سيكولوجية ذوى الاحتياجات الخاصة

نستكمل حديثنا حول الفروق الفردية بين الأفراد و عرفنا فى المحاضرة السابقة ان العلم الذي يقوم بدراسة الفروق الفردية بين الأفراد هو علم النفس الفارق

v ويتحدد مفهوم علم النفس الفارق فى دراسة :

· الفروق بين الأفراد

· الفروق بين الجماعات

· الفروق بين السلالات

· الفروق بين الأجناس

· الفروق فى الذكاء

· والفروق فى القدرات

· الفروق فى السمات الشخصية

ü وعلم النفس الفارق يقوم بدراسة العباقرة والمبتكرين وضعاف العقول وأيضا الشعوب والأجناس المختلفة والفروق بين سلاله وأخرى و دراسة الفروق بين الجنسين

ü و رغم اتساع مجالات علم النفس الفارق إلا إنه يركز على دراسة الفروق بين الأفراد أكثر من الجماعات ,اي انه اهتمام علم النفس الفارق بالفروق بين الجماعات هو اهتمام ثانوي وليس اهتمام أساسي

o كلنا يعرف أن علم النفس العام يدرس كيف يتشابه الأفراد , وعلم النفس الفارق يدرس كيف يختلفون الأفراد والى اي حد يختلفون

o صحب ظهور علم النفس الفارق ظهور عدد من الاختبارات النفسية فى مجال قياس الذكاء وقياس القدرات الخاصة

ý من الدراسات المعروفة هى دراسة ترمان للموهوبين والتي استغرقت خمسة وعشرون عام و انصبت على دراسة الموهوبين ومدى اختلافهم عن الأشخاص العاديين

ý وأيضا هناك دراسة أخرى ل ( استرنج ) وهى تنصب على دراسة الميول

v الفروق الفردية الشخصية :

· لا يخفى علينا ان الشخصية تختلف من شخص إلى آخر وفقا لاختلاف السمات المتباينة

· ومن المسلم به انه لا تستطيع التربية ولا التعليم توحيد الأفراد على سمات شخصية معينه لأنه فى العادة هناك فروق واسعة النطاق فى السمات الشخصية بين الأفراد

· ومن المعروف ان الأفراد يختلفون أيضا فى استعداداتهم و مواهبهم وقدراتهم وميولهم واتجاهاتهم وقيمهم

· وهناك سمات بارزه تميز الشخص عن غيره فنقول ان هذا الشخص صادق أو مخادع أو مسيطر أو مستسلم أو سريع الاستجابة كل هذه صفات أو سمات نطلقها على الأفراد

ü ولكن السؤال الذي يدور فى ذهني الآن هو على اي أساس نحن نصف شخص بأنه مخادع أو مسيطر أو صادق ؟

§ نحن نصف هذا الشخص بأنه صادق و نعطيه سمة الصدق وذلك من خلال تتبع سلوكه , ففي العادة سلوك الشخص فى موقف ما لا يختلف عن سلوكه فى موقف أخر اي انه هناك سمه بارزه واضحة تحكم سلوك الفرد

v الخلاصة :

ثبات السلوك واستمراره و عموميته يجعلنا نعطى للشخص سمه تميزه عن غيره

o تعريف السمة :

v أولا : تعريف جوردون البورت : (Allport)

السمة هى نظام عصبي خاص بالفرد يعمل على جعل المثيرات المتعددة متساوية وظيفيا كما يعمل على إصدار و توجيه أشكال متساوية من السلوك التكيفى

ü اي ان السمة نزعه عامه أو استعداد عام يطبع سلوك الفرد بطابع خاص و الاستعدادات العامة مسئوله عن سلوك الفرد وعن ثبات سلوكه وتحرره

v ثانيا : تعريف كاتل (Cattell):

فقد عرف السمة على أنها مجموعة من ردود الأفعال أو الاستجابات التي يربطها نوع من الوحدة والتي تسمح لهذه الاستجابات أن توضع تحت اسم واحد، ومعالجتها بالطريقة ذاتها في معظم الأحوال

v ثالثا : تعريف جيلفورد (Guilford):

السمة هى طريقة متميزة ثابتة نسبيا يتميز بها الفرد عن غيره من الأفراد

v حدد البورت (Allport) معايير معينه لتحديد السمة :

1- السمات على مستوى أكثر تعقيدا

2- السمة أكثر عموميه من العادة

3- السمات تتسم بالديناميكية

4- يمكن تحديد السمات ومعالجتها بالطرق التجريبية و الإحصائية مثل ما فعل كاتل وغيره

5- السمات لا تنفصل بعضها عن بعض بل ترتبط فيما بنها بارتباطات موجبه

6- سمة الشخصية قد تتفق او لا تتفق مع المفهوم الاجتماعي المتعارف عليه لهذه السمة

7- قد تكون السمات عامه و يشترك فيها الغالبية العظمى من الناس و قد تكون فريدة يشترك بها فردا أو أفراد قلائل

· ويرى ألبورت ان السمات ترتبط فيما بينها بتدرج هرمي به سمه أو أكثر رئيسيه او مجموعة من السمات المركزية يلي ذلك مجموعة سمات ثانوية

· اي انه هناك سمات كبرى رئيسية مثل سمه النرجسية فنجد الشخص متمركز حول ذاته

· والسمات المركزية مثل الحيوية فنجد الشخص يتمتع بالحيوية , وشخص يتمتع بالروح الاجتماعية

· والسمات الثانوية مثل الاستجابات الخاصة أو الاتجاهات الشخصية

ü لا يخفى علينا ان شخصية الفرد تمر بخصائص مميزه خلال مراحل النمو , فتتغير القيم والاتجاهات والعادات وفقا للخبرات المتعددة

ý سنعود إلى موضعنا الرئيسي وهو الفروق الفردية :

أولا : الفروق الفردية فى المجال التربوي :

1- الفروق الفردية فى القدرات العقلية و فى سمات الشخصية أمر طبيعي يجب ان تؤمن به المدرسة اي ان الفصل الواحد يجمع طلاب من ذوى الذكاء المرتفع و أيضا طلاب من ذوى الذكاء المتوسط وطلاب من ذوى الذكاء المنخفض فيجب على المعلم مراعاة ما بين الطلاب من فروق

2- وجود فروق فى القدرات العقلية يدل على ان كل فرد لديه قدر من الذكاء ولا يوجد شخص معدوم الذكاء اي ان الاختلاف بين الأفراد هو اختلاف فى الدرجة وليس فى النوع

3- دراسة الفروق الفردية تقودنا إلى دور المدرسة و دور المعلم فى رعاية الموهوبين والمبتكرين والمبدعين وأيضا ضعاف العقول

4- الجمع بين الأذكياء والمتوسطين فى الذكاء و ضعاف العقول قد يتسبب فى مشكلات تعلميه و لا يحقق مبدأ تكافؤ الفرص

ü ومن المسلم به أننا عندما نجمع بين الأذكياء وضعاف العقول نجد ان الطالب صاحب الذكاء المرتفع يحصل أيضا على تقديرات مرتفعه و نجد ان الطالب ضعيف العقل يحصل على تقديرات منخفضة

5- مراعاة اختلاف الطلاب فى الميول فى المواد الدراسية المختلفة فنجد بعض الطلاب يتفوقون فى الرياضيات وآخرون فى الكيمياء

6- توزيع الطلاب على الشعب المختلفة , فمن الواجب توزيع الطلاب على الكليات التي تتناسب مع قدرات واستعدادات الطلاب

ثانيا : الفروق الفردية فى المجال الصناعي :

1- الاختيار المهني : عندما تعلن شركة عن وظائف خالية وتعلن عن حاجتها لخمسين موظف ويتقدم للشركة ألفان , فتقوم الشركة بتطبيق اختبارات معينه على الألفان شخص لاختيار خمسين شخص منهم هذه هو الاختيار المهني

2- التوجيه المهني : وهو ان توجه شخص إلى العمل المناسب لقدراته

3- التدريب المهني : وهو تدريب الموظفين على الأعمال المكلفين بأدائها

4- التأهيل المهني : وهو ينصب على ذوى الإعاقات , مثلا شخص كان يعمل فى وظيفة معينه ثم تعرض لحادث ففقد بصره , هذا الموظف نقوم بتأهيله للعمل فى وظيفة تتناسب مع إعاقته

· لا يخفى علينا انه يجب مراعاة ما بين الأفراد من فروق فردية فى جميع ميادين العمل فى المصنع والجيش و وظائف القطاع الخاص

v العوامل التي تؤثر على الفروق الفردية :

1- الوراثة

2- البيئة الأسرية

3- نوع المجتمع حضري أو ريفي

4- العمر الزمني

5- الجنس

6- السلالة

أولا : الوراثة : تعددت الدراسات حول اثر الوراثة فى الذكاء والقدرات وذلك من خلال دراسة التوائم بأنواعها

