ماهي النقابة؟



أولا: تعريف النقابة النقابة تنظيم يقوم على أساس المهنة والعمل ، إذ ينضوي تحت لوائه مجموع الأفراد الذين يعملون في قطاع معين ، ولذلك تعتبر من القنوات المنظمة الهامة للعمل الجماعي والمشاركة في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والعقبات التي تعترض طريق أعضائها ، سواء في سعيهم للنهوض بأوضاعهم المعنوية والمادية أو في سعيهم للارتقاء بمجتمعهم ووطنهم ، فضلاَ عن تنظيم ممارسة المهنة ووضع الآداب والأخلاقيات الخاصة بها . أهداف النقابة : تهدف النقابات بشكل أساسي إلى : 1) الدفاع عن حقوق المنضوين تحت لوائها . 2) وتدعيم الروابط المهنية والاجتماعية فيما بينهم بوسائل وآليات عديدة ومتنوعة . 3) وتكوين المكتبات العلمية واقتناء المراجع الحديثة . 4) وتوفير سبل تبادل الدراسات والنشاطات الإبداعية . 5) إصدار المجلات والنشرات العلمية . 6) تنظيم الدورات العلمية التدريبية في مجال المهنة . 7) المشاركة في المؤتمرات والندوات الوطنية والإقليمية والدولية . المساهمة في عملية تطوير المناهج الدراسية المرتبطة بها في الجامعات والمعاهد وتحديثها . 9) الاهتمام بالأوضاع المادية لأعضائها وتوفير فرص العمل المناسبة لهم ،وبأوضاعهم المعيشية ، وتنظيم أوضاع المتقاعدين ، وتأمين ضمانات نهاية الخدمة من خلال إيجاد صناديق التوفير والضمان الصحي . 10) متابعة الأداء المهني للأعضاء في المجتمع . 11) إيجاد أجواء مهنية سعيدة بإنشاء النوادي الاجتماعية والاهتمام بالمواهب الفنية والأدبية للأعضاء . ثالثا : العلاقة بين النقابة والدولة : تعتبرالنقابة المهنية وسيط أساسي ، وقناة اتصال محورية بين أعضائها والدولة ، ولأجل أن تقوم بوظيفتها بشكل إيجابي في أجواء الحرية وتوافر المناخ الديمقراطي ، ينبغي أن تكون تنظيماَ مستقلاَ عن الدولة وأجهزتها ، وعن الأحزاب السياسية.حتى يتسنى لها القيام بدور فعال في استيعاب التقدم العالمي في مجال العلوم والتكنولوجيا ، والارتقاء بأساليب ونظم الإدارة ،وتساهم في تطوير أجهزة الدولة ومؤسساتها. أما عندما يتم فرض الوصاية والهيمنة على النقابات ، وإلحاقها بحزب معين ، وتقييد نشاطها والتحكم بعملها وإدارتها ، وفرض القيادات الفاسدة أخلاقياَ ومادياَ عليها ، فإنها تتحول إلى مجرد وسائل لجباية الأموال من أعضائها ، وإلى مراكز للتضليل على أعضائها وعلى المجتمع عبر التأكيد الدائم على سلامة أوضاع البلاد والعباد ، والتستر على الأوضاع الفاسدة والمزرية ، ولتتحول أيضاَ لمجرد قنوات تصدر بيانات التأييد والولاء . هذا الوضع يفقد الأعضاء التزامهم بالنقابة ، ويضمر أو ينعدم حضورها في حياتهم ، فلا يذكرونها إلا في المناسبات التي تقتضيها حاجاتهم الخاصة ،أو اتقاء لشرها ولشر أجهزة الدولة الرابضة خلفها ، وفي المحصلة تفقد النقابة وظيفتها وأهدافها ، فلا ارتقاء يحدث في المهنة ، ولا دفاعاَ عن مصالح أعضاء النقابة ، ولا نهوضاَ بالبلد .إن وجود أعضاء مسيسين في صفوفها يحملون أفكاراَ ورؤى مختلفة ، لايضر بسمعة النقابة وذلك كونها تجمع الأفراد استناداَ لمعايير مهنية ، وهذا يجعل حضور العمل السياسي بمعناه المباشر والتفصيلي ضامراَ ، ولكن يبقى اهتمام الأعضاء حاضراَ بالقضايا السياسية العامة ، بحكم انتماء أعضائها للمجتمع والوطن ، وتأثرهم وتأثيرهم في هذه القضايا ، إلا أن ما يسيء للنقابات ، ويسيء للوطن في آن معاَ ،هو تحويلها لملكية خاصة لحزب سياسي معين وفرض الوصاية عليها ، الأمر الذي يشل قدرتها ويحولها إلى مؤسسة كاريكاتورية . رابعا : العلاقة بين النقابة والمجتمع : إن النقابة موجودة داخل المجتمع ، وليست خارجه ،وأعضاؤها من المجتمع وليس غرباء عنه ولذلك فإنها تتأثر بالمجتمع وتؤثر فيه في آن واحدَ ، يمكن للنقابات عند توافر مناخ ديمقراطي صحي ، أن تقوم بدور إيجابي في مجتمعها ،عبر الاستجابة لحاجات المجتمع في المهن المختلفة ، وتقديم الخدمات المجانية لقطاعات اجتماعية معينة ، وإقامة المشاريع الاستثمارية المتناسبة مع الحاجات الاقتصادية للمجتمع ، وتوفير فرص عمل إضافية في مجالات محددة ، كما يمكن لها أن تساهم في رفع مستوى التعليم والمناهج الدراسية في المعاهد والجامعات ، و وضع الخطط الاقتصادية ، بالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية ، التي تسمح باستيعاب الخريجين الجدد والتخفيف من حدة البطالة . هذه النشاطات والفعاليات مرهونة بتوافر ظروف تسمح بانطلاق مبادرة النقابات المهنية وبناء علاقة وثيقة مع مجتمعها ، و إلا فإنها ستبقى خارج حاجات المجتمع ، وعلى هامش حياة أعضائها .أدبيات الممارسة النقابيةنعني بأدبيات العمل النقابي مبادئ عامة التي تقوم عليها كافة أشكال العمل النقابي و الإلمام بها أمرا ضرورياً للغاية لكل نقابي لفهم العمل النقابي ولترشيد الممارسة النقابية نفسها. إلا أنها في الغالب غير مكتوبة أو مدرجة ضمن نصوص ولوائح النظام الداخلي للنقابة وهذا لا يعفي من مسئولية الالتزام بها من قبل الأعضاء التزاماً أدبياً لذا سميت هذه المبادئ العامة التي يقوم عليها العمل النقابي بأدبيات العمل النقابي
1.مبدأ الاقتناع :
أهم مبادئ العمل النقابي أن يكون الفرد مقتنعا بأهمية الممارسة النقابية وجدواها في المحافظة على حقوق الجميع وتحسين أوضاع الأعضاء والارتقاء بالواقع الموجود نحو الأفضل فهو ضرورة ملحة لاستمرار العمل النقابي والصمود أمام جميع الظروف الطارئة.
2.مبدأ الذاتية الإيجابية :
يعتبر العمل النقابي عملاً تطوعياً لذا تكمن أهمية الذاتية الإيجابية للأعضاء لتكون المحرك الأساسي للعمل والمثابرة لتحقيق الأهداف المرجوة وتتبلور في هذا المبدأ عملية الاستعداد والتضحية في سبيل البلوغ للغايات المرجوة.
3.مبدأ الد يموقراطية المركزية :
يعتبر هذا المبدأ العمود الفقري الذي يرتكز علية النشاط النقابي والحياة التنظيمية للحركة النقابية ككل ، وهو الذي يعني بأن تكون إدارة النقابة وكافة القرارات و المواقف المعبرة عنها صادرة وفق آليات ديمقراطية يشارك فيها جميع الأعضاء ، هذه الآليات تعطي الأفراد حق اختيار المجموعة التي تقود العمل النقابي ويلتزم جميع الأفراد بالقرارات الصادرة عنها
4.مبدأ القيادة الجماعية :
هو المبدأ الذي يجنب العمل النقابي الأخطاء والاندفاع خلف الأنانية المقيتة ويتجلى هذا المبدأ عند اتخاذ القرارات بالاعتماد على رأي الأكثرية والتزام الأقلية بها والدفاع عنها حتى وإن كانوا معارضين لها.
5.مبدأ العمل الجماعي أو الشوري :
ويشترط هذا المبدأ بأنه على كل نقابي قائد أو مسئول أن يستعين ويسترشد خلال قيامه بالنشاط النقابي بآراء أصحاب الخبرة إضافة إلى آراء زملائه حتى يتم ضمان ترشيد آلية اتخاذ القرار بما فيه الأسلم والأفضل للنقابة.
6.مبدأ المسئولية الفردية :
بموجب هذا المبدأ فإن كل نقابي يتحمل نتائج ما يقوم به من وظائف ومهام نقابية، وخلال قيامه بعمله يتعرض العضو النقابي للمراقبة والمحاسبة من القيادات والأجهزة العليا ومن القواعد الدنيا للتنظيم النقابي.
7.مبدأ المراقبة والمحاسبة :
حين يفتقد النشاط النقابي لمبدأ المراقبة والمحاسبة يتعرض التنظيم النقابي لنوع من الفوضى والتسيب يصل أحياناً إلى حد التلاشي الفعلي للعمل وانهياره ، والرقابة والمحاسبة كمبدإ لا يهدف بالدرجة الأولى إلى إثبات الخطأ وفرض العقوبات بقدر ما يهدف إلى تحسين نوعية النشاط النقابي ورفع إنتاجيته.
8.مبدأ النقد والنقد الذاتي :
النقد الذاتي كمبدإ هو حق لكل عنصر نقابي بغض النظر عن موقعه النقابي أهوعضو في القيادية أم هو في القاعدة ، ومن خلال هذا المبدأ يقوم العضو بتوجيه انتقاداته للجهة المسؤولة مراعياً الموضوعية في تناول الموضوع المراد انتقاده بعيداً عن التجريح وبصورة بناءة.
9.مبدأ تقبل الرأي المعارض :
فعلى كل فرد في النقابة مهما كانت مشاربه وتوجهاته أن يتقبل الرأي المعارض بكل مرونة مهما كانت صحته ومدى مخالفته لرأيه وكما قيل " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه ".
10.مبدأ موضوعية الاختيار :
يقضي هذا المبدأ بأن يراعي العضو الموضوعية قبل اتخاذ القرار بعيداً عن تأثير العاطفة والمصالح الفردية بأن يكون الفرد علميا في اختياره الذي يجب أن ينشد الصالح العام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها