اتجاهات طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية نحو عرضة القرآن الكريم

? د. محمد يوسف أحمد السنوسى (! )

المبحث الأول

( أساسيات البحث)

مقدمة :

ان عملية الإعداد الجيد للمخرج التعليمي هي أحد ركائز نجاح العملية التعليمية ، ولا شك أن جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، هي أولى الجامعات السودانية التي تبنت تحفيظ القرآن الكريم وهو كلام الله المنزل على رسوله محمد (صلي الله عليه وسلم)، وأول التشريعات، وأنبل الأحكام ، ومما تؤكده الدراسة أن عملية تدريس القرآن الكريم وتحفيظه لطالب الجامعة التي يعقد لها كل فصل دراسي مراجعة عامة في حقبة زمنية فيما تسمى بالعرضة التي تعّد مكاناً خاصاً لفتح المجال لطلاب الجامعة لعملية الحفظ والفهم والاستذكار .

فالطالب يتبع في ذلك شيخه، أو أستاذه بغية تحسين أدائه ، ومن ثم تحسين سلوكه بطريقة ترقى إلى درجة أدب القرآن، ومن ثم التمسك بكتاب الله عز وجل .

وبما أن المجتمع -كما هو معلوم وفى كل مجالات الحياة-يحتاج إلى إنسان عنده الكفاءة والخبرة للإرشاد والتوجيه التربوي الديني الذي يقود توجيه الدارسين وتحسين سلوكهم نحو فعل الخيرات ومن ثم يتطور الفرد والمجتمع ويرقى إلى مستوى الإنسانية التي يرمى إليها الدين ويخاطبها القرآن بلغة الإيمان .

لذا نجد أن جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية تهتم بتنفيذ برنامج ما يسمى بالعرضة لتحفيظ وتجويده القرآن الكريم، وهذا البرنامج يعتبر متفرداً على مستوى الجامعات في العالم ، إذ تتبناه جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، وذلك تأكيداً لقداسة القرآن الكريم .

ومما ترمى إليه العرضة القرآنية أن يلم الطالب بأكثر قدر ممكن من حفظ لأجزاء القرآن الكريم المقررة عليه وزيادة أن شاء الله ، وتسهيل عملية فهمه أكثر معانيه. وإجادة قراءة بقية الأجزاء، والسمو للتقرب إلى الله عز وجل ، وباعتبار أن المجتمع المسلم مجتمع متميز عن سائر المجتمعات بمكوناته وخصائصه من حيث كونه مجتمعاً ربانياً ، إنسانياً ، واخلاقياً والمسلمون يجب عليهم إقامة مثل هذا المجتمع، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في منهجه وتربيته وأساليبه ، ليجعل من المجتمع حياة إسلامية متكاملة ، توجهها العقيدة الإسلامية، وتجملها الآداب الدينية وتضبطها الأخلاق الإسلامية المنبثقة من نهج القرآن الكريم .

وقد عمل الباحث على دراسة الاتجاهات والجهود والكسب من العرضة التي تقدم لطلاب الجامعة بدرجة عالية من الرعاية والعناية في سبيل تحقيق غاياتها ، ومن المؤكد أن هناك مشكلات تعترض بعض الطلاب وتعوقهم من الاستفادة من هذه العرضة ، فهناك مشكلات مختلفة أثناء مسيرة الطالب التعليمية، وقد تختلف هذه المشكلات من طالب إلى آخر ، فهناك المشكلات الاجتماعية والعائلية، وأخرى أكاديمية، ومشكلات بيئية ومطلوبات الحياة اليومية .

وعلي الرغم من الجهود التي تبذلها الجامعة في تنفيذ برنامج العرضة في كل فصل دراسي ، فقد لوحظ تدنى أداء العديد من الطلاب في مادة القرآن الكريم وضعف في الأداء ومستوى الحفظ وهذا مما حدا بالباحث أن يتناول الموضوع لدراسة اتجاهات طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية نحو العرضه لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده .

2- مشكلة البحث :

تكمن مشكلة البحث في تحديد اتجاهات طلاب جامعة القرآن الكريم من برنامج العرضه الذي تقوم بإعداده الجامعة عبر عمادة القرآن الكريم والمطلوب الجامعي، وما يصاحب برنامج العرضة من نفقات وبرامج تتبع للعرضة ، علماً بأن هذا الجهد الذي يبذل في كل فصل دراسي لمدة أسبوع على شكل معسكر قرآني وحضور الطلاب ينتهي بالامتحان الشفهي والتحريري ، يحمل في طيه جهداً بدنياً وذهنياً ومادياً على عمادة القرآن الكريم وموظفيها، ومن ثم على جامعة القرآن الكريم .

ثم ما هي المحصلة النهائية بعد هذا الجهد المبذول سنوياً؟ وما هي اتجاهات الفئة المستهدفة من هذا البرنامج لتصبح مشكلة البحث في : ما هي اتجاهات طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية نحو العرضة لتحفيظ وتجويد القرآن الكريم ؟.

3- أسباب اختيار موضوع البحث :-

كان لاختيار موضوع البحث أثر في الباحث باعتبار أن المرتكز الأساس، والهدف الأسمى لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية هو حمل لواء القرآن الكريم وتحفيظه، وهذا ما برعت فيه الجامعة عن غيرهامن الجامعات، ولعلَّ عظمة القرآن الكريم بوصفه مادة تدرّس وتحفظ في كليات الجامعة، قد زاد من أهمية الجامعة ووضعها في المجتمع الإسلامي عامة، وفي البيت السودان المسلم بصفة خاصة ، وبما أن تحفيظ القرآن وحمل لوائه أحد أهداف الجامعة ، فينبغي لطالب الجامعة ان يسمو بنفسه، لتحقيق أهداف جامعته ، بينما أكدت نتائج الامتحانات تدني مستوى الطلاب في عملية حفظ القرآن الكريم وحسن ادائه، وهذا مما جعل الباحث يتناول مشكلة البحث ليكشف عن اتجاهات الطلاب نحو العرضة.

4- حدود البحث :

يجرى هذا البحث في حدود ما يسمى بالعرضة لتجويد أداء مادة القرآن الكريم المقررة على طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في جميع الكليات {عدا كلية القرآن الكريم} والذين يخضعون في كل فصل دراسي إلى برنامج ما يسمى بالعرضة لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده .

5- أهمية البحث :

مما لا شك فيه أن لهذه الدراسة دوراً نحسب أنَّه يمكن أن يتوصل فيها إلي مجموعة نتائج تمكن من معالجة المشكلات، وتقوم بتصحيح بعض الأخطاء -إن وجدت- ويرى الباحث أنَّ هذه الأهمية يمكن أن تتمثل في الآتي :-

1. كشف الأخطاء التي تصاحب برنامج العرضة لتحفيظ القرآن الكريم ومعالجتها .

2. دراسة حالة طلاب جامعة القرآن الكريم في الجوانب الثقافية والاجتماعية والأكاديمية والمهنية، وهم داخل برنامج العرضة .

3. يمكن أن يكشف البحث عن مدى تفاعل طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية مع البرنامج المعد للتحفيظ ( العرضة) من حيث التوقيت والبرنامج وتنظيمه، ومن حيث كونه معسكراً مفتوحاً يتم الحضور إليه يومياً.

4. يمكن أن يعالج البحث بعض الحالات التي تكون سبباً في عملية الرسوب المتكرر، وحالات التجميد لبعض الطلاب في مادة القرآن الكريم .

5. يمكن أن تتوصل نتائج البحث إلى وضع برنامج يضيف تحسناً لأداء العرضة، ومن ثم على أداء طلاب الكليات في مادة القرآن الكريم .

6. نأمل أن تخرج نتائج البحث بإيجاد نظم جديدة تؤكد تطوير أداء العرضة، ويرفع من همة الدارس والمدرس في برنامج تحفيظ القرآن الكريم بالجامعة .

6- أهداف البحث :

يهدف هذا البحث للتعرف على الآتي :-

1- أسباب تدني مستوى طلاب الجامعة في أداء القرآن الكريم .

2- العرضة القرآنية ( البرنامج والنظم والغايات ).

3- دور شيوخ القرآن الكريم داخل فترة العرضة القرآنية وخارجها .

4- اتجاهات طلاب الجامعة نحو العرضة القرآنية.

5- دور عمليات الإشراف على العرضة القرآنية .

6- الإعداد النفسي الكامل لطلاب الجامعة للدخول في عرضة القرآن الكريم .

7- البرامج التشجيعية ( مادياً ومعنوياً) للفئة المستهدفة في العرضة القرآنية .

8- مدى تحقيق العرضة القرآنية للهدف الرئيس من إقامتها بالجامعة.

7- فروض البحث :

تتمثل فروض البحث في الجوانب التي تتعلق بالآتي :-

1- توجد مشكلات تتعلق بضعف مفهوم برنامج العرضة القرآنية لدى طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية .

2- اتجاهات طلاب جامعة القرآن الكريم ضعيفة في الاستجابة لبرنامج العرضة القرآنية لوجود :-

أ/ مشكلات ترتبط بثقافة الطالب لدراسة القرآن لاكتساب المهارات الأدبية .

ب/ مشكلات ترتبط بالنواحي الاجتماعية ووضع الأسرة لطالب جامعة القرآن الكريم .

ج/ مشكلات ترتبط بالنواحى الأكاديمية ، وضعف مستوى نسبة قبول طالب جامعة القرآن الكريم .

د/ مشكلات تتعلق بالنواحي المهنية، بالصراع القائم بين نيل الشهادة وسوق العمل وجودة المخرج ، حيث تتعلق بضعف الحوافز والبرامج التشجيعية لتطوير الأداء، والتسابق في عملية تحفيظ القرآن الكريم وتجويده .

8- مصطلحات البحث :

- الجامعة : يقصد بها جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية أم درمان.

- الطلاب : طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في كلياتها المختلفة .

- العرضة : يقصد بها عرضة القرآن الكريم التي تقوم على مبدأ تحفيظ وتجويد أداء القرآن الكريم لطلاب الجامعة، وتشجيعهم عليه .

- الشيوخ :- يقصد بهم ( المعلمون الحفظة) الذين يديرون عملية التحفيظ للطلاب داخل معسكر العرضة القرآنية فى نهابة كل فصل دراسى لمدة أسبوع.


المبحث الثاني :

(الإطار النظري)

القرآن الكريم هدى للمسلم في كل جوانب الحياة:

قال تعالى ( الذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) سورة محمد (7) فقد بينَّ الله تعالى ان المنافق يستمع ولا ينتفع ولا يستفيد ، وأن المؤمن المهتدي بخلاف ذلك ، فإنَّه يستمع ويفهم ويعمل بما يعلم، والمنافق لا يستفيد والمهتدى يفسر ويعيد، والمسموع عن النبى عليه الصلاة والسلام من كلام الله عز وجل وكلام الرسول (صلى الله عليه وسلم) يدل على قوله: ( ومنهم من يستمع إليك ) سورة الأنعام 25) فإنه يدل على مسموع، والمقصود بيان التبين بين الفريقين ، فكأنه قال إنهَّم لم يفهموه وهؤلاء فهموه .

وإن الله تعالى زادهم، ويدل عليه قوله تعالى ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ) سورة محمد 16) وكأنه تعالى طبع على قلوبهم فزادهم؟، والمهتدي ، زاده هدى واستهزاء المنافق كذلك زاد المهتدي هدىً .

ويقول تعالى: ( ليزدادوا إيماناً) صورة الفتح (4) ) قال ابن عباس ( بعث النبي صلي الله عليه وسلم شهادة أن لا إله إلا الله ، فلما صدقوه فيها زادهم الصلاة ، فلما صدقوه زادهم الزكاة ، فلما صدقوه زادهم الصيام ، فلما صدقوه زادهم الحج ، ثم أكمل لهم دينهم فلذلك قوله ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )أي تصديقاً بشرائع الإيمان مع تصديقكم بالإيمان ) الجامع لأحكام القرآن / القرطبي/ج16 ص 63، .

ويقول الإمام الطبري في شمول الهداية. ( أُرسل النبي صلي الله عليه وسلم بالقرآن للناس كافة ، ورحمة للعالمين وقد فهم الصحابة (رضوان الله عليهم) هذا المعنى ، فكانوا رسل دعوة وحملة هداية للإنسانية كلها ، ومن شمولية الهداية الإسلامية للفرد أو الجماعة ، الخطاب الموجه للأقوام السابقة ، على تعدد الشرائع والقوانين تبعاً لاختلاف البيئة والزمان؛ لأن ما يصلح لقوم أو يصلح قوماً بأعينهم في زمن بعينه ، قد لا يصلح لقوم آخرين ، أو لا يصلح لهم فى زمن آخر ، وذلك على النحو الذي عرضه القرآن الكريم في مواضع متعددة وصيغ مختلفة .

ففي اتجاه هدي القرآن للإنسان المسلم وتناول جوانب حياته ، نجد أن القرآن الكريم يحثُّ على حسن السلوك والخلق الحسن وفعل الخيرات وهو ما يعرف بالعمل الصالح، ويتضح ذلك من خلال :-

1/ الوسطية والاعتدال : قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) البقرة 143) .

2/ حسن الخلق: قوله تعالى: ( وإنكَّ لعلى خلق عظيم) سورة القلم(4).

3/ الصدق : قال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة .

4/ الأمانة : قال عز وجل { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ} (283) سورة البقرة .

5/ الشكر : قال تعالى ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) البقرة(152) .

6/التواضع : قال عز وجل :(واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) الشعراء215) .

7/ الحلم والأناة والرفق : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (199) سورة الأعراف .

8/ المحبة :(والله يحب الصابرين ) آل عمران 146.

9/ الجود والكرم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ } (267) سورة البقرة .

10/ حفظ اللسان : {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (8-10) سورة البلد .

لجوانب النفسية والسلوكية والأخلاقية لعرض القرآن الكريم :-

إنَّ الفطرة البشرية الأصلية لا تجد سكينة لها إلا في الاتباع والاهتداء إلى الله تعالى والإيمان به والالتجاء إليه – قال ابن القيم الجوزية – رحمه الله تعالى – ( فى القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته ، وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه ، والقرار إليه ، وفيه نيرات وحسرات لا يطفئها إلا الرضي بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا .{ يوسف القرضاوى الخصائص العامة للإسلام/ص13}.

فهذه الفطرة حقيقة اجمع عليها الباحثون في تاريخ الأمم والأديان والحضارات ، فقد وجد الإنسان منذ أقدم العصور بالتدين والتعبد ويؤمن بإله : يقول صلى الله عليه وسلم : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) .

وقد يتراكم على هذه الفطرة صدأ الشبهات، أو غبار الشبهات، فقد يصاب الإنسان بداء الغرور والعجب؛ فيظن نفسه شيئاً ثم يستغنى عن الله.

بيد أن هذه الفطرة الأصلية قد تذبل ولا تموت ، وقد تكمن ولا تزول ، فإذا أصاب الإنسان من شدائد الحياة وكوارثها ما لا قبله له به ، فسرعان ما تزول القشرة السطحية المضللة ، وتبرز الفطرة العميقة، الكامنة وينطلق الصوت المخنوق المحبوس داعياً ربه منيباً إليه .

كما قال تعالى: (ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير) البقرة 107.

ومن الجوانب التي يعالجها العرض وتلاوة القرآن الكريم كذلك سلامة النفس البشرية من التمزق والصراع الداخلي والتوزيع والانقسام بين مختلف الغايات وشتى الاتجاهات . ولقد اختصر الإسلام غايات الإنسان في غاية واحدة هي رضا الله تعالى والعمل على ما يرضيه ، ولا يريح النفس الإنسانية شيء كما يريحها وحدة غايتها ووجهتها في الحياة، فتعرف من أين تبدأ وإلى أين تسير ومع من ؟ . (يوسف القرضاوى/ الخصائص/ ص 16).

إن الذي لا يرتبط بالقرآن ويهجره ويجحده، فقد تتعدد أربابه وتختلف وجهاته ووصفه القرآن الكريم بمن يعبد له أكثر من سيد، وهم شركاء متشاركون غير متوافقين كلٌّ بأمره يعبد ما يأمره به الآخر. قال تعالى {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } سورة الزمر29.

ومن الآثار النفسية والعصبية ، عند قراءة القرآن ، كما يذكر بعض العلماء المعاصرين منهم الدكتور. مالك بدري / باحث وعالم إسلامى في علم النفس. أنه أجريت تجربة عملية ، لمعرفة الأثر لقراءة القرآن لدى المرضى النفسيين ، وقد كانت آثارها إيجابية للغاية ، وكانت تجربته تدورحول محور أنه ( يأتيه المريض يشكو له ما يعانيه ويتركه يتحدث حتى يفرغ ما لديه ، بعدها يفتح له شريط مسجل عليه آيات قرآنية ثم يستأذنه في الانصراف لفترة وجيزة – كأنما أتاه ما يشغله في أثناء غيابه يصلي ركعتين ويدعو الله أن يشفى مريضه وأن يعافيه ، وعلى ذلك يخرج إلى مريضه ، عندها يجد المريض وقد استمع إلى الآيات من القرآن الكريم) .(آسيا على العباسى/1419هـ/ص 78).

فيظهر أثر القرآن في كل جوانب الإنسان وحواسه فمثلاً كيف تعرف أنك غيرت رأيك في موضوع ما ؟ ما لم يكن هناك شيء ثابت في داخلك تدرك بواسطته- عملية التغيير؟ لابد أن يكون هناك شيء ثابت لتدرك أن كل شيء سواه يمكن أن يتغير ، هذا الوعي الثابت يستقر في بُعد أعلى من الجسد والفكر والزمان والمكان ، أي يختص من وراء فكرة الإنسان، ولا أحد يعرف شيئاً عن حقيقته ، فهذه هي الروح التي لا يعرف سرها إلا الله – وعندما تتوقف هذه الروح عن العمل لأي مخلوق ، تتحلل كل أعضائه الرائعة المعجزة كالعصب والقلب والمخ .... إلى مادة ميتة ، سرعان ما تصير إلى تراب ومن هنا ( فالروح هي المعجزة الكبرى ، هي التي تتفاعل مع القرآن (الفاظاً ومعاني)؛ لأنها هي من روح الله ، وكما هو معلوم القرآن كلام الله ، فهي إذن تتلقى من مصدرها الذي أوجدها، ومن هنا تأتي الطمأنينة والاستقرار والهدوء ، كما يهدأ الطفل ويستقر في حضن أمه الذي هو جزء منها .( آسيا على العباس 1998)

جامعة القرأن الكريم ومفهوم العرضة القرآنية :-

إن القرآن الكريم وحى من السماء إلى الأرض – تكفل الله بحفظه – فلم يعتريه النسيان أو التبديل أو التحريف والتغيير . {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر ).

وأهتم المسلمون - عبر تاريخهم الطويل- بالقرآن الكريم حفظاً وتجويداً ومدارسة ، فحفظوا لهذا الكتاب تواتره الشفهي ، فما انقطعت طريقة التلقي الشفهي منذ عصر الوحي جبريل عليه السلام ، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والدراسات المستفيضة القيمة التي قدمها السلف عن القرآن سارت في مسارات متوازية، منها اهتمامهم بالجانب اللغوي البياني، لإثبات إعجاز القرآن، وقد أفاضوا في ذلك وأجادوا .

فمنذ دخول العرب السودان بقيادة عبدالله بن أبى السرح بأرض النوبة بشمال السودان أصبحت اهتمامات المملكات القائمة بتعلم القرآن وكانت توكل مهمة تعليمه إلى الخلاوى، ومن ثّم أصبحت مهمة الخلاوى الأولى تحفيظ القرآن الكريم، ثم برزت حلقات العلم في المساجد لتدريس الفقه والتفسير والتوحيد واللغة العربية .

ظلت حركة تعليم القرآن الكريم في الخلوة إلى أوائل القرن الماضي، حيث تجمع شيوخ الخلاوي وعلماؤها وقاموا بتأسيس المعاهد الدينية كمعهد أم درمان الذى كان بجامع أمدرمان الكبير، وقامت معاهد كثيرة وعلى رأسها معهد شروني للقرآن (حامد يوسف العالم/1988م)، وفي مهرجان القرآن الكريم الخامس وجه الرئيس (نميرى) بإنشاء كلية أو معهد للقرآن الكريم لإكمال التعليم القرآني إلى مستوى الجامعة.

وفي اليوم الثامن والعشرين من شهر محرم 1402هـ الموافق له الرابع والعشرون من شهر نوفمبر 1981م وعملاً بأحكام المادة (18)(2) من قانون تنظيم التعليم العالي لسنة 1975م أصدر السيد دفع الله الحاج يوسف وزير التربية والتوجيه بتأسيس كلية القرآن الكريم يكون مقرها بمدينة أم درمان ، وجاء القرار في (15) مادة يتضمن أهداف الكلية وتشكيل مجلس إدارتها واختصاصاته . (يوسف العالم/1988م).

وعندما قامت ثورة الإنقاذ الوطني وكان من بين أهدافها ومقاصدها مضاعفة الاستيعاب في كل مؤسسات التعليم العالي بالبلاد، والحاق كل الكليات والمعاهد العليا بالجامعات المناسبة لها ؛ فبموجب الأهداف الموضوعة ومقاصدها جاء تأسيس جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية من نواة معهد القرآن الكريم، وقد أنشئت جامعة القرآن الكريم بمقتضى قانون جامعة القرآن الكريم لسنة 1990م ، الذي أصدرته حكومة ثورة الإنقاذ الوطنى تطبيقاً لتوصيات المؤتمر التداولي للتعليم العالي – وذلك بتوحيد كلية القرآن الكريم التى أُنشئت عام 1981م، ومعهد أم درمان العلمي العالي الذي أُنشئ عام 1983م وأصبحت الجامعة -حسب نص القانون- هيئة علمية ذات شخصية اعتبارية .

فكان من بعض أهداف الجامعة تأكيد هوية الأمة وتأصيلها وتدريس القرآن الكريم وعلومه كافة والسنة النبوية وعلومها . ويأتي هذا الهدف واضحاً ومؤكداً اهتمام الجامعة بالقرآن الكريم الذي يوضح دواعي مشروع العرضة القرآنية لطلاب الجامعة .

ويأتي مفهوم العرضة القرآنية لطلاب جامعة القرآن الكريم من نظم طريقة تعليم القرآن الكريم في صورة الحلقات التى تعتبر من أنجح الطرق التي جرّبت في الجامعة، ويُعد نظام التلقي للقرآن الكريم بالمشافهة، من معلم القرآن الكريم طريقة مهمة جداً لتعليم القرآن . ويأتي نظام العرضة بوصفه نظاماً مستنداً على نظام عرض القرآن الكريم ومدارسته قديماً بل وقد صاحب نزول القرآن الكريم كما في حديث النبي عليه الصلاة والسلام .

(كان جبريل يعارضنى القرآن في كل رمضان مرة ...) فهذا الحديث دليل على المدارسة بين الحفظة – بعضهم البعض ، كما أن السلف الصالح قد عملوا على تعليم القرآن الكريم في حلقات ومجموعات . فعن أبى رجا العطاردى رضي الله عنه قال : ( كان أبو موسى يقرأنا يجلسنا حلقاً وعليه ثوبان أبيضان .. فإذا تلي هذه السورة ( أقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق ) قال هذه أول سورة نزلت على محمد (صلى الله عليه وسلم ) ).

( الجزولى الأمير الجزولى / 2008م) .

فمفهوم العرضة القرآنية هو عرض طبيعي، أو برنامج يقوم على مساعدة المتعلمين على تحفيظ القرآن الكريم فى صورة معسكر مفتوح في شكل حلقات لطلاب الجامعة بمختلف الكليات وتحت رعاية إدارة الجامعة وإشراف عمادة تعليم القرآن الكريم، حيث تُبذل فيها كل الجهود الممكنة لمساعدة الدارس على عملية الحفظ .

- عرضة القرآن الكريم تقوية لعلاقة الطالب المسلم بالله تعالى :-

إن العلاقة التي تربط المسلم بالله تعالى هي العلاقة بين الخالق والإنسان، التي تعنى علاقة العبودية والتي تعنى كمال الطاعة لكمال المحبة ، والعبودية لفظ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأفكار والمشاعر والعواطف في حياة الأفراد والجماعات في جميع الميادين (الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها)، فالعبادة في التربية الإسلامية وضعت على ثلاثة محاور :-

الأول :-المحور الشعائري : وهو يتمثل في شعائر وممارسات ترمز إلى أشكال الحب والطاعة التي يعبد بها الإنسان الخالق .

الثاني :- المحور الإجتماعي : وهو يرتبط بالثقافة والقيم والعادات والتقاليد والنظم التى يترتب على معرفتها والارتباط بها سعادة للإنسان وتوفير قوام حياته .

الثالث : المحور الكوني : وهو ما يتعلق بالعلوم الطبيعية التى توفر للعالم المسلم دخول مختبر الآفاق، وإبراز معجزات العصر وبراهينه وتوفير الشواهد التي تكشف عن عظيم صنع الله وقدرته، وتقنع المتعلم والأجيال المتعاقبة بوجوب محبة الخالق محبة كاملة، وطاعته طاعة كاملة .

ولا يوجد فصل دائم بين هذه المحاور إلا الفصل من أجل الربط بطريقة أخرى، فمثلاً الفصل بين المحور الشعائري وبين المحور الاجتماعي والكوني هو فصل بين القول والعمل؛ لأن القول هو المظهر الديني للعبادة وهو القول أو الإعداد النظري، بينما المحور الكوني والاجتماعي هما العمل والتطبيق . قال تعالى (كبر مقتاًعند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) سورة الصف (3)).

فالربط بين المحور الشعائري والاجتماعي يظهر من قوله تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة .

وأما الربط بين المحور الشعائري والكوني فيظهره قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (190-191) سورة آل عمران .

ومن هنا يظهر موقف الطالب عند دراسته ومدارسته للقرآن الكريم داخل العرضة، حيث تقوى ارتباطاته الاجتماعية والكونية بالله تعالى، وبالتالي تقوى وتسمو علاقته بالخالق، ليرتفع درجات عند ربه تعالى فيكون من الذين ذكرهم القرآن الكريم إذا ذكر الله وجلت قلوبهم. {سنيه عبدالله/2003 /ص112}.

وهنا يأتي الدور الإيجابي للعرضة القرآنية بالجامعة، إذا ما تحققت أهدافها تحقيقاً فعلياً، وبعدها لا يعتقد أن الطالب يكون ارتباطه بتحفيظ القرآن الكريم ارتباط حفظ ومذاكرة، بل ارتباط مذاكرة ومداومة وعبادة ، وهذا هو الهدف الأسمى لبرنامج العرضة الذي يحقق بموجبه أسمى أهداف جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية الأولى في برنامج رعاية تحفيظ القرآن الكريم .

وعندما يصل الطالب إلى درجة الفهم العميق والتحقق من برنامج العرضة القرآنية تكون علاقته بالعرضة والتحفيظ على النحو التالي :-

1/علاقة محبة : وهي أصل العبادة وأن يكون الحب كله لله تعالى فلا يحب معه شيئاً من أشياء الدنيا، وينقطع بحبه لله، ومن ثم يحب أنبياءه ورسله وملائكته، فمحبتهم من تمام محبته وليست محبة معه.

2/علاقة خوف : في الأصل يكون لمعرفة الله تعالى ومعرفة صفاته وانه لو أهلك العالمين لم يبال، ولم يمنعه مانع . والخوف عبادة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل . فأخوف الناس لربه أعرفهم بنفسه وبربه .

3/ علاقة رجاء: أي طلب الوسيلة ، إليه تعالى ، والفرق بين الرجاء والتمنى أن التمنى يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد ، والرجاء يكون مع بذل الجهد وصف للتوكل ، فالرجاء لا يصح إلا مع العمل وعلامة صحة الرجاء حسن الطاعة {سنيه عبد الله ميرغني محمد /2003م }. –( قال تعالى : {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف .

عرضة القرآن الكريم تعد تحسيناً وتهذيباً للغة الطالب الجامعي :

يرى الباحث أن من محاسن العرضة وجمالها ، أنها تهذب لغة الطالب الجامعى الذي يأتى إلى الجامعة وقد اعترته الكثير من جوانب الأخطاء النحوية واللغوية وغيرها ، ولا شك أن القرآن الكريم الذى نزل بلغة العرب يحمل كل الأساليب التي تزيد اللغة جمالاً وتهذيباً .

فاللغة مرآة لكل أمة تنعكس عليها صور وجودها وألوان حياتها ، فترقى برقيها وتضعف بضعفها ، ويحدثنا التاريخ عن أمم كثيرة سادت حتى ملكت ، وضعفت حتى امّحت ، وقد كان لتلك الأمم لغات سايرت حياتها السياسية جنباً إلى جنب، ثم أصبحت يعرفها التاريخ كما يعرف الشيء الذي عفت آثاره ودرست معالمه فلا يدركه الناس عن طريق وجود قائم وإنما يدركونه عن طريق التاريخ ، (رسالة المسجد/ 1997ص 62} .

إنَّ اللغة العربية أخذت من غيرها من اللغات في القديم والحديث ، فبقاء اللغة العربية تلك اللغة الشريفة إلى اليوم أثر من آثار القرآن الكريم ، ونظرة المسلمين للقرآن هي في الواقع مقتضى الإسلام، ويستلزم أن ينظروا هذه النظرة – نفسها-إلى اللغة العربية؛ لأنها المرجع فى حفظه والسبيل إلى فهمه، وأن يعتبروا كل عدوانٍ عليها عدواناً عليه ، وكل تكريمٍ لها وإشادة تكريماً له وإشادة به ، وأن بقاء اللغة العربية إلى اليوم وإلى ما شاء الله راجع إلى الدفاع عن القرآن؛ لكونه أصل الدين، ومستقي العقيدة يستتبع الدفاع عنها؛ لأنها السبيل إلى فهمه ، وأن القرآن الكريم بحكم أنه لسان العرب الناطق ومعجزتهم الباقية، هو الذى حفظها من الضياع؛ لأنه جاء على وجهٍ تحدَّى به العرب تحدياً صريحاً فذلوا واستكانوا، فحرص كل مسلم على ألفاظه احتفاظاً بالمعجزة وتعبداً بتلاوته (رسالة المسجد/1996م/ص 100-115).

ويرى الباحث أن هذا هو سر الارتباط، لحضور العرضة: القرآنية التى تعد منفذاً لتعديل وتحسين اللغة التي لا تنفك عن القرآن بأية حال من الأحوال، إلى قيام الساعة .

وهذا الارتباط (اللغة العربية بالقرآن) هو سر العداوة الشديدة لحزب الكفر والإلحاد، ومهاجمتهم للغة العربية أينما كانت، ومحاولتهم التنقيص من قدرها والتقليل من شأنها، وجعلها كأنها لغة ليست ذات أهمية . ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، ومهاجمتهم للغة العربية والتقليل من شأنها تُعد مهاجمة صريحة للقرآن الكريم فيبقي على طالب جامعة القرآن الكريم الذي تشرف بالانتماء إليها مراعاة هذه الجوانب المتعلقة بهذه العرضة القرآنية ، لأن الغرض عالٍ وسامٍ وينظر إلى كونه يزيد في دعامة الأمة المسلمة بالوجود الحقيقي بين شعوب العالم ومن ثم يزيد أمر الدعوة إلى الله قوة ولمعاناً .

فمن الباب الذي توسعت به العربية وانتشرت يمكن لطالب القرآن الكريم أن يستفيد من هذا الباب وهو أن إقبال الناس على القرآن ومعرفة أحكامه وتشريعاته أمر يفرض على كل طالب أو متعلم، بغض النظر عن كونه في جامعة القرآن الكريم أو فى غيرها فهو من هذا الصعيد يلزمه معرفة اللغة العربية معرفة صحيحة تقوده إلى ما يرجوه من مطالب في القرآن الكريم .

ويؤكد الباحث أن طالب الجامعة إذا ما قدم إلى العرضة متناولاً الجوانب المختلفة التي يمكن أن يربح فيها لوجد ضالته في هذه العرضة ، وبما أن الجامعة تضم جموع الطلاب من مختلف ولايات السودان، ومن مختلف بيئات السودان ومجتمعاته فإن تهذيب اللغة وتحسين أدائها هو أمر ليس من الصعب بمكان، ولكن كيف يأخذ طالب الجامعة برنامج العرضة موضع الجد والاجتهاد والمثابرة؟ ثم يضع في برنامجه العريض بعد أولويات عملية التحفيظ جوانب تطوير وتحسين أدائه للغة والمخاطبة بيد أن الجامعة تشتمل على مجموعة كليات مختلفة وتخصصات مختلفة يمكن تأهيله لمخاطبة الجمهور والخطابة الدينية والشعائر والارتباط بالمجتمع ، فهذا كله يحتاج إلى تحسين في اللغة وتطوير يعدِّل من الصورة القديمة للغة التي قد تختلط بالعامية أو تأتي مجافية للنحو والبلاغة والأدب الرصين .

ويشير الباحث إلى أن طالب الجامعة يجب عليه مراعاة دراسة تطوير لغته من خلال العرضة، حتى يتسيد مجتمعه الذي يعيش فيه ، ولابد من أن يتعرف على أن هذه العرضة القرآنية هي مدرسة اللغة الأولى، حيث لم تأتِ من باب الإرغام والجبر ولكن انساق الناس إليها بدافع الدين أو الدنيا أو الأثنين معاً؛ لأنه لن تقام الشعائر بصورتها المقبولة المرضية إلا بإتقان هذه اللغة الحقيقية لهذه الشعائر ومحاولة معرفة أصولها .

طالب جامعة القرآن الكريم ودرجة الإحسان وتزكية النفس عن طريق العرضة القرآنية :-

إن البيت المسلم السودانى -كما هو معلوم- بيت يتربى فيه الطفل تربية تبعث فيه روح الدين منذ نعومة أظفاره ، فلا تجد طفلاً في البيت السوداني لم يردد مع الآذان أشهد أن لا اله إلا الله ، أو الله أكبر – وهذا أقل ما تعلمه الأسرة طفلها؛ لذلك نجد أن الفرد ينشأ على توحيد الله تعالى، ويعكف على عبادته وطاعته وتسليمه لله من خلال الحركات التي يقوم بتأديتها قبل التكاليف وبعدها، لتكون إخلاصاً وتسليماً بأمرين هما :

الإسلام والإيمان ، لذا لم يتناول الباحث هذين الجانبين وإنما تناول أعلي مراتب الإيمان وهو الإحسان وتزكية النفس، فهل بإمكان طالب القرآن الكريم من خلال جلسة العرضة الإيمانية التي يتلو فيها كتاب الله ويجوده ويركز على آياته وسوره، أن يصل إلى تلك الدرجة ، علماً بأن المسلم يجب أن يستشعر رقابة الله تعالى عليه في كل حين ، وفي كل سلوكه، حتى لا يغيب عن شعوره وتفكيره ، وفى نواياه ، وفى همسات الضمير ونبضات القلب ، وفي وعيه ، وفى حله وترحاله ، وفى خلوته وجلوته ، وهو أقصى ما يطمح إليه المسلم في ازدهار روحه ، ولا يكون إلا بالمجاهدة المستمرة للنفس – واستشعار الرقابة ، الدائمة مع الله تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) العنكبوت 69).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً بارزاً للناس فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ما الإحسان؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ." { صحيح مسلم /ج1/ص162}.

ويشير الباحث إلى أن طالب القرآن الكريم يجب أن يصل بنفسه هذه الدرجة ، ولا ينظر إلى الإحسان على أنه خلق فاضل يجمل التخلق به فحسب ، بل يجب أن ينظر إليه بأنه جزء من عقيدته، إذ أن الدين الإسلامي مبني على ثلاثة أمور هي : الإسلام والإيمان والإحسان ، وذلك ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام ، عندما أتاه جبريل عليه السلام وسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان ثم قال (صلي الله عليه وسلم) هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمور دينكم فسمى الثلاثة ديناً .

فدرجة الإحسان التي يرمي إليها الباحث هي العلاقة المطلوبة بين الإنسان وأخيه الإنسان، فهي علاقة الطالب الجامعي بأخيه الطالب في كليته والكليات الأخرى، وفي جامعته والجامعات الإخرى، وفى حيه الذي يقطن فيه وزملائه وأخوانه، وعلاقاته بالطالب الفقير والضعيف والغنى والقوي، وعلاقته بالعالِم والجاهل، بحيث يرعي كلاً حسب درجته ومكانته. بجانب علاقته وأساتذته بالكلية وأساتذته في الكليات الأخرى وإدارته في جامعته وعلاقاته في الجامعات الأخرى ، وبذلك يتقدم الفهم ويُظهر معالم الرقى والمستوى التعليمي الرفيع الذي يدركه بإدراكه إلى أعلي مراتب الإيمان من خلال العرضة القرآنية .

وفي تزكية النفس وتطهيرها من الدنس والأرجاس وربطها بالإيمان الحق والطمأنينة إلى بارئها، فالفرد يجب أن يكون مطلبه وربحه تزكية نفسه قال تعالى: ( قد أفلح من زكاها ) { الشمس /9}. وهذه التزكية تحتاج إلى مجاهدة، وهذه المجاهدة كما يراها أهل التهذيب والتربية الروحية والتصفية الأخلاقية ، هي منع النفس من إتيان الحرام ، والابتعاد بها عن حمى الأثم وعماد ذلك حياة القلب وطهارته وأن لا يغفل عن محاسبة نفسه ، والتدقيق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها وخطواتها (وإذا ما هّمت نفسه بشئ من الانحراف أعادها إلى الصراط وأقامها عليه ، وألزمها به ، ويراجعها وهي تسعى واثبة أو بطيئة في مجال الخير، وتجتهد في ميدان البَّر وقيل إنَّ رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حينما رجع من غزوة تبوك قال: {رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو يعنى مجاهدة النفس .

{/العجلونى/ج1/ص511 / /1405هـ)

وإذا كان الله تعالى قد كلف عباده أن يجاهدوا أنفسهم ، فإنما ذلك لاصلاحهم وتكميلهم، وتحقيق الخير لهم في دنياهم وآخراهم ، والمجاهدة تُصلح من نفس المجاهد وقلبه ، وترفع من مشاعره وآفاقه ، وتجعله يتأبي عن البخل والشح ، ويثير فيها أفضل المزايا والدوافع . {سنية عبد الله /2003} .

ويرى الباحث أنَّه يمكن لطالب الجامعة أن يدرك الدرجات السامية ، بفضل تعبده بتلاوة ومذاكرة القرآن الكريم بكامل حضوره في برنامج العرضة القرآنية التي نحسب أنها محفوفة بالملائكة ونازلة عليها الرحمة باذن الله ، وعند الشعور الصحى بفوائد العرضة والدخول في برامجها مستصحبين في دواخلنا الدرجة الإيمانية العليا نكون قد وصلنا إلى مرافئ الطمأنينة وتجاوزنا النفس الأمارة بالسوء إلى تلك النفس الزكية الطاهرة التي دوماً تسبق بالخيرات .

وبذلك نحصل على قيمة أخرى من قيم العرضة القرآنية لتحفيظ وتجويد القرآن الكريم بالجامعة .

ومما نخلص إليه في هذا المبحث أنه إذا ما توصل طالب الجامعة إلى درجة الإحسان وتزكية النفس عن طريق العرضة القرآنية فأنَّه يتذوق حلاوة معانيها، وطيب فكرتها ومكانة درجتها، ومن ثم سما بنفسه إلى مرتبة الشخصية المسلمة وخصائصها الحسنة، وبالتالي كانت شخصيته:-

1/ أوَّابة ، منيبة : أي راجعة إلى الله بالاستغفار دوماً والتوبة ، وإخلاص العمل لوجهه، وبذل طاقته ليلتزم طاعته ، الإنابة ، تنبثق من خلال المعرفة فإذا عرف الإنسان ربه واستحضر جلاله في صدره، وتدبر آياته. دخل باب الإنابة .

2/ خاشعة عاقلة متدبرة : أي منخفضة ، ساكنة مطمئنة، والرجل الخاشع أي: الذي يرمى بصره إلى الأرض، والخشوع يكون في القلب ثم تظهر آثاره على الأعضاء. ويأتي التدبر في أن ينظر إلى الأشياء على وجه العبره والعظة، لتقوية جوانب الخير والصلاح ومقاومة دواعي الشر والفساد .

3/ صادقة مؤمنة ومتواضعة : أي مخبرة بالحق الذي يعلمه الإنسان ولا يعلم غيره وهو كلمة الحق عند من تخافه وترجوه ، كما أنها متواضعة . لينة الجانب بعيدة عن الاغترار بالنفس . أيضاً هي مؤتمنة أي محتكمة إلى الضمير اليقظ وهي ضد الخيانة .

4/ آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر : أي هي ليست ناهية عن المعروف الذى ينبغى فعله أو قوله طبقاً لنصوص الشريعة الإسلامية ، ولكل ما يحوى المعروف من معاني وألفاظ ، فالمعروف اسم جامع لكل ما عُرف من طاعة الله تعالى.


الاتجاهات ودورها فى تحصيل الطلاب :

لقد تعددت مفاهيم الاتجاه واختلفت اختلافاً كبيراً وتأثرت إلى حد بعيد بطبيعة النظرية السيكولوجية التى يعتقد بها صاحب كل مفهوم، وقد أشار طلعت عبدا لرحيم الى أنَّه لايوجد مفهوم واحد مقنن يعترف به جميع المشتغلين فى مجال علم النفس {طلعت عبد الرحيم/ 1982/ص97} ومن أشهر المفاهيم التى تناولت الاتجاه هو ما أشار إليه ديوى حيث يرى أن الاتجاه حالة استعداد عقلي وعصبي تنتظم عن طريق الخبرة وتؤثر تأثيراً دينامكياً أو موجهاً على استجابات الفرد لجميع الموضوعات والمواقف المرتبطة به.{ديوى/ 1977/ ص63}.

ويرى سانروف أن الاتجاه هو ميل للاستجابة بصورة محببة حيال نسق من الموضوعات.{القربونى/1988/ص161}.

يرى الباحث أن هذين التعريفين يتفقان مع غيرهما من المفاهيم الأخرى التى تعرضت لمفهوم الاتجاه. فالسمة الغالبة للاتجاه أنه ليس فطرياً ولا وراثياً وإنما هو ميل بالخبرة والتقليد والمحاكاة وهو أمر يعززه فحص العناصر التى تدخل فى تكوين الاتجاه وتحديدها وهى عنصر الفكر والعاطفة والسلوك.{سيد صبحي/1979/ص100}.

فمن خلال المفاهيم يتضح أن الاتجاهات تلعب دوراً كبيراً بالنسبة للأفراد فى مختلف أصنافهم ومستوياتهم، وتزداد أهمية إذا ما أحسن إكتسابها، وقد أكَّد ذلك خبراء التربية وعلم النفس. فهى تساعد الأفراد فى اتخاذ القرارات فى الاتساق وعدم التردد, بجانب توجيه استجاباتهم نحو الأشياء أو الموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة. ويشير الباحث إلى أن توجيه اتجاهات طلاب الجامعة نحو عرضة القرآن الكريم لاكتساب السلوك الثابت أمر فى غاية الأهمية. علماً بأن الاتجاهات تلعب دوراً أساساً فى تحصيل الطلاب فى كافة المجالات, حيث تُطَوِّر أداءهم وتساعدهم على أن ينظموا معلوماتهم بطريقة يسهل عليهم فهمها واستيعابها, كما تساعدهم على تدعيم مهاراتهم وخبراتهم السابقة.

فالاتجاهات تنعكس فى سلوك الفرد وفى أقواله وأفعاله وتفاعله مع الآخرين في الجماعات المختلفة وفى الثقافة التي يعيش فيها. بجانب أن الاتجاهات يمكن أن تنظم العمليات الدفعية للطلاب وفى انفعالاتهم وإدراكهم ومعارفهم لعرضة القرآن الكريم، وبرامجها المتواترة في كل فصل دراسّي.

ويرى الباحث ضرورة تعديل الاتجاهات إذا ما كانت سالبة لدى طلاب جامعة القرآن الكريم؛ لأن الاتجاهات يمكن تعديلها وتغييرها عند الأفراد، وهدا التعديل أو التغيير يمكن أن يحقق جوانب موجبة تمكِّن الطلاب من تحقيق نجاحات أكبر، وتحصيل متميِّز أكاديمياً ومهنياً بجانب السلوك العام ومظاهره التي يمثلها الجانب الاجتماعي المرتبط بالمجتمع.


المبحث الثالث

( الإجراءات الميدانية )

منهج البحث:

قام الباحث باستخدام المنهج الوصفي التحليلي .

مجتمع البحث :-

عملت الدراسة على جمع معلومات مجتمع البحث الذي يتكون من طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية الصف الثاني والثالث والرابع الذين تعرفوا على العرضة وبرنامجها في كل من كليات ( الاقتصاد والعلوم الإدارية ، العلوم الاجتماعية ، التربية ، الشريعة والقانون ، اللغة العربية ، الألسن ، الدعوة والإعلام ). عدا كلية القرآن الكريم . وكانت إحصائية الكليات على النحو التالي:-


جدول رقم (1) يوضح مجتمع البحث في كل الكليات المعنية بالدراسة

الكلية/الدفعة

2006/2007

2007/2008

2008/2009

الجملة

ملاحظات

التربية

-

-

133

133

كلية جديدة بها الدفعة الأولى

اللغة العربية

96

71

64

231

كلية مكتملة الدفعات، وتخرج فيها عدد من الطلاب

الألسن

-

-

63

63

كلية جديدة بها الدفعة الأولى المعنية بالدراسة

الاقتصاد

123

176

265

564

كلية مكتملة الدفعات

العلوم الاجتماعية

-

-

75

75

كلية جديدة بها الدفعة الأولى وهي معنية بالدراسة

الشريعة والقانون

101

104

156

361

كلية مكتملة الدفعات

الدعوة والإعلام

78

101

220

399

كلية مكتملة الدفعات

الجملة

398

452

976

399

إجمالي طلاب الكلية عدا طلاب أولى للعام 2009-2010-لعدم تمكنهم من العرضة


عينة البحث :

أجريت الدراسة على عينة البحث المكونة من (400) طالب من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في الكليات المختلفة ، وقد كان اختيار العينة عشوائياً، تم توزيع الأداة عليهم من خلال حلقات التحفيظ مع الشيوخ، وقد كانت العينة على النحو التالي :-

جدول رقم (2) يوضح العينة من حيث الكليات :-

الكلية

العدد

التربية

50

اللغة العربية

55

الألسن

25

الاقتصاد

85

العلوم الإجتماعية

35

الشريعة

70

الدعوة

80

الجملة

400

ويشير الباحث إلى أن العدد المأخوذ من أية كلية عشوائي بدون استخدام أية نسبة.


جدول رقم (3) يوضح العينة من حيث عدد حضور العرضة القرآنية:

الكلية / عدد العرضة

من1-2

من3-4

من5-6

أكثر من 6 عرضات

الجملة

التربية

50

-

-

-

50

اللغة العربية

17

13

19

6

55

الألسن

25

-

-

-

25

الاقتصاد

31

28

23

3

85

العلوم الاجتماعية

35

-

-

-

35

الشريعة

24

16

26

4

70

الدعوة

25

27

15

3

80

الجملة

207

94

83

16

400

جدول رقم(4)يوضح عينة البحث من حيث مستوى الحفظ للقرآن الكريم:

الكلية / المستوى

ممتاز

جيد جداً

جيد

مقبول

ضعيف

الجملة

التربية

3

14

31

02

-

50

اللغة العربية

7

18

15

12

03

55

الألسن

1

9

10

05

-

25

الاقتصاد

11

21

43

08

02

85

العلوم الاجتماعية

5

7

18

04

01

35

الشريعة

9

16

30

15

-

70

الدعوة

4

22

35

18

01

80

الجملة

40

107

182

64

07

400

· يرى الباحث أن هذه ليس لها معيار ضابط؛ لأنه يمكن أن تملأ للتواضع فترتفع النسبة الأقل في المستوى، ويمكن أن تملأ للتباهى فترتفع النسبة – الأكبر أو الأعلى.

- جدول رقم (5) يوضح عينة الدراسة من حيث وصف الطالب فى الجامعة:-

الكلية / المستوى

طالب فقط

طال + أعمال أخرى

طالب + وظيفة ديوانية

الجملة

التربية

10

38

02

50

اللغة العربية

18

36

01

55

الألسن

04

21

-

25

الاقتصاد

22

60

03

85

العلوم الاجتماعية

25

10

-

35

الشريعة

32

30

08

70

الدعوة

28

50

02

80

الجملة

139

245

016

400


إداة البحث :

(تصميمها ، توزيعها ، طريقة جمعها) :

- قام الباحث بتصميم إداة البحث ( الاستبانة) التى تتكون من البيانات التي وضحت من خلال عرض العينة التي يمكن الاستفادة منها في التحليل وتفسير النتائج، وقد ألحق بالأداة (الاستبانة) عدد (17) سؤالاً يجيب عنها المفحوص. وجميعها يدور حول العرضة القرآنية التي حضرها الطلاب بالجامعة ثم وضع الباحث سؤالاً مفتوحاً لعينة البحث؛ لإمكان إضافة ما يمكن من معلومات حول موضوع الدراسة .

- قام الباحث بتحكيم الاستبانة وتوزيعها على عينة البحث عن طريق شيوخ القرآن الكريم بالكليات في الجامعة، وقد تم توزيع (400) أربعمائة استبانة. واستطاع الباحث الحصول عليها كاملة بنسبة 100% .

- الأسلوب الإحصائي :

استخدم الباحث في دراسته ، النسبة المئوية في بيان مفاهيم اتجاهات الطلاب من خلال الاستبانة بعدد (17) مفردة جرت حول محاور المفاهيم والمشكلات والاتجاهات.


المبحث الرابع :

( تحليل نتائج البحث والتوصيات )

في هذا المبحث يتناول الباحث تحليل ونتائج وتوصيات الدراسة .

- ومن خلال الاستبانة التي قام الباحث بإعدادها وتوزيعها على أفراد العينة توصلت الدراسة إلى أن اتجاهات أفراد العينة قد وضحت بحسب استجابتهم على النحو التالي :-

- في محور الفرض الأول الذي ينص على أنه توجد مشكلات تتعلق بضعف مفهوم العرضة القرآنية لدى طلاب جامعة القرآن الكريم بمفاهيم وعرض القرآن الكريم وجد الباحث أن نسبة76% يوافقون، وأن هذه المشكلات تتمثل أكثرها في مدة العرضة ، وخدمات العرضة القرآنية بما يتناسب ومستوى طالب الجامعة، بينما البعض الآخر لايرى وجود مشكلات فى العرضة القرانية. وعلى ضوء هذه النتيجة يرى الباحث أن الفرض قد تحقق.

- أما في محور الفرض الثانى والذي انبثقت منه عدد من المحاور فتتمثل آراء الطلاب في الآتي :-

* بخصوص المشكلات الثقافية لدراسة الطالب للقرآن ، وجد الباحث أنه لا توجد مشكلات فى اكتساب الطالب لثقافة الأدب والبلاغة والخيال من خلال دراسة القرآن الكريم، وهذا مما يدل على ارتباط النشء السوداني بالقرآن الكريم والخلوة منذ نعومة أظفارهم أي تربية أسرية قائمة على مفاهيم القرآن الكريم .ويشيرالباحث إلى أن هذا الفرض لم يتحقق, وبذلك فإن اتجاهات الطلاب إيجابية فى هذا الجانب.


* أما بالنسبة للمشكلات المرتبطة بالنواحي الاجتماعية فوجد الباحث أن نسبة 90% من أفراد العنية يوافقون على وجود هذه المشكلات المختلفة ، وهذا مما أدى إلى اقتراحات بعضهم بأن تكون العرضة القرآنية في صورة معسكر مغلق طوال الفترة المقررة له حتى يمكنه التخلص من المشكلات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية، وبذلك يكون قد تحقق الفرض فى الجانب الاجتماعى.

* وفى المحور المرتبط بالجوانب أو المشكلات الأكاديمية وجد الباحث أن هناك موافقة بنسبة 85% من أفراد العينة على وجود مشكلات أكاديمية ، وهذا يشير إلى نسبة قبول الطالب الجامعي التي تعتبر نسبة متواضعة، ليكون في كلية ما في جامعة القرآن الكريم . وهذا يمكن معالجته في رفع نسبة قبول الطالب بالجامعة ليمكِّن من وجود مستوى أكاديمي أحسن في جوانب التحصيل الدراسي .وعليه يكون قد تحقق الفرض فى محور المشكلات الأكاديمية.

* وفي جوانب المشكلات المرتبطة بالمهنة والصراع في ميدان العمل وجد الباحث أن هناك نسبة 78% من أفراد العينة يوافقون ، وقد تتعلق هذه المشكلة ، كما يري بعضهم ( أي بعض الطلاب) على أن تخفض لهم عدد الأجزاء التي يحفظونها من القرآن الكريم أو أن يحفظ الطالب ثلاثة الأجزاء ويمتحن فيها ثم لا يطالب بها في الفصل أو المستوى الثاني أو الثالث، بل تكون ثلاثة أجزاء لكل سنة منفصلة عن الأخرى ، وهذا الطلب قد يتنافى مع أهداف الجامعة نحو القرآن الكريم . ويرى الباحث أن الفرض فى هذا الجانب قد تحقق.


* وفي البرامج التشجيعية لعملية التحفيظ وجودة الأداء وجد الباحث أن نسبة 60% يوافقون على هذا المحور وتأتى النسبة الأخرى غير الموافقة لوجود برامج تشجيعية أظهرتها إدارة الجامعة من خلال العرضة السابقة على لسان السيد مدير الجامعة والتي أولت عمادة القرآن الكريم اهتماماً كبيراً في عملية تنفيذها للمتميزين في الحفظ والأداء الجيد في القرآن الكريم ، وتأتي نسبة الـ60% موافقة على أن البرامج تحتاج إلى زيادة في عملية التطوير والتشجيع لحفظة القرآن الكريم بالجامعة أو المتميزين في الأجزاء المقررة عليهم من الكليات الأخرى في غير كلية القرآن الكريم .

ومن خلال تحليل عناصر الاستبانة ومفرداتها التي تمثل المحاور التي انبنت عليها فروض البحث، والوقوف على آراء أفراد عينة البحث التى استجابت لموضوع البحث بدرجة جيدة أرضت الباحث في كونها دراسة ذات أثر خاص لدى طلاب جامعة القرآن الكريم ويعتبرها الباحث دراسة أثرت على الطلاب وهي في محل اهتمامهم وقلقهم ، توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

أهم نتائج البحث :

أولاً : هناك مشكلة في عملية تقويم الطلاب في القرآن الكريم، أو التحفيظ، إذ لابد من إنشاء نظام الامتحان المستمر، أو التقويم البنائي الذي يتم أسبوعياً من خلال أداء المحاضرات أو الحلقات التحفيظية ، أو التدريب ، كما هو الحال في نهاية كل فصل أو باب أو وحدة فى المواد الأخرى – وهذا بدوره- يمكن أن يرفع من همة الطالب يشجعه لحفظ القرآن الكريم ورفع المستوى .

ثانياً : إن البرامج التشجيعية لأساتذة القرآن الكريم غير كافية ، أو ضعيفة ، ولابد من ابتكار برامج تنشيطية للأساتذة المتابعين لطلابهم في أثناء العرضة ، وهذه البرامج لابد أن تأخذ طابعاً تحفيزياً بدرجة عالية تختلف عن حافز الساعات التدريسية التي يتعرض لها، بل حوافز تجعل روح التنافس والتسابق بين مدرسي القرآن الكريم. ومن ثم يرتفع مستوى الأداء والحفظ في العرضة .

ثالثاً : أظهرت الدراسة الازدحام وقرب الحلقات من بعضها البعض وقلة شيوخ الحلقات، إذ أن المعلم في حلقته ما بين (40-50) طالب وهذا عدد كبير جداً فلابد من زيادة عدد الشيوخ والأساتذة الحفظة لمتابعة العرضة.

رابعاً : توصلت الدراسة إلى أن العرضة تعمل على جمع الطلاب دون دراسة وتمييز لمستوى الممتاز من الجيد جداً أو الضعيف ، فكل طالب هو في كليته وفي حلقته ، فلابد من إنشاء برنامج نوعي خاص للطلاب دون المستوى في التحفيظ، حتى يتسني لهم تجاوز المرحلة إلى درجة أفضل مما هم عليه ، ولا يكتفى بعملية التجميد أو التأخير عن الدفعة، للذين هم دون المستوى في الحفظ ، بل لابد من البرنامج النوعي وذلك بغية رفع الكفاية في الحفظ والتلاوة، لا بغرض التحصيل الأكاديمي .

خامساً : وجدت الدراسة أن المكان الذي تعد فيه العرضة فيه بعض الآراء من قبل الطلاب ثم إن الإعداد له غير كاف, طريقة الخدمات أثناء سير العرضة غير مقبولة مما يلفت الانتباه إلى إنشاء دار القرآن الكريم، ورفع برنامج خاص في الدار لعملية تحفيظ القرآن الكريم لطلاب الجامعة ، مع مراعاة التنظيم الدورى والمراجعة الدائمة في عملية التحفيظ في القرآن الكريم .

سادساً : من خلال عرض وتحليل بيانات الإداة لأفراد عينة البحث وجد الباحث أن هناك اتجاهات سالبة لدى طلاب الجامعة نحو العرضة ، فلابد من بناء الاتجاهات الموجبة لعملية العرضة، وذلك عبر تقديم ندوات خاصة حول عرضة القرآن الكريم ، ومن ثم يجب معالجة الاتجاهات السالبة لدى طلاب الجامعة ، وبناء علاقات بين الجامعة ومؤسسات أخرى تعمل على تشجيع الحفظة والقراء، وتطوير مستوى الطلاب بغية تحسين تلاوتهم وحفظهم .

سابعاً : توصلت الدراسة إلى ضرورة متابعة الطلاب لحلقات التدريس في الخلاوى، فقد يحتاج برنامج دار القرآن إلى فترة زمنية ، فلابد من تطوير العلاقة وحيويتها مع بعض الخلاوي، ورتق برنامج متكامل يحوى مضمون ومفاهيم العرضة ، ويمكن تعديل صورة العرضة القرآنية الحالية إلى صورة قوافل ومعسكرات بالخلاوى المتاخمة لولاية الخرطوم، وذلك بغية ربط الطالب بالمجتمع المتميز الذي يمكنه من بناء فكرة قوية والإحساس بدافع نحوعرضة تحفيظ القرآن الكريم .

توصيات الدراسة:

فمن خلال العرض والتحليل والنتائج التى توصلت اليها الدراسة يوصى الباحث بالآتي :-

1/ إنشاء دار لتحفيظ القرآن الكريم ، تعنى بجميع الخدمات تتبع لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ، بحيث تقوم بنفس مفاهيم العرضة ونظم الخلاوى في السودان، ولكن بصورة متطورة ومدروسة تمكن الطلاب من حفظ القرآن الكريم .

2/ تكوين لجنة عليا لمتابعة ودراسة مشكلات العرضة الحالية لعدد من الجوانب وإيجاد الحلول الممكنة ، علي أن تكون الدراسة جادة وموضوعية ، مع إنشاء برنامج لتطوير العرضة وحل العقبات الحالية لحين بناء وإكمال مشروع دار القرآن الكريم .

3/ القيام بذات الدراسة على الطالبات كما هو الحال عند الطلاب والوقوف على تطلعاتهن وطموحاتهن ومقترحاتهن .

4/ زيادة شيوخ تحفيظ القرآن الكريم، وذلك لإتاحة أكبر عدد من الطلاب على أن يعرضوا على شيوخهم – ومن ثم إمكانية تحقيق العديد من الأهداف المرجوة .

5/ زيادة مدة عرضة القرآن الكريم إلى أسبوعين بدلاً من أسبوع واحد, كما يجب مراعاة التنظيم وعدد ساعات العرضة القرآنية .


خاتمة البحث :

بحمد الله وعونه وتوفيقه يضع الباحث بين يدي المهتمين والمختصين نتائج الدراسة التي أجريت في إطار كشف اتجاهات طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية لعرضة القرآن الكريم والتي توصل الباحث فيها إلى أن اتجاهات طلاب الجامعة موجبة نحو العرضة وهم يرونها دائرة بشريات عسى أن تكون زاداً وسلاماً يتدججون به لمواجهة كل مشكلاتهم في الحياة ، وقد حظيت الدراسة باهتمام بالغ من قبل الطلاب خاصة أفراد العينة الذين يمثلون المعيار الضابط لنتائج الدراسة والذين أدلوا بدلوهم من خلال عبارات الاستبانه والأسئلة الموضوعة، والتعليق المفتوح الذي كانت له جوانب موجبه رفعت من نسبة رضا طلاب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية إلى نسبة 79% بموافقتهم لقيام عرضة القرآن الكريم، وهذا مؤشر جيد يدل على حسن إدارة جهة الاختصاص واجتهاداتها نحو طلابها . ونسأل الله أن تذلل العقبات التي وضحت من خلال التحليل والنتائج، ونأمل أن تدرس التوصيات من أجل إقامة صرح متجدد دوماً ومتقدم دائماً بأفكاره ومقترحاته ، يقدم أفضل الخدمات لطلابه ومجتمعه، ولله الحمد من قبل ومن بعد .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصادر و المراجع:

· المصادر:

1/ القران الكريم.

2/ السنة النبوية المطهرة.

· المراجع:

1/ العجلونى – كشف الخفا – ج1- مؤسسة الرسالة – بيروت ط4-1405هـ .

2/ سيد صبحى / الإنسان وسلوكه الاجتماعي/ القاهرة/ دار مرجان للطباعة/ ط2/ 1979.

3/ طلعت عبدالرحيم/ علم النفس الاجتماعي المعاصر/ دار الثقافة للنشر/ ط2/ 1982.

4/ ديو بولد فان دالين/ مناهج البحث قى التربية وعلم النفس/ ترحمه/ محمد نبيل وآخرون/ القاهرة المكتبة الأنجلو مصرية/ 1977.

5/ يوسف القرضاوي – الخصائص العامة للإسلام .

· الدوريات :

6/ مجلة رسالة المسجد / سلطنة عمان – ع 80 1996م .

7/ مجلة رسالة المسجد / سلطنة عمان /ع 82- 1997م .

8/ يوسف الفريد القربونى/ إعداد مقياس للاتجاه نحو المتخلفين عقليا/ المجلة العربية للعلوم الانسانية/ ع29/ مج8/ الكويت/1988.

· البحوث والرسائل :

9/آسيا على العباسى / الهدى في القرآن الكريم ودلالته على ضوء سورتي الفاتحة والبقرة / رسالة ماجستير / غير منشورة / جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية /1998م .

10/ سنيه عبد الله ميرغنى / شخصية المسلم في القرآن الكريم / رسالة دكتوراه / غير منشورة / جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية / 2003م

· الأوراق البحثية :

11/- الجزولى الأمير الجزولي / ورقة قضايا القرآن الكريم بجامعة القرآن/ مؤتمر تقويم مناهج جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية /2008م.

· الكلمات:

12/ كلمةالاستاد/يوسف حامد العالم/عميدكليةالقران الكريم/ص2 بتاريخ:9رجب1408 الموفق/27/2/ 1988.


الملاحق:

بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية

أخي الطالب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع / استبانة

في البدء نشكر لكم حسن تعاونكم، ونفيدكم بأن هذه الاستبانة تعنى بدراسة حول مدى استفادة طالب جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية من برنامج العرضة المعد سنوياً للطلاب الجدد وعند كل فصل دراسي .

فنرجو من كريم سيادتكم ملأ هذه الاستبانة ونعاهدكم علي استخدام معلوماتها في حدود الدراسة فقط .

وجزاكم الله خيرا ،،،،

د. محمد يوسف أحمد السنوسي

أستاذ مساعد بكلية التربية جامعة القرآن الكريم

والعلوم الإسلامية


* أولاً : بيانات أولية :-

1- النوع ( )

2- الكلية ....................................

3- الفصل الدراسي : ........................

4- عدد العرضة التي حضرتها في الجامعة ................................

5- مستوي حفظك للقرآن الكريم :

ممتاز ( ) جيّد جداً ( ) جيّد ( ) مقبول ( )

6- الحالة الاجتماعية :

متزوج ( ) غير متزوج ( )

7- المهنة :

طالب فقط( ) طالب + أعمال حره( ) طالب + عمل ديواني( )

* ثانياً : الاستبانة :

* ضع علامة ( / ) أمام المدرج الذي تراه مناســــباً

* لا تضع أكثر من ( / ) في المدرج أو العبارة الواحدة .



م

العبارة

أوافق

متردد

لا أوافق

1

مفهوم العرضة غير واضح لدي طالب الجامعة

2

برنامج العرضة يحوي عدد من البرامج تشغل عن حفظ القرآن الكريم

3

العرضة تشغلني عن برامج كثيرة أخري خارج الجامعة

4

ما كنت أتوقع أن حفظ القرآن الكريم كثير جداً بهذه الكيفية في الجامعة

5

حفظي للقرآن الكريم لا يحتاج إلي برنامج العرضة بالجامعة

6

يستحسن حفظ للقرآن الكريم وتجويده خارج العرضة بالجامعة

7

التلاوة الجماعية والأصوات لا تساعدني علي حفظ القرآن الكريم بالجامعة

8

مشكلات الأسرة المادية تشغلني عن حفظ القرآن في العرضة بالجامعة

9

العلاقات والتواصل الأسري يعوق عملية مواظبتي والاستفادة من العرضة

10

حاجات الأسرة المختلفة تتسبب في منعي من الاستفادة من العرضة

11

ضعف مستوي اللغة العربية يعوق طالب الجامعة من الاستفادة من الحفظ في العرضة

12

نسبة النجاح المتوسط سبباً في ضعف الاستفادة والحفظ في فترة العرضة

13

نسبة التركيز للاستيعاب والحفظ ضعيفة وتعوق استفادتي من فترة العرضة

14

ارتباطي بالأعمال الحرة يشغلني عن الاستفادة من فترة العرضة للحفظ

15

ارتباطي بالعمل الديواني يمنعني من الاستفادة من فترة العرضة بالجامعة

16

سوق العمل الوظيفي لخريج جامعة القرآن الكريم ضعيف، وهذا هاجس يمنع من استفادتي من فترة العرضة

17

لو قدر لي أن أتحولّ إلي أي جامعة أخري وساعدتني كليتي سوف أتحوّل

أي ملاحظات أخري يمكن كتابتها.............................................

............................................................................................................................................................................


(!)د. محمد يوسف أحمد السنوسى الأستاذ المساعد بقسم العلوم التربوية والنفسية بكلية التربية - جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها