مصطفى كمال أتاتورك



مصطفى كمال أتاتورك (بالتركية: Mustafa Kemal Atatürk) ولد في 19 مايو 1881 في مدينةسلانيك اليونانية وكانت تابعة للدولة العثمانية وقتئذ وتوفي في 10 نوفمبر 1938. أطلق عليه اسم الذئب الأغبر، واسم اتاتورك (أبو الاتراك) وذلك للبصمه الواضحة التي تركها عسكريا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسيا بعد ذلك وحتي الآن في بناء نظام دولة تركيا الحديثة.

مسيرة حياته

ولد مصطفى كمال في مدينة ومرفأ سالونيك (تسالونيكي) العثمانية الهامة تجارياً للإمبراطورية العثمانية في مايو 1881 وإن لم يُحدد تاريخ يوم الميلاد الذي قُدر بين العاشر والعشرين من الشهر فإختار بنفسه تاريخ ميلاده عام 1934 ليكون التاسع عشر من مايو لأنه يوافق نفس اليوم الذي هبط فيه في ميناء سامسون ليعلن بداية حرب الاستقلال التركية ضد الاحتلال الأوروبي الحليف الذي تلى الحرب العالمية الأولى، تعود جذور مصطفى كمال إلى عائللات تركية انتقلت مع الغزو التركي للبلقان وتحديداً من أقاليم آيدن وقونية لتنتشر في البلقان مشكلة الجذور الأولى لمسلمي الجنوب الأوروبي، والد مصطفى كمال هو علي رضا أفندي المنتمي لجذور ألبانية والأم هي زبيدة هانم المنتمية لعائلات تركية/ألبانية سكنت شمال البلقان وقد عُرف عنها الإنتماء لإحدى الطرق الصوفية المتشددة والحجاب التركي التقليدي (اليشمك)، نشأ مصطفى كمال وسط أسرة محدودة بين الأب والأم والأخت الوحيدة المتبقية على قيد الحياة وتسمى مقبولة وقد مات له أخوة عديدون قبل ميلاده بسبب المرض، إنضم مصطفى إلى مدرسة دينية وفيها حفظ القرآن ثم تركها لينتقل لمدرسة مدنية حديثة لكنه غادرها لوفاة والدة وضيق اليد وانتقل مع والدته واخته لقرية لازسان المجاورة عند خاله وعمل بتربية الماشية والرعي ثم عاد للدراسة في مدرسة مدنية لفترة ضئيلة ليتركها وينتقل لمدرسة عسكرية ابتدائية بسالونيك ثم بعدها يلتحق بالمدرسة العسكرية الإعدادية في موناستير عام 1893 وهناك حصل على لقب كمال لتميزه الذي قارب حد الكمال في الدراسة بالمدرسة، بعد زواج أمه الثاني من شخص ألباني يسمى رجب إنفصل مصطفى كمال عن عائلته مفضلاً الحياة بمفرده اعتباره ان زواج أمه الثاني خيانة لذكرى أبيه الراحل.


عسكريته

في عام 1905 تخرج مصطفى كمال من الكلية العسكرية في إسطنبول برتبة نقيب أركان حرب وأرسل إلى دمشق حيث بدأ مع العديد من زملائه بإنشاء خلية سرية أطلق عليها اسم الوطن والحرية لمحاربة استبداد السلطان وقد ازدهر سلوك مصطفى كمال عندما حصل على الشهرة والترقيات أمام بطولاته في كافة أركان الامبراطورية العثمانية بما فيها ألبانيا وليبيا إبان قتاله في طبرق ودرنة الليبيتين في الحرب التركية الإيطالية بالعام 1911 /1912 وأصيب هناك في عينه اليسرى كما خدم فترة قصيرة كضابط أركان حرب في سالونيك وإسطنبول وكملحق عسكري في صوفيا.

عندما شنت حملة الدردنيل عام 1915 في إطار الحرب العالمية الأولى 1918/1914 أصبح الكولونيل مصطفى كمال بطلا وطنيا عندما حقق انتصارات متلاحقة وأخيراً رد الغزاة ورقي إلى رتبة جنرال عام 1916 وعمره 35 سنة وقام بتحرير مقاطعتين رئيستين في شرق أنطاليا والقوقاز في نفس السنة وفي السنتين التاليتين خدم كقائد للعديد من الجيوش العثمانية في فلسطين وحلب وحقق نصرا رئيسيا اخر عندما اوقف تقدم الاعداء عند حلب لكن إنتهت الحرب بإضطراره للانسحاب من الشام للحفاظ على أرواح بقايا قواته الغير مسلحة معدومة الإمدادات من هجمات قوات الثورة العربية وقوات إنجلترا. في 19 مايو 1919 نزل مصطفى كمال في ميناء البحر الاسود سامسون في إطار مهمة رسمية تقضي بحل بقايا قوات الجيش العثماني المتبقية في إطار شروط هدنة مدروس ولإخماد ثورات ينظمها الاتحاديون بالاناضول ليبدأ حرب الاستقلال وفي تحدي لحكومة السلطان ولأوامرها السابقة له بحل القوات نظم جيش التحرير في الأناضول وحشد جموع الارزورم وسيفاس الذين اسسوا قاعدة الجهاد الوطني تحت قيادته وفي 23 أبريل1920 تأسس مجلس الأمة الكبير وانتخب مصطفى كمال لرئاسته.

