المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١١

فقه اللغة تعريف وتوضيحات

صورة
أ ـ أهمية اللغة قد لا تبدو أهمية اللغة ودراسة علومها – وهي تسلك في مجموعة العلوم الإنسانية -لاتبدو هذه الأهمية في مستواها الحقيقي عند مقارنتها بالعلوم الأخرى لاسيما العلوم الدقيقة والتكنولوجية ... وربما ينعكس ذلك على الاهتمام بدراسة اللغة مما يؤدي إلى عدم إعطائها القدرالكافي ، والمساحة الضرورية في وضع البرامج والتخطيط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي . لكن لو حللنا المسألة بعمق وموضوعية لتبين لنا أن اللغة – أي لغة – هي عصب العلوم في جميع فروعها ، بل هي أداة الحياة والحضارة والتقدم . حتى يمكن للمرء أن يقول أن الإنسان بتميزه عن غيره من المخلوقات قد كان له ذلك بفضل هذه النعمة ، حتى أنه قد يصدق القول ، الإنسان حيوان ذولغة بما للغة من الارتباط الوثيق بالتفكير وتأمين الاتصال ، ويمكن الرجوع في هذا إلى الكثير مما سجله الباحثون ورجال الفكر . فاللغة هي الإنسان ، قال تعالى ( خلق الإنسان علمه البيان ) صدق الله العظيم . ففي هذه الآية نلاحظ هذه العلاقة بين خلق الإنسان وتعليمه البيان أي الكلام بلسان مبين مختلف عن وسائل الاتصال ، أو ما يسمى بلغة الطيور والحيوانات وغيرها ، فالمخلوق الوحيد الذي يمتلك مثل ه

مدخل إلى اللّسانيات التّعليميّة المفاهيم وقضايا التّعريف والتّصنيف والمصطلح

صورة
مقدّمة (طرح إشكاليّة تعريف اللّسانيات التعليميّة وانتمائها وخصوصيّاتها) لإقامة صرح أيّ علم ـ وأثناء القيام بمهمّة التّعريف به ـ لا بدّ من تحديد دائرة اختصاصه، ومجال دراسته. ويُعتمد في ذلك موقفٌ ابستيمولوجيٌّ مؤصِّلٌ ومؤهِّلٌ وموجِّه من حيث: 1- تحديد الموضوع 2- وتحضير المادّة وتنظيمها 3- وتسليم أمر ذلك الاختصاص لمنهج دقيق وصارم 4- وكذلك السّعي إلى تحقيق الأهداف المنشودة ويرافق هذه العمليّة قراءات نقديّة لمجموع إنجازات ذلك العلم، وهي المتلمّسة لهويّته والّتي قد تأتي في مرحلة بعديّة، قد تُلحق به، كما يُحتمَل أن يشملها (ولم يفتنا هذا الأمر فيما نُقبل عليه أسفلَه). ويحدث ذلك كلُّه سواء بدافع التّنظير وجمع الحقائق الموضوعيّة الّتي كلّما توفّرت تحقّق لذلك الاختصاص الطّابع العلميّ، أم طموحًا إلى تأسيس أرضيّة للتّطبيق المحكم. واللّسانّيات التعليميّة باعتبارها علمًا وتطبيقًا (إجراء) في أمسّ الحاجة إلى مثل هذا التّرتيب، وهو ما استدعاه هذا الطابِع المزدوج ذاتُه. لهذا ينطلِق بحثُنا في قضايا التسمية والتعريف والتصنيف من مقولة مزدوِجة تقوم على: • احترام واقِع التعدّديّة الذي منيَت بها اللّسانيات التع

الإسلام والعولمة

صورة
مقدمة : في بداية الألفية الثالثة يتزايد الإدراك بأن الجنس البشري يمر على أعتاب مرحلة جديدة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية تعتبر الليبرالية والعولمة أبرز سماتها الرئيسية ، فقد أصبح العالم قرية كونية ـ كما وصفها بذلك عالم الاجتماع الكندي وأستاذ الإعلاميات السوسيولوجية في جامعة تورنتو مارشال ماكلوهان قبل ثلاثة عقود(1968م) وذلك في كتابه (Understanding Media: The Extension of man) ـ صغيرة مرتبطة بسوق إلكترونية أو فضاء إلكتروني واحد تنتقل المعلومات الاقتصادية والسياسية والعلمية بسرعة الضوء في عالم لا يوجد فيه مكان للسرية. ولقد أصبح التحدي الذي يواجه العالم في ظل العولمة أكثر حدة ، وكما يقر بذلك كثيرون فإن للعولمة ـ التي وصفت بحافلة دون سائق ـ عواقب خطيرة وآثارا غير محمودة وخصوصا من حيث عدم المساواة وعدم الاستقرار وفقدان السيادة الوطنية وهي أمور قد تضعف النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في مجتمعات بلدان الجنوب غير المستقرة والمحفوظة بالمخاطر ، ولا يمنع ذلك أنها قد تتيح فرصا جديدة . وقد كشفت أزمات أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وروسيا عيوب ظاهرة العولمة وهي لم تزل ب