت بمهمة القصة الطويلة (الرواية) من التعميم إلى التخصيص، فلم تعد تتناول حياة جماعة بأكملها، أو شخصية كاملة، وإنما مسايرة لروح العصر عصر العلم والسرعة ، فاكتفت بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو موقف واحد، أو فكرة واحدة تصويراً مكثفاً.
س5 : بين القصة القصيرة والرواية لقاء وافتراق .. وضح ذلك بالتفصيل .
جـ : أوجه الاختلاف هي :
أ - الرواية تتناول قطاعًا طوليا من الحياة ، والقصة القصيرة تتناول قطاعًا عرضيا .
ب - الرواية تتوغل في أبعاد الزمن ، والقصة القصيرة تتوغل في أعماق النفس .
جـ - الرواية تمتاز بالطول ، والقصة القصيرة ليست كذلك.
د - نظرة كاتب الرواية إلى الحياة تتناولها من جميع الأقطار ؛ ولذلك تتعدد الشخصيات و الأحداث ، وتتداخل الأزمان وتتباين ، أما كاتب القصة القصيرة فينظر من زاوية واحدة إلى شخصية واحدة في عمل واحد ، ومكان واحد ، وإيقاع سريع ، وتأثير مكثف قوي .
- أما أوجه الاتفاق فهي :

أ - أنهما ينبعان من منبع واحد وهو " فن القص " .
ب - كما يشتركان في عنصري " السرد – والحكاية "
س6 : ما المبادئ الأساسية لبناء القصة القصيرة ؟
جـ : المبادئ الأساسية لبناء القصة القصيرة هي :

1- مبدأ الوحدة .

2- مبدأ التكثيف .
3 - تفاصيل البناء والإنشاء : حرصا على مبدأ الوحدة والتكثيف ؛ فإن ذلك يحتاج إلى عناية خاصة في كل ما يتصل بتفاصيل بنائها وإنشائها ضمانا للإحكام الفني ، وهذا يفرض على كل فقرة أن تتقدم مع الخيط العام الذي يشد القصة القصيرة نحو الهدف ؛ ولذلك يجب حذف كل حشو أو تطويل.
س7 : وضح بإيجاز (مبدأ الوحدة- ومبدأ التكثيف).
جـ : مبدأ الوحدة: وهو أساس جوهري من أسس بناء القصة القصيرة فنيا؛ لأنها يجب أن تشتمل على فكرة واحدة، تعالج بطريقة واحدة، حتى تصل إلى نهايتها المنطقية، وهدفها الواحد، وهذا المبدأ هو ما يميز كل قصة قصيرة عن غيرها؛ لأن طبيعة القصة القصيرة لا تسمح بعناصر مختلفة تدخل في نسيجها.
- أما مبدأ التكثيف(التركيز): فما دامت القصة تعالج موضوعا واحدا أو موقفا محددا فإن عنصر التركيز يعد مقوما من مقومات الإيجابية الخاصة بها، فلابد أن تكون مركزة جدا ومكثفة دائما؛ لكي تحدث أثرا واحدا قويا ومؤثرا وسريعاً.
س8 : ما الذي ينبغي على كاتب القصة القصيرة مراعاته إذا تعددت شخصياتها ؟
جـ :الذي ينبغي على كاتب القصة القصيرة مراعاته إذا تعددت شخصياتها :

1 - أن تكون جميع شخصياتها في تلاحم وتوافق كلى فتبدو كل شخصية كما لو كانت منسوجة في الأخرى، حتى تتحقق وحدة الأثر .

2 - عدم الجري وراء شخصيات ثانوية

3 - عدم التطويل في وصف الشخصية التي تدور حولها.
س9 : قد تشتمل القصة القصيرة على حوار قصير . فما الدور الذي يمكن أن يؤديه الحوار؟
جـ : يكون عاملا من عوامل الكشف عن أبعاد الشخصية، أو التطور بالحدث أو تجلية(كشف) النفس الغامضة، أو الفكرة المراد التعبير عنها .
س10 : ما أنواع الصراع في القصة القصيرة ؟ و ما شرط جودته ؟
جـ : أنواع الصراع في القصة القصيرة :
1 - صراع خارجي : و هو ما يدور خارج الشخصية في البيئة أو المحيط بها .
2 - صراع داخلي : و هو ما يدور في أعماق الشخصية من الداخل .
- وشرط جودة الصراع : أن يكون ذا قيمة وغير مفتعل حتى يمكن قبوله والتأثر به.
س11 : ما المقصود بالتشويق في القصة القصيرة ؟ وما أهميته ؟
جـ : التشويق : أن تكون القصة القصيرة باعثة على الترقب والتلهف من جانب القارئ .
- هو أساس المتعة الفنية في القصة القصيرة.
س12 : ما المقصود بالصدق في القصة القصيرة ؟
جـ : أن تكون القصة القصيرة صادقة مع الواقع الذي تقدم إليه؛ لأن عدم الصدق في عناصرها وأجزائها وتفصيلاتها يمنع الإقناع بالشخصيات التي تعرضها .
س13 : متى عرفت مصر فن القصة القصيرة ؟
جـ : عرفت مصر فن القصة القصيرة مع مطلع القرن العشرين قبل أن تعرفه البلاد العربية الأخرى ، ذلك لأنها مركز الإشعاع الفكري والثقافي والأدبي للعالم العربي .
س14 : الاتجاه الرومانسي في القصة القصيرة .. بين أهم ملامحه ، واذكر أهم كتابه .
جـ : في الثلاثينيات تأثر الكتاب بالاتجاهات الأدبية الفرنسية فكانت الغلبة للاتجاه الرومانسي الذي سيطر على القصة القصيرة إلى بداية الأربعينيات، وتجسدت فيها موضوعات الحب والعلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة من أهل المدن ، وكأن الحياة المصرية قد خلت تمامًا إلا من هذا النوع .
- نجد ذلك في قصص (محمود كامل المحامي ـ ومحمد أحمد شكري) ، ومن بعدهم ( يوسف السباعي ـ وإحسان عبد القدوس) وغيرهما .
- وهناك من الرومانسيين من اتجه إلى القرية باعتبارها موطنه وملعب صباه مثل (محمد عبد الحليم عبد الله) الذي عرف كاتبًا للرواية بالدرجة الأولى .
س15 : علل لاتجاه القصة القصيرة نحو الواقعية بعد الحرب العالمية الثانية.
جـ : بعد الحرب العالمية الثانية أخذت القصة القصيرة تتحول نحو الاتجاه الواقعي كرد فعل لحركة المجتمع الشاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر؛ فقد استلزمت أن يكون كتاب القصة واقعيين، وأن تكون القصة نبض الواقع، حيث وضعوا الإنسان في اعتبارهم الأول .
س16 : محمود البدوي من أبرز رواد الاتجاه الواقعي في القصة القصيرة المصرية . تحدث عن دوره .
جـ : محمود البدوي ظل يكتب القصة القصيرة الواقعية على مدى نصف قرن دون ملل ، فقدم حياة عمال التراحيل لأول مرة في الأدب المصري الحديث ، وحفلت قصصه بذوي العاهات ، ولقد أصدر خمساً و عشرين مجموعة قصصية .
س17 : يعد يوسف إدريس من أبرز كتاب القصة القصيرة العربية .. ألق الضوء على ذلك مع بيان أهم مميزات قصصه .
جـ : لقد شغل يوسف إدريس القراء والنقاد والكتاب منذ بدأ ينشر قصصه في المجلات والصحف سنة 1950، فقد أثارت قصصه الجدل والحوار واستطاعت أن تؤثر في جيل كامل من الكتاب الشباب ولعلها أثرت في أبناء جيله أيضاً . وأول مجموعة قصصية صدرت له هي (أرخص ليالي ) سنة 1954م ، عالجت القصة التي تحمل المجموعة عنوانها مشكلة السكان ، وهي أخطر مشكلة تواجه المجتمع المصري الآن .



المسرحية

س1 : عَرِّف المسرحية.
جـ : المسرحية : قصة تمثيلية تعرض فكرةً أو موضوعًا أو موقفًا من خلال حوار يدور بين شخصيات مختلفة ، وعن طريق الصراع بين هذه الشخصيات يتطور الموقف حتى يبلغ قمة التعقيد ، ثم يستمر هذا التطور لينتهي بانفراج ذلك التعقيد ، ويصل إلى الحل المسرحي المطلوب
س
2 : ما أنواع المسرحية من حيث الحجم ؟
جـ: قد تكون المسرحية من :
1 - فصل واحد كمسرحية "ملك القطن" ليوسف إدريس.

2 - ثلاثة فصول ، وهي الغالبة حالياً .
3 - خمسة فصول كمسرحية "الصفقة" لتوفيق الحكيم .
س
3 : ماذا يقصد بمفهوم " وحدة المسرحية " قديماً و حديثاً ؟
جـ : المفهوم القديم لـ" وحدة المسرحية " يقصد به :
1 - وحدة الزمان : فلا يزيد مدى أحداثها عن أربع وعشرين ساعةً .
2 - وحدة المكان ؛ فلا يقع الحدث المسرحي في أكثر من مكان .
3 - وحدة الحدث : بحيث تدور فصول المسرحية في فلك حدث رئيسي واحد.
المفهوم الحديث : أصبح الكاتب المسرحي الحديث لا يلتزم بذلك ، ولكنه مهتم بـ
1 - الوحدة المسرحية الناشئة عن الدقة في توزيع الاهتمام .
2 - ومراعاة التوازن بين الفصول والأجزاء حتى تخضع لجاذبية النهاية ، فيحذف التفصيلات التي لا تؤدي إلى هذه النهاية ويسرع ببعضها ، ويؤكد بعضها الآخر ؛ لأنها عناصر أساسية في البناء المسرحي .
س
4 : مم يتكون الهيكل العام للمسرحية ؟
جـ : الهيكل العام للمسرحية يتكون من ثلاثة أجزاء هي :
1 - العرض : ويأتي في الفصل الأول ، وفيه يتم التعريف بموضوع المسرحية والشخصيات المهمة فيها .
2 - التعقيد : ويقصد به الطريقة التي يتم بها تتابع الأحداث في تسلسل طبيعي من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
3 - الحل : الذي تنتهي به المسرحية ويكشف عن عقدتها .

س5 : ما أسس بناء المسرحية ؟
جـ : أسس بناء المسرحية:
1- الفكرة 2 - الحكاية 3 - الشخصيات 4 - الصراع 5 - الحوار أو الأسلوب .
س
6 : تحدث عن الفكرة باعتبارها أساسا من أسس بناء المسرحية، وبين شروط جودتها .
جـ : تعتمد كل مسرحية على فكرة يحاول الكاتب أن يبرهن عليها بالأحداث والأشخاص، وقد تكون الفكرة في جوهرها:
1 - اجتماعية: كفكرة مسرحية (الست هدى ) لأحمد شوقي .
2 - سياسية : كفكرة مسرحية (وطني عكا )لعبد الرحمن الشرقاوي .
3 - أخلاقية : كفكرة مسرحية (حفلة شاي) لمحمود تيمور
{ شروط جودتها:
1 - أن يكون مضمون المسرحية ناضجا يحقق المتعة والفائدة معا.
2 - ألا تقدم الفكرة مباشرة، بل يجب أن تقدم في إطار الحكاية المسرحية.
س
7 : ما المقصود بالحكاية في المسرحية ؟ ممثلاً .
جـ : الحكاية هي: جسد المسرحية، وعن طريقها تنمو وتتقدم، بحيث تتركز الأحداث على قضية يدور حولها الصراع، كفكرة البطولة، التي ينعقد حولها الصراع في مسرحية "ميلاد بطل" لتوفيق الحكيم لا عن طريق سرد الأحداث، وروايتها مجردة، بل عن طريق توزيعها بين الشخصيات بدقة وترتيب وتدرج، بحيث يترتب اللاحق على السابق مما يجعل التسلسل بين الأحداث منطقيا.
س
8 : من أسس بناء المسرحية (الشخصيات).. فما المقصود بها؟ وما أنواعها؟
جـ : من أسس بناء المسرحية " الشخصيات " وهى النماذج البشرية التي اختارها الكاتب لتنفيذ أحداث المسرحية، وعلى ألسنتها يدور الحوار الذي يكشف عن طبيعتها واتجاهاتها
{ أنواع الشخصيات :

1 - من حيث الدور والتأثير:
أ - شخصية محورية (أساسية) : كشخصية (مبروكة) في مسرحية "الصفقة" لتوفيق الحكيم.
ب - شخصية ثانوية (مساعدة) : ينحصر دورها في معاونة الشخصيات المحورية كشخصية "الصراف أو حلاق القرية" في نفس المسرحية .
1 - من حيث التطور والتكوين :
أ – شخصية ثابتة (مسطحة) : وهي التي لا تتغير صورتها خلال فصول المسرحية، كما في مسرحيات السلوك والعادات كشخصية البخيل أو المرابي .
ب – شخصية نامية (متطورة) : وهي التي تتكشف جوانبها تدريجياً مع الأحداث، كما في المسرحيات الاجتماعية والوطنية والنفسية مثل شخصية( سعد) في مسرحية "اللحظة الحرجة" ليوسف إدريس.
{ جوانب كل شخصية :
ولكل شخصية جوانبها الشكلية من الطول والقصر والاجتماعية كالغنى والفقر والنفسية كالحب والبغض، وتظهر براعة الكاتب في رسم كل هذه الجوانب من خلال الأحداث وتطور الحوار وتدفقه.
س
9 : وضح المقصود بالصراع المسرحي واذكر أنواعه.
جـ : المقصود بالصراع المسرحي أنه الاختلاف الناشئ من تناقض الآراء ووجهات النظر بالنسبة لقضية أو فكرة ما بين شخصيات المسرحية ، ولذلك يقول النقاد: (لا مسرح بلا صراع) فلو اكتفى الكاتب بتقديم شخصياته دون أن يضعها في مواقف تظهر ما بينها من صراع فإنه لا يكون قد كتب مسرحية حقيقة، إنما قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع فيما بينها حولها فتتفق أو تختلف لتنتهي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك.
{ أنواع الصراع :
قد يكون هدا الصراع اجتماعيًا أو خلقياً أو ذهنيًا.
س
10 : الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية . ما المقصود بالحوار المسرحي ؟ وما شروط جودته ؟
جـ : الحوار المسرحي هو : اللغة التي تتوزع على ألسنة الشخصيات في المواقف المختلفة ، وتسمى العبارة التي تنطقها الشخصية ( بالجملة المسرحية ) التي تختلف طولاً وقصرًا باختلاف المواقف ، كما تتفاوت في فصاحتها تبعًا لمستوى الشخصية ، وطبيعة الفكرة التي تعبر عنها .
{ شروط جودته :
1 - مناسبة ( الجمل الحوارية ) لمستوى الشخصية .
2 - قدرة ( الجمل الحوارية ) على إيصال الفكرة التي تعبر عنها .
3 - تدفق الحوار وحرارته .
4 - فصاحة الحوار النابعة من دقة تمثيله للصراع وطبائع الأشخاص والأفكار ، لا من فصاحته اللغوية .
س
11 : لماذا لم يعرف تراثنا العربي القديم فن المسرحية؟
جـ : لم يعرف تراثنا العربي القديم فن المسرحية لأسباب ثلاثة:
1- لأن حياة الترحال وعدم الاستقرار عند العرب الأقدمين لم تكن لتتوافق مع ما يحتاجه الفن المسرحي من استقرار.
2- أشبع الشعر حاجتهم الفنية فاستغنوا به عن غيره من الفنون.
3- عقيدة التوحيد لدى المسلمين لا تتناسب مع الطابع الوثني للمسرح الإغريقي.
س
13 : تتبع بإيجاز مراحل نشأة المسرحية العربية .
جـ : ظهرت المسرحية العربية في منتصف القرن التاسع عشر ، ومرت بمراحل منها مرحلة مارون النقاش في بيروت ، ويعقوب صنوع في مصر ، ثم ولدت المسرحية الاجتماعية الخالصة ، وتعددت اتجاهات المسرحية الحديثة على يد محمد تيمور وأخيه محمود ، وازدهرت على يد شوقي " شعرا " ، وتوفيق الحكيم " نثرا " ، وسار عزيز أباظة على منهج شوقي ، واتجه آخرون إلى الشعر الحر كصلاح عبد الصبور ، وعبد الرحمن الشرقاوي وفاروق جويدة .
س
14 : مارون النقاش يعد رائد المسرح العربي . ما أول مسرحياته ؟ ومن أين استمد موضوعاته ؟ وما أهم سمات أعماله ؟ .
جـ : ظهرت المسرحية العربية في منتصف القرن التاسع عشر (1847م)على يد مارون النقاش في بيروت ،حين قدم مسرحية " البخيل " .
{ موضوعاته : مستمدة من التراث و التاريخ العربي مثل مسرحية "أبو الحسن وهارون الرشيد" سنة 1850.
- وجميع أعماله كانت تميل إلى الفكاهة والبساطة والغناء وتستخدم لغة هي مزيج من الفصحى والعامية حتى تلائم أذواق عامة الناس.
س
15 : عرفت مصر المسرح على يد يعقوب صنوع . ما عدد مسرحياته ؟ وما موضوعاتها ؟ وما سمة لغتها ؟
جـ : في مصر قام يعقوب صنوع بنفس دور مارون النقاش ، فقدم منذ 1870م ما يزيد على اثنتين وثلاثين مسرحية .
- موضوعاتها : تقوم على النقد السياسي و الاجتماعي .
- سمة لغتها : لغتها تغلب عليها العامية .
س
16 : ما أهم الفرق المسرحية السورية واللبنانية التي هاجرت إلى مصر ؟ وما متى كانت هجرتها ؟ وما أهم العيوب التي أخذت عليها ؟
جـ : أهم الفرق : فرقة "أبى خليل القباني" وفرقة "إسكندر فرح" وفرقة "سليم نقاش" وغيرها .
- كانت هجرتها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين .
{ أهم العيوب التي أخذت عليها : أنها لم تترك نصوصا أدبية ذات قيمة، إما لسيطرة الطابع الغنائي عليها، أو بسبب هبوط موضوعاتها وضعف لغتها، وقد قامت هذه الفرق بالنقل أو الاقتباس أو الترجمة من الأعمال الأجنبية وكانت المسرحيات المؤلفة ـ على قلتها ـ تتجه إلى تصوير الموضوعات التاريخية مثل مسرحية "المعتمد بن عباد" لإبراهيم رمزي التي عرضت سنة 1892م، ومسرحية "صلاح الدين" لفرح أنطون
س
17 : وضح الظروف التي ساعدت على ميلاد المسرحية الاجتماعية الخالصة ، مع التمثيل .
جـ : عقب الحرب العالمية الأولى وثورة 1919م ، ساعدت الظروف السياسية والاجتماعية التي سادت مصر على تطور المسرحية المصرية وتخليصها من عنصر الغناء والاستعراض ، فاتجهت إلى النقد الاجتماعي الجاد ، وهكذا ولدت المسرحية الاجتماعية الخالصة على مسرح ( جورج أبيض ) الذي كان عائدا من بعثته من فرنسا 1910م ، وعلى مسرحه مثلت لأول مرة مسرحية ( مصر الجديدة ) سنة 1913م لكاتبها ( فرح أنطون ) التي تتناول بالنقد السلبيات التي تسللت من الاستعمار الأوربي إلى المجتمع المصري مثل ( القمار ) ، و( تبذير المال ) في الخمر واللهو .
س
18 : كان لمحمد تيمور ومحمود تيمور فضل على المسرحية بعد ثورة 1919م . وضح .
جـ : الأديب (محمد تيمور ) كان له فضل ترسيخ المسرحية الاجتماعية من خلال عدد الأعمال التي تعالج مشكلة تربية الأبناء تربية قاسية في مسرحية ( العصفور في القفص ) ، ومشكلة (زواج البنات) في مسرحيته ( عبد الستار أفندي ) ، ومشكلة (الإدمان ) التي طرأت على المجتمع عقب الحرب العالمية الأولى ، وأثرها في انحلال الأسر وخراب البيوت ، وذلك في مسرحية ( الهاوية ) .
- ( محمود تيمور ) أضاف إلى المسرحية الاجتماعية عناية خاصة بالمسرحية التاريخية مثل مسرحية ( اليوم خمر ) عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس .
س
19 : متى عرف الشعر المسرحي في الأدب العربي ؟
جـ : لم يعرف الشعر المسرحي في الأدب العربي إلا في العصر الحديث ، على يد أبي خليل القباني ، ولكنها كانت بدايات ضعيفة ، فلما جاء شوقي ألف مسرحيته ( علي بك الكبير ) سنة 1893 ، وهو طالب في باريس ، ثم أعادها منقحة سنة 1927 ، وكتب عدة مسرحيات مثل ( مصرع كليوباترا ) ، و( مجنون ليلى ) ، و(قمبيز ) ، و(عنترة ) ، وكلها مستمدة من التاريخ العربي أو المصري ، وله مسرحية فكاهية (الست هدى ) .
- وسار عزيز أباظة على طريقه فألف عشر مسرحيات شعرية ، منها ( العباسة ) ، و( شجرة الدر ) وغيرهما ، واتجه آخرون إلى الشعر المسرحي الحر مثل ( عبد الرحمن الشرقاوي ) ، و( صلاح عبد الصبور ) وغيرهما.
س
20: من رائد المسرحية النثرية في الأدب العربي؟ وما الآفاق المتعددة لمسرحياته ؟
جـ : عرفت المسرحية النثرية على يد توفيق الحكيم الذي بدأ نشاطه المسرحي النثري بمسرحية "الضيف الثقيل" سنة 1918 مستخدما أسلوب الرمز، حيث رمز بالضيف الثقيل إلى الاحتلال الإنجليزي، ثم ألف مسرحية "المرأة الجديدة" ثم المسرحية الذهنية "أهل الكهف" سنة 1933 ـ ثم "شهر زاد" سنة 1934، والمسرحية الاجتماعية "الأيدي الناعمة" سنة 1954، و"الصفقة" سنة 1956، والتحليلية النفسية مثل "أريد أن أقتل" و"نهر الجنون" والمسرحية الوطنية مثل "ميلاد بطل" .
س
21 : ما التحولات الوطنية والسياسية والاجتماعية التي شهدها المجتمع المصري بعد ثورة 1952م ؟ وما أثرها على الأدب المسرحي ؟
جـ : التحولات الوطنية والسياسية والاجتماعية هي :
1 - إلغاء النظام الملكي، وإعلان الجمهورية.

2 - تأميم قناة السويس.
3 - تأكيد الشخصية القومية بانتصارها سنة 1956 ضد العدوان الثلاثي .
- أثرها على الأدب المسرحي : نتج عن ذلك تطور الإبداع الأدبي والمسرحي حيث :
1 - ظهرت مسرحيات تنقد المجتمع المصري قبل الثورة وسلبياته مثل مسرحية "المزيفون" لمحمود تيمور، و"الأيدي الناعمة" لتوفيق الحكيم "والناس اللي تحت" و"الناس اللي فوق" لنعمان عاشور.
2 - كما اتجه التأليف المسرحي إلى تصوير القرية، وكفاح الفلاح من أجل الأرض مثل مسرحية "الصفقة" لتوفيق الحكيم "وملك القطن" ليوسف إدريس.
3 - ظهور مسرحيات تصور الكفاح ضد الغزو الثلاثي سنة 1956 مثل : مسرحية "اللحظة الحرجة" ليوسف إدريس.
س
22 : ما المصادر التي استمد منها كتاب المسرح في الستينات و السبعينات موضوعات مسرحياتهم ؟ وما أهم كتاب و أعمال تلك المرحلة ؟
جـ : المصادر التي استمدوا منها موضوعات مسرحياتهم : التاريخ تارة و التراث الشعبي عالجوهما معالجة عصرية فيها إسقاطات رمزية على مشكلات الحاضر وقضاياه .
- أهم كتاب و أعمال تلك المرحلة :

1 - عبد الرحمن الشرقاوى في "مأساة جميلة" ، و"الفتى مهران ، و" الحسين ثائرا " و" الحسين شهيدا "
2 - صلاح عبد الصبور في " مأساة الحلاج " ، و" ليلى والمجنون " رؤية عصرية لمجنون ليلى الذي تناوله شوقي قبل ذلك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها