أسباب انتشار الانزلاق الغضروفي بين الشباب

تعتبر أمراض العمود الفقري من أخطر الأمراض التي من الممكن أن يصاب بها الشخص لأنه الهيكل الذي يبنى عليه الجسم، ويتيح للإنسان الوقوف على رجليه.وأصبح مرض “الديسكâ€� أو الانزلاق الغضروفي ذعرا ينتشر الآن خاصة بين الشباب والرجال نظرا للعديد من الأسباب التي في مقدمتها بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي يقدم عليها الأشخاص بسبب إهمالهم أو افتقادهم لبعض المعلومات الصحية التي تجنبهم مثل هذه الأمراض.

ما هي الأعراض الناتجة عن انزلاق الديسك ؟

هناك عدة أعراض إما أن تكون مجتمعة أو منفردة بحيث يشكو منها المريض وهي:

- ألم شديد في أسفل الظهر تزداد حدته بالحركة أو بالانثناء إلى الأمام أو القحة أو العطس.– تشنج في عضلات الظهر مما يسبب اعوجاج العمود الفقري.– ألم يمتد من أسفل الظهر إلى الفخذ إلى الساق ثم القدم مع تنمل وخدران في حسب المنطقة التي يغذيها العصب المضغوط عليه من قبل الديسك في الظهر.– ضعف في عضلات الساق أو عضلات القدم أو قلة إحساس في منطقة معينة.

ومن اهم اسباب انتشاره

الجلوس على الأرض وضعية التربيعة:الجلوس على الأرض في وضعية التربيعة وبدون أن يكون هناك ساند للظهر لفترات طويلة يؤدي إلى انعكاس في التقوس الطبيعي في أسفل الظهر ووضع ضغوط شديدة على عضلات أسفل الظهر وأعلى الظهر، وبالتالي يؤدي إلى ضغوط شديدة على منطقة الفقرات القطنية وقد يساند في حدوث بعض الأمراض، ولهذا السبب فإن الكثير من الشركات طورت مؤخراً كراسٍ متخصصة يتم استخدامها عند الجلوس على الأرض لفترات طويلة لكي تسند منطقة الظهر.

الجلوس لفترات طويلة بطريقة خاطئة:الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون أو الحاسب الآلي يتسبب في ازدياد حدوث مناقير الظهر والرقبة بسبب احتكاك الفقرات الناجم عن جفاف الأقراص الغضروفية، ويفرض ذلك على الجسم إيجاد حالة دفاعية من خلال تكليس الفقرات والأربطة مع بعضها لتمنع الحركة الزائدة والضغط على الفقرات لفترات طويلة، كما أن قضاء ساعات طويلة في الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز قد تتسبب في ظهور آلام في أنحاء الجسم، وذلك بسبب الجهد الزائد على العضلات والفقرات.إن الجلوس على الكرسي أو في السيارة لفترات طويلة وبطريقة مائلة (Slouching) كما يفعل الكثير من المراهقين عند القيادة والتجول في الشوارع أو عند مشاهدة التلفزيون أوعند الجلوس على الكمبيوتر أو استخدام الكمبيوتر اللوحي لفترات طويلة يؤدي بشكل بديهي إلى عكس التقوس الطبيعي في منطقة الفقرات القطنية ويؤدي إلى مجهود شديد على هذه المنطقة بعكس ما يشعر به الشخص الجالس في هذه الوضعية الخاطئة.

الانحناء الخاطئ:في الواقع إن هذه الحركة نقوم بها جميعاً أثناء أنشطتنا اليومية؛ فمثلاً قد ينحني الإنسان لالتقاط منديل من الأرض أو قد ينحني لالتقاط كيس من الأرض أو لمداعبة ابنه أو ابنته وغير ذلك من الأنشطة التي تستدعي الانحناء، ولكن في الواقع إن هذه الحركة وهي الانحناء إلى الأمام حركة سيئة إذا ما تم تطبيقها بشكل خاطئ. والشكل الخاطئ لتطبيق هذه الحركة هو القيام بعملية الانحناء بثني الجزع أو ثني منطقة الفقرات القطنية إلى الأمام بدلا من استخدام مفصل الورك الأيمن والأيسر للقيام بهذه الحركة؛ فإن القيام بهذه الحركة بشكل خاطئ يؤدي إلى ضغوط شديدة على منطقة الفقرات القطنية والغضاريف المحيطة بها وقد تؤدي إلى ظهور الانزلاق الغضروفي فجأةً.