قاد جيوشه في الحرب على عدة جبهات إلى النصر ضد معارضيه والجيوش الغازية في ثلاثة حروب : الحرب التركية الأرمنية والحرب التركية الفرنسية والحرب التركية اليونانية محققا النصر التركي فيها بمعركتين رئيسيتين في انونو في غرب تركيا ثم معركتي السخاريا ودوملوبونار اللتان سحقتا الوجود العسكري اليوناني في البلاد واجتمع المجلس الوطني العظيم حيث اعطى مصطفى كمال لقب رئيس الاركان برتبة مارشال وفي 31 أغسطس 1922 ربحت الجيوش التركية حربها النهائية خلال أسابيع عدة وأصبحت الأرض التركية الرئيسية محررة بالكامل وتم توقيع الهدنة وانتهي حكم السلالة العثمانية.

في يوليو عام 1923، وقعت الحكومة الوطنية معاهدة لوزان مع بريطانيا، فرنسا ومملكة اليونان وإيطاليا وآخرين لتنسحب بواقي قوات الاحتلال نهائياً في أغسطس 1923.

مصطفى كمال أتاتورك كان ضابطا عاديا في الجيش التركى وانضم له الكثير من ضباط الجيش التركى وبدأ اعضاء الجمعية يزدادوا وخاصة من الشباب المتطلع للحرية والمساواة..ونجحوا فعلا في قلب نظام الحكم في تركيا.....وظهر أتاتورك وكأنه المنقذ والزعيم الملهم والاب الروحى لحركة التجديد.وأصبح أول رئيس للجمهورية التركية الجديدة


من الجيش إلى الحكم

تلقّى مصطفى كمال دراسة عسكرية وتولى مناصب مهمّة في الجيش العثماني وشارك في الحرب الليبية ضدّ الاحتلال الإيطالي وقاد حرب التحرير التركية ضد قوات الحلف في الحرب العالمية الأولى بمنطقة جاناق قلعة مضيق الدردنيل ثم ساهم في الانقلاب ضد السلطان العثماني وحيد الدين محمد (محمد السادس سلطان عثماني وليس ملك المغرب الحالي)وعبد الحميد الثاني آخر خليفة عثماني غير صوري وأعلن في أنقرة قيام جمهورية تركية قومية على النمط الأوروبيالحديث.


إلغاء الخلافة العثمانية

انتخبته الجمعية الوطنية الكبرى رئيسًا شرعيًا للحكومة، فأرسل مبعوثه "عصمت باشا" إلى بريطانيا (1340هـ =1921م) لمفاوضة الإنجليز على استقلال تركيا. وفي منتصف أكتوبر أصبحت انقرة عاصمة الدولة التركية الحديثة وفي29 أكتوبر أعلنت الجمهورية وأنتخب مصطفى كمال باشا بالإجماع رئيساً للجمهورية.

في 3 مارس1924م ألغى مصطفى كمال الخلافة العثمانية، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانية. كان اتاتورك قد وضح لاحقاً أسباب إلغاء الخلافة كالتالي:[ادعاء غير موثق منذ 88 يوماً]

  1. الخلافة فقدت شرعيتها العالمية حين رفعت الأمم الإسلامية يدها عنها وقاتلت ضدها بالحرب العالمية الأولى وأعلنت نقض التبعية لها.
  2. الخلافة تحولت لمصدر لاستنزاف أموال ورجال تركيا لدرجة وفاة مليون من الأتراك في 20 عام من الحروب بسبب احتضان تركيا الخلافة فبات من المستحيل بقاؤها بتركيا.
  3. الخلافة تحولت لجبهة تجمع بقايا الخونة من العثمانيين والسياسيين المنافقين الذين تعاونوا مع الاحتلال فإما هي أو هم وبالتالي باتت مشكلة داخلية كبيرة.
  4. الخلافة عائق أمام أي تحديث للبلاد سواء التعليم أو المشروعات القومية.

خلال الخمسة عشر عاماً التي أمضاها أتاتورك في الرئاسة أورد نظاماً سياسياً وقضائياً جديداً، محى الخلافة وأنهاها وجعل كلا من الحكومة والتعليم علمانياً وحقق تقدماً في الفنون والعلوم والزراعة والصناعة من خلال المساعدات من الإنجليز، حل برلمان إسطنبول المعارض له واستبدله ببرلمان أنقرة. في عام 1934 عندما تم تبني قانون التسمية اعطاه البرلمان الجديد اسم أتاتورك (أبو الاتراك).


