فوسائل الإعلام السمعية والبصرية، والسمعية البصرية، من إذاعة وتلفاز وصحافة وسينما وفيديو، ومسرح، وكتاب، ومحاضرات وندوات، تعتبر من الركائز الأساسية في نقل أدب الأطفال إلى جمهوره من الأطفال المستمعين أو المشاهدين أو القارئين
ونظراً لسهولة هذه الوسائط وانتشارها السريع في البيوت ورياض الأطفال والمدارس والكليات والجامعات، فإنها دخلت في إطار الوسائل التعليمية التي تساعد في تعزيز المناهج الدراسية، بالإضافة إلى وظائفها في التثقيف ألأخباري والفكري والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والديني، بحيث صار لها ارتباط ومساس مباشر بجوانب كثيرة من حياة الإنسان في العصر الحاضر. لذلك كله أخذت تساهم في تربية الطفل، وتثقيفه، وإكسابه المهارات اللغوية من قراءة وكتابة، و تعمل على توجيهه، وإرشاده سلوكياً واجتماعياً. وبهذا فقد قدمت العون والمساعدة للأسر وللمربين والمربيات والمعلمين والمعلمات كل في موقعه، ودوره في التعامل مع الأطفال.
وصارت الوسائل الإعلامية من الوسائط الناجحة في خدمة الأطفال وأدبهم وثقافتهم وتربيتهم، إذا تم توجيهها وإعدادها واستفادة منها بشكل إيجابي، ولكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى السلبية إذا لم يتم الإعداد لها وتوجيهها أو التعامل معها بشكل سليم وصحيح.
لذلك جاءت هذه الدراسة في هذا الكتاب، لتبين أهمية الوسائل الإعلامية في حياة الأطفال، من حيث بناء شخصياتهم، واكتسابهم ما يلزم من المهارات التي تعدهم الإعداد الأفضل للحياة في واقعها ومستقبلها، ولتظهر دورها كوسائل تعليمية معينة يمكن الاستفادة منها في العملية التربوية، في البيت والروضة والمدرسة، ولتواكب مراحل حياة الأطفال وخصائص النمو العقلي والجسمي والانفعالي في كل مرحلة، وتنقل إلى كل منها ما يناسبها من أسباب التثقيف، وأشكال التربية، وألوان السلوك، وأنماط التوجيه، مما يعزز علوم الأطفال ومعارفهم وأدبهم وثقافتهم وتربيتهم، ويجعل منهم طاقات فاعلة، وأعضاء مشاركين في مجتمعهم في الحاضر والمستقبل.
ونظراً لأهمية هذه الوسائل الإعلامية، وجليل أهدافها، في خدمة الأطفال، ولما لها من آثار قد تكون إيجابية أو سلبية، جاءت هذه الدراسة أيضاً لتبين دور الوسائل الإعلامية، وخصائصها، وطرق الاستفادة منها بعد أن بينت كيفية إعدادها وأساليبها في الوصول إلى الأطفال.
تعليقات
إرسال تعليق