· ولا يخفى علينا ان هناك توائم متماثلة وهى عبارة عن بويضة ملقحه بحيوان منوي واحد و انقسمت , وهناك توائم مختلفة وفيها كل بويضة تلقح بحيوان منوي مختلف

· وهنا نقوم بدراسة التوائم لمعرفه اثر العوامل الوراثية واثر درجة القرابة فى الخصائص الجسمية والعقلية والمعرفية ,

· وهذه الدراسات من انجح الدراسات التي يمكن بها عزل عوامل البيئة عن العوامل الوراثية وتحديد اثر كل منهما

· وتشير البحوث ان معامل ارتباط ذكاء التوائم المتماثلة هو 95% تقريبا

· وان معامل ارتباط ذكاء التوائم المختلفة هو 65 %

· ومعامل ارتباط ذكاء الأخوة العادين يتراوح بين 50 % : 60%

ý أثبتت البحوث المتعددة ان للوراثة اثر فى تحديد الذكاء يتراوح بين 50 % : 75 % اي ان الذكاء يعتمد على العامل الوراثي أكثر من العامل البيئي

ثانيا : البيئة الأسرية :

أجريت الدراسات والبحوث على اثر البيئة الأسرية وأثرها على القدرات العقلية وتشمل العوامل التالية

1- المستوى الاقتصادي

2- وظائف الآباء و مستواهم التعليمي

أولا : المستوى الاقتصادي : يرى البعض ان كلما ارتفع مستوى الأسرة الاقتصادي كلما أتيح فرص التعلم الجيد ووسائل معيشة كريمه من الاشتراك فى أنديه و توفير الأجهزة الحديثة بالإضافة إلى الغذاء المناسب ووسائل الترفيه المناسبة

اذن العوامل الاقتصادية لها تأثير كبير جدا فى الفروق الفردية

§ وإذا نظرنا إلى الجانب التجريبي

o نجد ان ترومان أجرى دراسة على الموهوبين التي استمرت ربع قرن من الزمان فوجد ان متوسط دخل أباء الموهوبين أعلى من المستوى العام للمجتمع بأكمله

o وقام فلمنج بحث على حوالي 2000 طفل و قسموا إلى خمسة مستويات اقتصادية

o ووجد ان الأطفال الذي ينتمون إلى بيئة ذات مستوى اقتصادي مرتفع امتازوا فى اختبارات الذكاء و فى اختبارات القراة وتفوقوا على هؤلاء الذين ينتمون إلى فئات فقيرة

ý أيضا فى دراسة مصرية قاموا بتقسيم البحث إلى أربع مجموعات

الأولى : مجموعة النابغين

الثانية : مجموعة الذين يتميزون بالذكاء المرتفع

الثالثة : مجموعة الذين يتميزون بالابتكار

الرابعة : مجموعة العاديين أصحاب الذكاء المتوسط

· وجد ان المجموعات الأولى والثانية و الثالثة كانوا ينتمون إلى اسر ذات مستوى اقتصادي أعلى من مجموعة العادين أصحاب الذكاء المتوسط

· وهناك دراسة لعماد الدين سلطان وجابر عبد الحميد و رجدى لبيب و اسفرت النتائج على انه لا توجد علاقة بين حجم الأسرة و مستوى الذكاء , ونحن نعلم ان حجم الأسرة يؤثر على المستوى الاقتصادي , إذن وفقا لهذا البحث لا توجد علاقة بين المستوى الاقتصادي والذكاء

ثانيا : وظائف الآباء و مستواهم التعليمي :

هناك بحث أجرى على مجموعتان من الطلاب المدارس الإعدادية

· أباء المجموعة الأولى من الطلاب على حظ وافر من التعليم

· أباء المجموعة الثانية من الطلاب هم من التجار المحليين والحرفيين

· وكانت المجموعتان متساويتان فى جميع الجوانب

v وبعد تطبيق اختبارات الذكاء حصل طلاب المجموعة الأولى على درجات أعلى فى اختبارات الذكاء من طلاب المجموعة الثانية

أيضا فى بحث آخر قاموا بتقسيم عينه البحث إلى أربع مجموعات

الأولى : مجموعة النابغين

الثانية : مجموعة الذين يتميزون بالذكاء المرتفع

الثالثة : مجموعة الذين يتميزون بالابتكار

الرابعة : مجموعة العاديين أصحاب الذكاء المتوسط

وجد ان وظائف المجموعات الأولى والثانية و الثالثة أعلى من مجموعة العادين أصحاب الذكاء المتوسط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها