مقدمة : تمثل اليابان أرخبيلا يمتد شرق آسيا، يبلغ عددسكانه حوالي 127.9 مليون نسمة ، ومساحته تقدر بحوالي 378000 كلم² ، يضم عدة جزر أهمها هوكايدو Hokkaido،هونشو Honshu، شيكوكو Shikoku، كيوشوKyushu، لا تتوفر على المؤهلات الفلاحية، ولا على الموارد المعدنية والطاقية ، ورغم ذلك ، تعتبر اليابان ثالث قوة اقتصادية في العالم ، بناتج داخلي يقدر بحوالي 4988,21 مليار دولار.
ـ ماهي مظاهر قوة التجارة اليابانية؟
ـ ماهي الأسس والمؤهلات والعوامل المفسرة للقوة التجارية؟
ـ ماهي الاكراهات والتحديات التي تواجه القوة التجارية اليابانية؟
I ـ مظاهر قوة التجارة اليابانية والعوامل المتحكمة فيها.
1ـ مظاهر قوة التجارة اليابانية:
أ ـ مكانة اليابان في التجارة العالمية: تتمثل القوة التجارية اليابانية في احتلالها الرتبة الرابعة عالميا من حيث قيمة الواردات والصادرات، إذ تساهم التجارة بحوالي 68 ,15% من الناتج الداخلي الخام . ، تقدر قيمة الصادرات حوالي 549,9 مليار دولار أي بنسبة 5,7 % من صادرات العالم، كما تقدر قيمة الواردات بحوالي 514,9 مليار دولار أي بنسبة 4,8% من واردات العالم، ولعل أهمية الصادرات أكسب لليابان ميزانا تجاريا ايجابيا ، بفائض يقدر بحوالي 80 مليار دولار ب ـ خصائص التجارة اليابانية: تتميز بنية التجارة اليابانية، بغلبة الواردات الطاقية التي تقدر بحوالي 25,6% ، بحيث تستورد 428 مليون طن من البترول، بنسبة تقدر20,7% ، والمود الصناعية الغذائية بنسبة 9,8% ، بينما تشمل صادراتها المواد المصنعة بنسبة 20,3% ، والاجهزة الكهربائية بنسبة 22,2% ، ومواد متصلة بوسائل النقل بنسبة 23,1% كالسيارات والدراجات والسفن، مع الاتحاد الاوربي بقيمة صادرات تقدر بحوالي 60 مليارر دولار، ومع الولايات المتحدة الامريكية بقيمة صادرات تقدر بحوالي 120 مليار دولار، كما تستفيد اليابان من مبادلاتها خاصة في مجال الواردات تقدر بحوالي 60مليار دولار مع الصين . ومع الأسواق الأسيوية كدول جنوب شرق أسيا بقيمة 66مليار دولار، ومع الشرق الأوسط، وأمريكا الجنوبية،
2 ـ العوامل المتحكمة في قوة التجارة اليابانية.
أ ـ العامل الجغرافي والبنية التحتية: تستفيد التجارة اليابانية من موقعها المنفتح على المحيطات كالمحيط الهادي في الجنوب والشرق وبحر اليابان في الشمال والبحر ااالصفر في الغرب، وقربها من اكبر التجمعات البشرية في العالم، خاصة الأسواق الأسيوية، كالصين والهند وجنوب شرق أسيا. كما تتوسع اليابان على حساب البحر، لتعويض النقص في المجال الضروري للتوسع الصناعي، خاصة الصناعات الثقيلة، والتوسع الحضري من خلال مد شبكة المواصلات وإنشاء المركبات السكنية، كما ساهم عامل التجهيزات خاصة البنية التحتية ، المتمثلة في الموانئ العالمية؛ كطوكيو برواج يقدر بحوالي 84 مليون طن ورتبة تقدر ب 27 عالميا وبرتبة ، وميناء يوكاهاما بكمية رواج تقدر بحوالي 116 مليون طن وبرتبة تقدر ب 16 عالميا، وميناء ناكويا برواج يقدر ب 152مليون طن وبرتبة 7 وميناء كوبي برواج ييقدر ب 85 مليون طن وبرتبة تقدر ب 26 عالميا، بالاضافة إستفادة التجارة اليابانية من أسطول تجاري يعد ضمن الساطيل العالمية يتكون من 103166 وحدة(سفينة) وبحصة تقدر ب 12,8% عالميا.
ب ـ العامل التاريخي: نهجت إمبراطورية ميجي منذ القرن 19 سياسة التحديث السياسي و العلمي والصناعي، من خلال الانفتاح على الخارج، وتكوين برجوازية وطنية أنشأت شركات صناعية كبرى ، واستفادت من ظروف الحرب العالمية الأولى والثانية .
ج ـ العامل التنظيمي: يتمثل العامل التنظيمي في تدخل الدولة اليابانية لتطوير اقتصادها القائم على تصدير المنتجات الصناعية والتقنية عبر خلق وزارة الصناعة والتجارة، بحيث تدعم الدولة البحث العلمي والتقني ، الذي تخصص له 3% من الناتج الوطني الاجمالي، و تنجز البنية التحتية كالطرق والموانئ الكبرى، كما تدعم المقاولات بالقروض والضرائب المنخفضة، و تحمي السوق الداخلية من المنافسة الأجنبية، وتؤدي هذه الوظائف إلى نمو المقاولات والمؤسسات التجارية الكبرى، وخاصة السوكوسوشا، التي تهتم بكل ماله علاقة بالتسويق والتصدير من دراسة الاسواق (تجميع المعلومات، والوساطة التجارية والتمويل والاستشارة ) إلى وصول السلع للمستهلك .
د ـ العامل البشري: تستفيد التجارة اليابانية من الموارد البشرية المؤهلة علميا وتقنيا ، تقدر ب 62% ، والمتفانية والمنضبطة في العمل، إذ تعمل حوالي 39 ساعة في الاسبوع ، و تستفيد من تحفيزات تشجيعية عن طريق المكافآت والترقية وبرامج التكوين . و ـ العامل الاقتصادي: تستفيد التجارة من قوة الصناعة اليابانية التي تساهم بحوالي 30,54% من الناتج الوطني الخام ، وتعود هذه القوة إلى أهمية الانتاج وتنوعه، بحيث يحتل الصلب الرتبة 2 عالميا ، بانتاج يقدر ب112مليون طن، وتحتل السيارات الرتبة2 ، بانتاج 10,5 مليون وحدة، كالسيارات المتعددة الجنسية؛ طيوطا ونيسان و وهوندا و ميتسوبيشي، ومازدا و دايهاتسو، كما يحتل المطاط الاصطناعي الرتبة 2 عالميا، بانتاج يقدر حوالي 1,5 مليون طن، ناهيك عن استفادة التجارة من صناعة الدراجات النارية وأجهزة التلفاز وآلات النسخ، كما ترجع القوة الصناعية إلى وجود أكبر مجمع صناعي، المسمى ميغالوبوليس ، والمنتشر على طول السواحل الجنوبية للمحيط الهادي، والذي يمثل محورا أساسيا لتمركز الانشطة الصناعية الثقيلة من مركبات حرارية ومصافي البترول، وعامل التكرير والصناعات البتروكيماوية وصناعات السيارات(سيارات طويوطا). كما تعود قوة الصناعة إلى عمليات التركيز العمودي كالزايباتسو الذي يشرف على جميع مراحل الإنتاج من مراكز المواد الأولية مرورا بمركبات التصنيع ووصولا إلى الأسواق الداخلية والعالمية. ي ـ العامل المالي: استفادت التجارة من المؤسسات المالية الكبرى كالابناك اليابانية الخارجية، ومن بورصة طوكيو، جعلت من اليابان أغنى بلد بالعالم ، إ ذ تمتلك حوالي 9000 مليار دولار، منها 800 مليار دولار موظفة بالخارج، في شكل استثمارات خارجية ، بكل من آسيا بقيمة تقدر ب 8177 مليون دولار أي بنسبة 25,3% من اجمالي الاستثمارات، وبألينا بقيمة 8649 مليون دولار أي بنسبة 26,8% ، وبالاتحاد الاوربي بقيمة 9764 مليون دولار أي بنسبة 30,2% من اجمالي الاستثمارات . كما تمتلك حوالي 320 مليار من سندات الخزينة الامريكية.