انتقادات لسياساته

يأخذ علية البعض ما يلي:

  • عدم إقامة نظام ديموقراطي وحكم البلاد بالاستبداد والديكتاتورية وإن كان حكمه إصلاحياً فإنه لم يكن ديموقراطياً.
  • منع اليشمك والحبرة والبرقع وإن لم يمنع الحجاب (تغطية الشعر) لكنه منع أشكال النقاب المختلفة.
  • إلغاء القوانين الإسلامية في مجال الأحوال الشخصية وطرح القانون المدني التركي المستوحى من القانون السويسري.
  • ‏استخدام الحروف اللاتينية بدلا من العربية في كتابة اللغة التركية عام 1928 مما خلف أضراراً كبيرة للتراث.


أعماله

  1. انضمامه لجمعية سرية لمقاومة العهد الحميدي‏.
  2. تولي رئاسة تحرير الجريدة التي كانت تصدرها هذه الجمعية‏.‏
  3. اشتراكه في الدفاع عن ليبيا ضد الغزو الإيطالي‏ وفي حروب البلقان.
  4. اشتراكه في حركة ‏‏جمعية الاتحاد والترقي‏‏ التي استطاعت إجبار السلطان عبد الحميد الثاني علي إصدار الدستور عام‏1908.
  5. اشتراكه في الأعمال القتالية خلال الحرب العالمية الأولى‏ حيث كان قائد الجيش العثماني في فلسطين.
  6. تقييد الطلاق؛ بحيث يكون الطلاق في المحكمة.
  7. ‏إلغاء القلبق والطربوش الذي استحدث في عهد السلطان محمد الثاني والطرطور والعمامة ‏-‏ إلا لرجال الدين ‏-‏ والحبرة واليشمك والبرقع
  8. التقويم الغربي بدلا من الهجري والوقت تم تبنيهما عام 1925.
  9. ضمن سلسلة من الإصلاحات القانونية، تم تكييف القانون السويسري ليتلاءم مع ظروف وحاجات البلاد 1962 والدستور المدني وتم إدخال قانون العقوبات والقانون التجاري والمدني أيضا.
  10. الوضع القانوني للمراة ومكانتها في المجتمع في الجمهورية الحديثة تحسن إلى درجة كبيرة (مثال على ذلك حصولها على حق التصويت الإيجابي والمؤثر في الانتخابات الوطنية والمحلية سبق به العديد من الدول الأوروبية)


حروبه

13 معركة طبرق في 22 نوفمبر 1911 بانتصار الأتراك بقيادة مصطفى كمال.

  1. معركة جاليبولي 1913 حيث عجز البلغار عن التقدم خطوة إلى داخل تركيا باتجاه إسطنبول وبمرور الوقت حدثت الهدنة بعد واقعه وصفها قائد قواتهم بآسيا بأنها معركة مخزية في تاريخ بلغاريا.
  2. معركة الدردنيل (جاليبولي الثانيه)1915 ضد إنجلترا وكان من قوادها تشرتشل وأدت إلى فشل كاسح لإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وبلغاريا واليونان خلف 200000 قتيل وجريح وغرق قائد قوات إنجلترا البحرية بعدة قطع بحريه.
  3. معركة القفقاس 1917 حيث حرر عدة مدن مستغلاً خلل شديد في القوات الروسية. وحرر كل مدن تركيا المحتله بالمنطقة.
  4. معركة هارى تان ضد الإنجليز في نهايات الحرب العالمية الأولى.
  5. معركة مرعش 1920 حيث واجه فيها الفرنسيين مبيداً الحاميه كلها.
  6. إبادة كل القوات الإيطالية 1920 على طول الطريق لقونيه، وكذلك اعتقال كل ضباط المراقبة التابعين للحفاء لمبادلتهم بأسرى الأتراك.
  7. عاد الفرنسيون 1920 بناء على معاهدة مبرمه من السلطان إلى مرعش وأورفة فهاجمهم أتاتورك وحطم تجمعاتهم لدرجة أن غطت جثثهم الطرقات، وحاصر بوزنطى فهرب منها الفرنسيين، ثم اتجه إلى قونيه وحاصرها فلم يجد الإيطاليين إلا الهروب نجاةً بأنفسهم.
  8. حصار إسطنبول ديسمبر 1920 وقطع الطريق عنها.
  9. 13 مارس 1921 هاجم جيش أتاتورك بقيادة عصمت إينونو الجيش اليوناني الغازي في منطقة اينونو موقعاً هزيمة مؤثرة في اليونانيين.
  10. يونيو 1921 معركة السخاريا التي سقط فيها ما لا يقل عن 10000 قتيل من اليونانيين وإضطروا للانسحاب لخطوطهم الأولى.
  11. سبتمبر 1921 معركة دوملو بونار ضد بقايا اليونانيين التي أوقعت ما يقارب الخمس عشر ألف قتيل بين اليونانيين وصار أغلب قواتهم إما فارين أو جرحى.


وفاته

فارق الحياة في قصر (الدولمابهتشة(Dolma Bahçe) في10 نوفمبر 1938 عن عمر يناهز 57 عاما بعد إصابته بمرض تشمع الكبد الذي نجم عن تناوله المفرط للكحول.[4][5] واعتبرت جنازته من أكبر الجنازات التي شهدتها تركيا.[6] ودفن في ضريح شيد له خصيصا يشرف على العاصمة التركية أنقرة.[7]

تعليقات