انضغاط الديسك:انضغاط الديسك من أكثر الأمراض شيوعاً وينتشر بين الشباب بشكل أكبر نتيجة قلة الوعي بخطورة بعض التصرفات، كدفع الأوزان الثقيلة وممارسة الرياضة بشكل خاطئ وخصوصاً في أندية كمال الأجسام التي يتهافت عليها الشباب وتتسبب في إصابات خطيرة.

النوم بطريقة خاطئة:في الواقع إن كثيرا من الناس يتساءل ما إذا كان النوم على الأرض أفضل من النوم على السرير أو عن نوعية السرير أو نوعية المرتبة التي يجب استخدامها لتفادي مشاكل أسفل الظهر.. والحقيقة إن الجواب بسيط جداً وهو أن المرتبة الصحية هي المرتبة التي تحافظ على التقوس الطبيعي في منطقة أسفل الظهر (Lumbar lordosis) وتسند هذه المنطقة بغض النظر عن نوعية المرتبة أو بلد التصنيع أو عن نوعية المادة التي تتكون منها، وأيضاً بعكس ما يظن الكثير من أن المرتبة الصلبة (Firm) هي أفضل فإن الجزء الأعلى من المرتبة الذي ينام الشخص عليه ليس مهماً بقدر الجزء الداخلي الذي يقوم بتحمل وزن الجسم وتوزيعه والمحافظة على القوام الطبيعي والتقوس الطبيعي في أسفل الظهر؛ فإن هذا الجزء هو المهم أما الجزء الأعلى فإنه لا بأس أن يكون ليناً لكي لا يضغط على أجزاء الجسم والمفاصل ويؤدي إلى آلام أثناء النوم.

كيف يعالج الانزلاق الغضروفي أو الديسك ؟ تشير الإحصاءات أن معظم حالات الديسك تخف دون تدخل جراحي بمدة 3 الى 6 شهور بشرط أن لا يكون هناك ضغط على الأعصاب أو النخاع الشوكي أو ضيق في قناة النخاع الشوكي.

ما هي الطرق غير الجراحية لعلاج الديسك ؟– تخفيف الألم الذي يعاني منه المريض بأخد المسكنات والمهدئات التي تساعد على تخفيف تشنج العضلات وكذلك مضادات التهيج المعروفة .– استخدام كمادات الماء الساخن أو البارد في أول 48 ساعة .– العلاج الطبيعي عن طريق التدليك وتقوية العضلات .– يمكن إعطاء إبرة في أسفل العمود الفقري للمرضى الذين يعانون من الألم الشديد أو ألم في الساق .

العلاج الجراحي : إذا فشلت الطرق غير الجراحية لتخفيف آلام المريض وأصبح المريض لا يحتمل الألم أو تبين وجود ضعف في عضلات الساق أو عضلات القدم لا بد من التدخل الجراحي لإزالة الديسك بالمنظار وهذه عمليه سهلة يتم إجرائها بشكل مستمر .حيث يتم إجراء عملية الديسك إذا لزم الأمر بواسطة المنظار بجرح لا يتجاوز 3 سم.

ماذا يتوقع بعد إجراء العملية ؟ يتم مساعدة المريض على الحركة في اليوم التالي للعملية ، ومجرد أن يقوم المريض من السرير لوحده يتم إخراجه من المستشفى ويتم إعطاءه المسكنات اللازمة على أن يتم متابعته بالعيادة خلال أسبوع