II ـ تحديات القوة التجارية اليابانية:
1 ـ تحديات إقتصادية: تتمثل التحديات الاقتصادية في تراجع وثيرة النمو الاقتصادي باليابان من 10%خلال الستينيات إلى 4% خلال الثمانينيات، بسبب الاستثمارات اليابانية الخارجية الضخمة ، وبسبب السياسية التقشفية ، التي نهجتها الحكومة للتخلص من فائض في الاسواق المالية والعقارية، كما تتمثل المشاكل الاقتصادية في تبعيته للأسواق الخارجية بسبب استيراد المواد المعدنية والطاقية والفلاحية من رابطة الدول المستقلة بقيمة 6,80 مليار دولار ، ومن إفريقيا بقيمة 9,86 مليار دولار، ومن الشرق الاوسط بقيمة 87,52 مليار دولار، كما يعاني من مشكل المنافسة من القوى الصاعدة في أسيا ؛ كرابطة دول جنوب شرق أسياASEAN ، وكوريا الجنوبية ، والصين، زد على ذلك تأثر اليابان بالأزمات العالمية كالازمة الاسيوية سنة 1997، بسبب انخفاض أسعار البورصة إلى أدنى مستوياتها ، مما تسبب في مشاكل اقتصادية عميقة لليابان ولكل دول جنوب شرق أسيا ، كما تتمثل المشاكل الاقتصادية في تقلبات أسعار المنتجات الصناعية والمواد الطاقية كالبترول ، والحروب والنزاعات السياسية. 2 ـ تحديات طبيعية وبيئية: تتمثل المشاكل الطبيعية في كثرة الزلازل والبراكن والكوارث الطبيعية الاخرى كتسونامي، حيث تكتسح الامواج المنشآت العمرانية من منازل وطرق وقناطر المتمركز بالحزام الصناعي؛ ميغالوبوليس الممتد من جنوب هونشو وشمال شيكوكو إلى شمال كيوشو، كما تعاني اليابان من التلوث والاكتظاظ بالمدن، مما ينجم عنه إنتشار أمراض ضيق التنفس. 3ـ تحديات إجتماعية: تعاني اليابان من إرتفاع نسبة الشيخوخة، خاصة الفئات التي تتجاوز 65سنة والتي تقدر حوالي 30 % من مجموع الساكنة اليابانية، كما تتمثل المشاكل الاجتماعية في ارتفاع حجم البطالة التي قدرت بحوالي 3,5 مليون عاطل، آي 5% من مجموعة الساكنة النشيطة ، وتعوبضهم ب410 ألف روبو. 4 ـ تحديات التباينات جهوية: تتمثل هذه التحديات في تفاوت توزيع الثروات، حيث تحتكر طوكيو العاصمة 10% من سكان اليابان ، 17% من الناتج الوطني الخام الياباني، وتتوفر على 47% من المؤسسات الكبرى، التي يزيد رأسمالها عن مليون ين، كما تعاني اليابان من مشكل التباين الجهوي، حيث ترتكز الصناعات والكتافات السكانبة والعمرانية في جنوب هونشو وشمال شيكوكو وشمال كيوشو، بينما تظل منطقة هوكايدو وشمال هونشو وجنوب شيكوكو وجنوب كيوشو شبه فارغة.
خاتمة: تعتبر اليابان قوة تجارية عالمية. إلا أن حضورها السياسي والدبلوماسي الضعيف لحل القضايا السياسية العالمية، يجعلها معرضة لضغوط القوى العظمى المهيمنة على مجلس الأمن الدولي كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وفرنسا، ويسبب ذلك مضايقات متعددة لنموها الاقتصادي الصاعد.
تعليقات
إرسال تعليق