الخنزير فى الإسلام .. تحريم ، ولعنة (2/2)؟؟

 

 
الأربعاء 13 فبراير 2013
المرة الوحيدة التى ترد فيها كلمة "الخنزيز" فى صيغة الجمع فى القرآن الكريم توجد فى الآية 60 من سورة "المائدة" ، عند الحديث عن اليهود الذين يتخذون الدين هزوا ولعبا ولا يعقلون فلعنهم الله "وجعل منهم القردة والخنازير". وهذه اللعنة تمثل مشكلة بالنسبة للقارئ غير المؤمن أو المتشكك : فهؤلاء اليهود الكفرة ، المتمردين ، الطغاة المنفلتون ، الذين يُطلق عليهم اليوم "الصهيونيين"، هل تم تحويلهم فعلا إلى خنازير ، أم أنهم تشربوا فحسب الطابع الأخلاقى لذلك الحيوان النجس ؟! أنه سؤال يتطلب اللجوء إلى العلم والتاريخ المعاش لنرى الجانب الجسدى والتصرف الأخلاقى لهؤلاء القوم ... إنها دعوى لكل من يمكنه المساهمة بأعماله البحثية لإضافة المزيد من الوضوح.
ولقد استبعدت القردة من هذا البحث لأن العلاقة بين الإنسان /القرد لا تمثل مشكلة مباشرة أو ملحّة مثل العلاقة فى قضية الإنسان/الخنزير التى تثير يقينا عدة علامات إستفهام ، وتدق أجراس الخطر على الأقل من حيث أن لحم الخنزير هو أكثر أنواع اللحوم قاطبة إستخداما فى العالم ، نظرا لرخص ثمنه وللجانب الربحى ، رغم ثبوت خطورة إستخدامه والمطالبة بتحريم أكله. بقى أن نبحث تحويل تلك الفئة من المتمردين الطغاة إلى خنازير والذين يمثلون فعلا السبب الحقيقى للعديد من المآسى والخراب فى العالم ...
لقد أوضت الجانب الضار لأكل لحم الخنزير فى الجزء الأول من هذا البحث ، بفضل التقارير العلمية الحديثة وكيف أن الأطباء بإكتشافهم أن الخلايا الخاصة بالديدان التى تصيبها عصوية الشكل ، أى أنها تسرى فى الدم وتصيب كافة أجزاء الجسم وتجعلها غير صالحة للإستخدام ، وقدموا كشفا بأهم الأمراض التى تصيب الإنسان حاليا على الصعيد العالمى ، كما يعتبرون الخنزير من أهم مصادر التسمم للإنسان ، وأن خلاياه تتضمن نسبة شديدة الإرتفاع من الدهون مما يزيد نسبة إرتفاع الكولسترول لدى من يأكلونه.
وإن كانت خطورة أكل لحم الخنزير قد ثبتت علميا بصورة قاطعة ، فإن ذلك لا ينعكس على الإعلام الغربى الذى يتكتم الأمر. ومن الغريب أن نرى مدى التكتم على مثل هذه الأبحاث ، مما يذكرنا بقضايا التطعيم التى تصيب الأشخاص وخاصة الأطفال بالأمراض والأوبئة بدلا من أن تعالجها أو تخفف منها كما نطالعه حاليا فى صحافة الغرب. وذلك التعتيم يتم من أجل المزيد من مكاسب العاملين فى عصابات مافيا الأدوية وأرباحها الفائقة.
تحول اليهود إلى خنازير :
إن كان المنطق الحديث أو المتشكك لا يمكنه أن يتصور بسهولة إمكانية التحول الحقيقى لبعض المنفلتين الطغاة من اليهود إلى خنازير ، حتى فى زمن كانت فيه المعجزات قائمة ، فلا يمكننا إلا اللجوء إلى النص لنرى عن قرب أكثر. إن الفعل المستخدم فى الآية هو "جَعَلَ" الذى هو فى هذه الآية فعل تام ، قد تم فعلا. والحديث هنا عن المولى عز وجل ، خالق كل شئ وبديع السماوات والأرض، والذى "إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون" (2 : 117) ، (3 : 47) ، (19: 35) ، (36 : 82) ، (40 : 68). وهذه الآية الكريمة التى ترد خمس مرات فى القرآن الكريم هى تأكيد لقدرة الله عز وجل. وذلك يعنى لأى إنسان مؤمن أن تلك الجماعة الفاسقة من اليهود قد تم تحويلها فعلا إلى مجموعة من الخنازير. وإن كانت قلة من الباحثين قد اهتمت بتوضيح ذلك أو إثبات تنفيذ هذه اللعنة على أرض الواقع فالذنب ليس ذنب النص القرآنى وإنما تقصير من البشر...
المعجزات فى القرآن :
إن عدد المعجزات فى القرآن الكريم معجز فعلا ويتناول أكثر الموضوعات تنوعا وأكثرها غرابة ، خاصة فى زمن الوحى ، فى مطلع القرن السابع الميلادى ، ومنها المتعلق بالطبيعة والفيزياء وعلم الأحياء والطب الخ. ونذكر على سبيل المثال : فى علم البحار ، الذى لم يشهد طفرة واسعة إلا منذ بضعة عشرات من السنين، يثبت وجود أمواج فى أعماق المحيطات تصيب أو تهدد الغواصات ، مثل الأمواج التى نطالعها على سطح البحر والتى تضر أو تصيب المراكب والبواخر . وتم إثبات ذلك سنة 1975 ، وهى معلومة واردة سورة النور آية 40. والبَرَد الذى يوجد أعلى قمم بعض انواع السحاب ، فى أكثر الأماكن إرتفاعا وبرودة ويتسبب فى سقوط الأمطار. فالسحاب الركامى يبدو كالجبال فعلا ويعلو قممها ذرات البرد ويتسبب فى سقوط الأمطار والثلوج  المصحوبة بالعواصف الرعدية ، وارد فى سورة النور آية 34. وتكوين الجنين بدقة لم يُعرف إلا فى أواخر القرن التاسع عشر فى حين نراه موصوفا بدقة ترتيب تكوينه فى سورة الحج آية 5 والمؤمنون آية 14. والنجم الطارق ، وهو إسم السورة 86 ، قد تم إكتشافه سنة 1969 ، وتبلغ كثافته 10 كج/سم3 (عشرة كيلوجرام فى السنتيمتر المكعب) ، أى مائة مليون طن فى المتر المكعب ، ويبلغ قطره عشرة كيلومترات تقريبا. والنجم الثاقب يدور على محوره بسرعة فائقة مصدرا إشارات منتظمة شديدة الحدة ، مما أدى إلى تسميته بالإنجليزية pulsating star  .. ويصعب تصور كثافة هذا النجم إذ إن كرة قدم مصنوعة من هذه المادة ستزن الف مليون طن ، وإذا وُضعت على الكرة الأرضية أو على أى كوكب آخر ستثقبه بنفس السهولة التى تثقب بها بلية من الصلب كومة من الدقيق لتترك خلفها ثقبا بنفس حجمها ! ويتعلق هذا النجم فى فراغ الكون بقدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى. ومن هنا يمكن  تأكيد إمكانية أن يتم تحويل بعض المتمردين العصاة إلى خنازير أو حتى أن يُشربوا طابع وأخلاق الخنازير ليس بصعب على ربنا سبحانه وتعالى ، وإنما البحث والتقدم فى المعرفة يقع على الإنسان...

تعليقات