الجفاف و التصحر Drought and desertification

يتوقع أن تزاد مساحة الصحاري عل حساب الأراضي الزراعية

ظاهرة أخرى أصبحت تهدد البشرية نتيجة للإرتفاع المتوقع لدرجة الحرارة وهي الجفاف و التصحر التي كانت في الماضي تحدث في بعض الدول نتيجة لتغيرات الطقس الطبيعية أما الآن فأصبحت المشكلة أكبر نتيجة لتدخل عوامل أخرى فزيادة الحرارة تعمل على نقص رطوبة التربة بدرجة كبيرة مما سيؤدي إلى قحط شديد خاصة في الدول النامية ويترتب على ذلك تدني الناتج المحصولي. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن استخدام الأراضي الزراعية للرعي و القيام بخلع الأشجار سيؤدي ذلك إلى تعرية و تأكل التربة وزيادة التصحر الذي له اكبر الأثر في معاناة الكثير من الشعوب و خاصة في أفريقيا الذين سيعانون من الجوع و سوء التغذية مما سيدفعهم إلى ترك أماكن عيشهم و الإنتقال إلى أماكن أخرى بحثاً عن الغذاء

ليس هناك إحصائيات دقيقة لهذه الأزمة و لكن هناك دراسات تشير إلى أن حوالي 150 مليون شخص يعانون من المجاعات و سوء التغذية و هناك 4 ملايين من اللاجئين و العائدين و عدد غير محدد من الأشخاص الذين تركوا أماكن عيشهم إلى أماكن أخرى. أفريقيا هي أكثر الدول تأثراً بهذه الظاهرة وهذا ما أظهرته خرائط الطقس حيث ستزداد الحرارة و الجفاف و بالتالي التصحر و خصوصاً المناطق الشرقية منها.
قد تنقرض الكثير من الأنواع بسبب فقدانها لبيئتها أو عدم قدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية

أحدثت التغيرات المناخية في الثلاثون سنة الماضية ضرراً شديداً بأحد أكثر الأنظمة البيولوجية حساسية خصوصاً السلاسل الصخرية المرجانية و الغابات الاستوائية. هذه الأنظمة معروفة بامتلاكها أعلي مستويات تنوع حيوي مع وجود بعض الأنواع التي لم تكتشف بعد.

تواجه السلاسل الصخرية المرجانية مستقبلاً متقلباً جداً. أن التغير المناخي بالإضافة لتأثيرات سلبية من الجانب البشري ربما يؤثر عليها لتنتهي كأنظمة بيئية غير فعالة.

الكثير من أنواع الضفادع آخذة بالتناقص و يعتقد بأن التغيرات المناخية أحد أهم الأسباب لهذا التناقص و الذي يفسره العلماء بحقيقة أن حدة التغير المناخي يفوق قدرة الكثير من الكائنات على التأقلم.

الكثير من البحيرات و الأراضي الرطبة ستتأثر سلبا بالتغيرات المناخية. هذه المناطق المائية تعتبر مساكن مهمة للطيور المهاجرة و الطيور المائية. ستتأثر هذه الطيور لفقدانها أما كن التعشيش و أهم مصادر الغذاء . وكذلك الأمر بالنسبة للأراضي العشبية و الشجرية و السافانا و بالتالي فان الطيور العشبية سوف لن تجد مكاناً لها و كنتيجة لذلك ربما تتناقص أعدادها.

الاستيطان و صحة البشر

ربما يتعرض سكان المناطق الغير استوائية للإصابة بأمراض استوائية مثل الملاريا و الحمى الصفراء

أكثر المجموعات تضرراً من تأثير الإنحباس الحراري تلك التي تعاني أصلاً من ضغوطات اجتماعية و إقتصادية و ظروف مناخية صعبة و هذه ستشمل دول العالم الثالث و المجموعات ذوي الدخل المحدود و سكان المناطق الساحلية المنخفضة و الجزر و سكان الأراضي العشبية الجافة و يزداد خطر التعرض للفيضانات النهرية أو الساحلية و الجفاف و العواصف و الأعاصير.

الكثير من الدول الصناعية الكبيرة تقع في مناطق منخفضة و الإرتفاع المتوقع لمنسوب مياه البحر سيهدد مساحات كبيرة من أراضي هذه الدول ذات الثروات الإقتصادية الضخمة.

الأمن الغذائي

تهديد التغيرات المناخية على المنتجات الزراعية يختلف بحسب التوزيع الجغرافي للبلدان

هناك علاقة وطيدة بين تقلبات المناخ وتغيراته وبين الزراعة. فالزراعة تتأثر بهبات المناخ، وتساهم في زيادة تقلباته وتغيراته، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وانقطاع الدورات الطبيعية لكثير من العناصر والمياه، بسبب تدهور الأراضي وقطع الأشجار وغير ذلك.

نظرا لأن أنماط تقلبات المناخ تحدث تدريجيا، فإن تغير المناخ يمكن أن يحدث دون أن يلحظه أحد. فتقلب المناخ ليس مؤذيا بالضرورة في حد ذاته، وإنما تنشأ المشكلة من الأحداث العنيفة، ومن الاضطراب الناجم عن صعوبة التنبؤ بالأحوال الجوية لأكثر من أسبوع .

وتأثير تقلب المناخ على جميع أشكال الإنتاج الزراعي معروفة جيدا. يمكن أن يعزى ما بين 10 %و100 % من تفاوت الإنتاج في الأجل القصير إلى تقلبات الطقس. أما الخسائر المرتبطة بالتقلبات الأساسية في المناخ فهي أكثر من تلك المرتبطة بالكوارث الهائلة - والمحلية المرتبطة بالطقس مثل الأعاصير والفيضانات. أيا كانت التغييرات التي ستحدث، فإنها ستستمر لعقود أو قرون، حيث أن المناخ يتسم بقصور ذاتي واضح.

إن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على الإنتاج الزراعي لن تعتمد على المناخ في حد ذاته فحسب، وإنما ستعتمد على قدرة المحاصيل الزراعية على التكيف مع التغيرات المناخية.

التغييرات الملموسة في التوزيع الجغرافي للأقاليم المناخية وما يرتبط بها من أنماط استخدام الأراضي قد تؤدي إلى تعديل التوازن الجغرافي للمحاصيل، بما في ذلك حدوث تأثير إيجابي صافي محتمل على الإنتاج في البلدان المتقدمة في المناطق المعتدلة وتأثير سلبي على البلدان النامية في المناطق المدارية.

ثقب الأوزون

من أخطر المشاكل البيئية و الصحية التي تهدد حياة البشرية

الانحباس الحراري و نضوب الأوزون هما تهديدان منفصلان، بالرّغم من أن بعض الغازات تُسَاهِمُ في إحداث كلا من الظاهرتين. الكلوروفلوكاربونات CFCs، على سبيل المثال، أحد أسَباب نضوب الأوزون الرئيسيةّ، و وهو أيضًا من المحتفظات القوية للحرارة يساهم في ظاهرة الانحباس الحراري.

في الحقيقة إن بدائل أل CFCs مثل الهيدروكلوروفلوركاربون (HCFCs) و الهيدروفلوكاربون (HFCs) تستخدم الآن على نطاق و اسع في المكيفات المنزلية و مكيفات السيارات مما يشكل مصدراً إضافيا لمشكلة الانحباس الحراري نظراً لقدرتها على الاحتفاظ بالحرارة و أيضاًً لمستوياتها المتزايدة في الغلاف الجوي.

ويمكن تلخيص التأثيرات المتوقعة نتيجة الإنحباس الحراري في النقاط التالية:

الصحة:

إرتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى إنتشار العديد من الأمراض الإستوائية فمثلاً سكان بعض مناطق في الولايات المتحدة سيعانون من البعوضة الإستوائية التي تسبب مرض الملاريا.

الزراعة:

فيما يتعلق بالزراعة سيكون لإرتفاع درجات الحرارة أثار سلبية في بعض الأحيان أو إيجابية في أحيان أخرى, ففي المناطق الشمالية مثل فنلندا,اليابان و كندا ستطول المواسم التي تمتاز بوفرة المحاصيل في الوقت الذي سيحدث فيه تناقص في محاصيل القمح, الذرة و فول الصويا على سبيل المثال.

الغابات:

لن تسلم الغابات من الإرتفاع المتوقع لدرجات الحرارة و فقط الأشجار ذات الأخشاب الصلبة القوية هي التي قد تتمكن من البقاء هذا إلى جانب ما سيحدث من إنتشار للأوبئة بزيادة الحشرات و الطفيليات التي ستجد من زيادة الحرارة بيئة مناسبة لها.

حياة البراري:

معظم الأنواع التي تنمو في البراري ستتعرض للإنقراض حيث ستعمل الحرارة على تغير أسلوب نموها و بالتالي ستضعف أو قد تختفي تماماً.

المحيطات:

سيحدث تغير في أماكن تواجد الأسماك حيث ستتغير عليها بيئتها فتلجأ إلى أماكن أخرى و كما أن الحرارة سترفع منسوب مياه البحر و بالتالي ستصبح هناك مناطق معارضة للإنقراض مثل بنغلادش المهددة بالغرق نتيجة لإرتفاع منسوب البحر.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها