مفهـوم العقـل في القـرآن بين الذاتيـة والوظيفيـة

ظل القرآن الكريم منذ انزل، كتابا كريما معطاء، لا يخلق مع كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، مثل ينبوع ماء دفاق لا ينضب؛ تتكوثر معانيه بشكل يستوعب ثقافات البشر وفهومهم، ويوجهها نحو الطريق الهادي لصراط الحق والحقيقة، ما التُزم في فهم مصطلحاته ومفاهيمه منهجه المكنون فيه؛ مثل منهج عربية لسانه قال تعالى {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}[1] .

وقد توالت على القرآن الكريم عبر القرون السالفة مناهج متعددة : لغوية وبلاغية واثرية وكلامية وباطنية... تحاول تحديد مراد الله عز وجل من خطابه للناس ،اختلفت هذه المناهج وبلغت حد التناقض ،ودخل بعضها في المعاني السديمة المعماة مما أدي إلى انقسام الأمة إلى طرائق قددا كل حزب بما لديهم فرحون. واذا تمعنا في أصول هذه الخلافات والصراعات الفكرية والسياسية والمذهبية ،فإننا نجد ها دلالية ومنهجية بحيث يتم تأويل المفاهيم القرآنية بأدوات منهجية تنتج دلالات متناقضة ؛ومن ثم فرق متناقضة وليست متكاملة في الوصول المعنى والمراد الحق .

واليوم مع ازدهار العلوم المادية بما اكتشف من قوانين الوجود العيني ، حاول الباحثون والمفكرون وعلماء الاجتماعيات في الغرب نقل هذه النتائج إلى ميدان علوم الإنسان ، وما ينتجه من فنون وآداب وعلوم إنسانية فكانت الحصيلة تطورا وازدهارا في هذه العلوم ، وانتقلت هذه نتائج المناهج إلى البيئة العربية الإسلامية وطبقت على النص القرآني ، وأثارت جدلا واسعا في مدى صلاحيتها لفهم النص القرآني ، لأنها نبتت في بيئة فلسفية مادية وتحكمها خلفية لائكية في بنيتها العميقة ، واستثمرها مجموعة من الباحثين العرب مثل : محمد اركون ونصر حامد أبو زيد وطيب تيزيني ومحمد شحرور...

ومن أبرز المناهج التي استثمرت في درس النص القرآني، المنهج اللساني،لما حققته اللسانيات من طفرة علمية لأنها أقرب إلى العلوم البحتة ،اوكما يدعى، فكانت مقولة " المميز التركيبي"عند كورزيبسكي في علم الدلالة تحدد للفظ نواة دلالية ليست الأصل وإنما المنطلق ، ثم تتوالى المعاني بشكل تجريدي ولانهائي يصعب معه حصر دلالات اللفظ ولو كانت متعددة ، ومقولة "اللامعنى أصلي للفظ" عند Stephen ullman تمحو الجذور الدلالية الأولى للمصطلح ، فيصبح المعنى المعجمي استعمالا كباقي استعمالات المصطلح اللغوية ، تأثرا بنسبية الظواهر في العلوم الطبيعية ، ومن ثم نزع الاطلاقية والقدسية عن الوجود.

وهذه المنهجية هي التي حدت بمجموعة من الباحثين العرب إلى استثمار المنهج اللساني ، في دراسة النص القرآني ،وتثبيت الدلالة الذاتية لمفهوم (العقل) في القرآن الكريم بدل الدلالة الوظيفية له.

1- العقل في القرآن: المفهوم والدلالة

يعتبر القرآن نسيجا مفاهيميا بامتياز، فهو ما انزل إلا لتصحيح مفاهيم الإنسان و نظرته إلى حقائق الوجود وهي الله والإنسان والطبيعة والغيب، ولهديه للتي هي أقوم في فهمه لهده الحقائق بوسائل وهبه الله إياها باعتبارها وسائل للإدراك والمعرفة ، ومن هده الوسائل وظيفة التعقل ، وقبل بيان المحتوى الدلالي لهدا المفهوم القي نظرة على دلالته المعجمية.

§ المعنى النووي:

تدور دلالة معنى الجدر (عـ قـ ل) في المعاجم العربية على المعاني المترادفة الآتية: حبس، ربط، جمع، منع[2] ،ويمكن أن يجمعها لفظ (ربط)، وباقي المعاني الواردة فيها هي تشبيهات واستعارات ومجازات عن المعنى النووي ربط،فالسيف عقل لأنه يمنع صاحبه من نيل العدو، والمرأة عقيلة لأنها مشدودة إلى بعلها، والدية عقل لأنها تمنع من سفك الدم وهكذا... وقد لخص ابن دريد هده الخصيصة بقوله (كل شيء منع من شيء فهو عقل )[3]

وقد أخد معنى عقل من العقال وهو الحبل، وتدقيقا من وظيفة العقال وهي الربط، ربط قوائم الجمل لئلا يشرد ويتيه في الفلوات.

ومعنى الربط هدا يمكن إعادة تسميته بالعلاقة القائمة بين شيئين أو أكثر، وحصول هده العلاقة ولزومها يمتنع معه التيه والضلال في الأمور المعنوية.

· المعنى القرآني:

ورد الجدر عقل بجميع اشتقاقا ته: يعقلون، تعقلون، يعقلها، نعقل، عقلوه في القرآن تسعة وأربعين مرة موزعا بين القرآن المكي 34 مرة والقرآن المدني 15 مرة، وورد هدا الجدر بالصيغ الآتية:

§ أفلا تعقلون........... 14مرة

§ لعلكم تعقلون..........08 مرات

§ لقوم يعقلون...........08مرات

§ لا يعقلون..............14 مرة

§ صيغ أخرى............05 مرات

وكانت الصيغة الأولى تحضيضا على التعقل، والثانية توقعا له،والثالثة تخصيصا له، والرابعة نفي له عن قوم معينين، والخامسة إقرار مشروط له.

وقد ورد الجدر عقل بكل صيغه ومشتقاته فعلا مضارعا إلا في حالة واحدة ورد فيها ماضيا (عقلوه)، وحسب الزمن النحوي السيبويهي فان الفعل (عقل) ومشتقاته هو فعل مضارع فقط، لكن زمنه القرآني يستوعب كل الأزمنة ماضيا ومضارعا واستقبالا، ادن فهو زمن مطلق.

وعدم ورود الجدر(عقل) بدلالته اللغوية العامة،في القرآن، يدل على انه مصطلح يرمز إلى مفهوم خاص، وعرف محدد، وعدم وروده اسما ولا مصدرا يدل على انه مفهوم وظيفي وفاعلي وليس مفهوما ذاتيا أو جوهريا ، فالقرآن الكريم حينما يحض على التعقل في مثل قوله تعالى(وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للدين يتقون أفلا تعقلون)[4] ،أو ينفي التعقل عن قوم معينين في مثل قوله تعالى(ان الدين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون )[5]، أو يحصر التعقل في قوم مخصوصين في مثل قوله تعالى(وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في دلك لآيات لقوم يعقلون)[6]، فهو يعرض مفهوم العقل باعتباره وظيفة وصفة وفاعلية محمودة ومطلوبة في القوم الراشدين المهتدين ، ومسلوبة من القوم المعاندين ، فهم لا يميزون بين حق وباطل ، ولا بين خير وشر ، فاستوت عندهم القيم، لدلك حجبت عنهم غاية الوجود والخلق وهي عبادة الله تعالى ، وحجبت عنهم معرفته ، بينما الأصل في الإنسان أن يسخر وسائل الإدراك التي وهبها الله إياه من سمع وبصر وفؤاد وتعقل وتفكر وتدبر... ليدرك العلاقات الكامنة في هدا الوجود، فهو خلق منسجم ومتناغم ومركب على أسباب ومسببات وسنن مطردة فمن عقل أي ربط بين الحقائق حقائق الخلق والغيب والآيات المبثوثة في الكون لاريب انه يهتدي للحق الذي من اجله خلق فيعمر الأرض ويسخر ما فيها للاستخلاف فيها متناغما مع المخلوقات التي تسبح الله كرها فيسبح خالقه طوعا.

اخلص من هدا إلى إن العقل في القران باعتباره ذاتا وجوهرا لا وجود له ،ولكنه موجود باعتباره وظيفة وفاعلية يقوم بها الإنسان ،بل إن هده الوظيفة تسند للقلب في قوله تعالى(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)[7] .

لكن كيف نسبت إلى دلالة مفهوم العقل في القران دلالات واردة من ثقافات مختلفة.

2 ـ أصول الانتحال الدلالي للعقل

يمكن إرجاع التبدل ألمفاهيمي في اللغة العربية إلى العصر العباسي وما شهده من انفتاح غير مسبوق على الثقافات والأمم المختلفة، ومن الخلفاء من شجع هدا التلاقح الحضاري، فأسس الخليفة المأمون بيت الحكمة لترجمة الكتب الفارسية واليونانية والهندية فبدأت ترد إلى البيئة العربية مفاهيم حكمية وفلسفية ومنطقية لم يعهدها التداول العربي قبلا ، ومن هده المفاهيم مفهوم العقل فقد ترجم المفهوم اليوناني اللوغوس(logos) إلي العربية واختاروا له مقابلا في العربية هو (العقل) عسفا وانتحالا دلاليا ، فبعدما كان العقل في التداول العربي مصدرا وفعلا يدل على الصفة والفاعلية التي تؤدي وظيفة ادراكية ما ، أصبح ذاتا وجوهرا ،وخليطا دلاليا تمتزج فيه المعاني اللغوية المنقولة عن الألسن الأخرى بمعانيه الاصطلاحية الفلسفية التي هي وحدها تستحق النقل ، حتى كأن العربية جماع ألسنة مختلفة بأصوات واحدة.[8]

وقد نبه ابن تيمية إلى هدا الانحراف الدلالي بقوله(العقل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل سواء سمي جوهرا أو جسما أو غير دلك. وإنما يوجد التعبير باسم العقل عن الدات العاقلة التي هي جوهر قائم بنفسه في كلام طائفة من المتفلسفة الدين يتكلمون في العقل والنفس )[9] وهدا آت من تقسيم الفلاسفة الوجود إلى جوهر وعرض، والعقل يدخل ضمن الجواهر لا الأعراض، تأثرا بنظرية اليونان في تصورهم للعقل.

وهده الدلالات الوافدة التي شحن بها المفهوم العربي (العقل) هي التي حدت بمجموعة من الباحثين العرب إلى نقل هده الدلالات الارسطية للعقل وإسقاطها على المفهوم القرآني ، ودلك اعتمادا على المناهج اللسانية والسيميائية والتاويلية.

3 ـ القراءات المعاصرة للقرآن وتشيئ العقل

تحفل كثير من الدراسات القرآنية المعاصرة بالتصور اليوناني لمفهوم العقل، أي انه ذات وجهاز مستقل في الإنسان وله السلطة والأفضلية على باقي الأجهزة، و قد نقل هدا المعنى من التراث الفلسفي العربي ومن الدراسات الإنسانية الغربية ومن الثقافة اللسانية الحديثة،ثم دخلت هذه الدلالة إلى حقل التداول العربي عن طريق ترجمة مشوهة لمصطلح(Raison) ،في حين أن القرآن لاوجود فيه لمصطلح العقل بهذا المعنى ،لان منطق المنهج القرآني يفرض الرجوع إلى قيد عربية اللسان ، وهي تقضي بان مصطلح ( العقل ) فعل لا اسم أو مصدر ، ودالا على الماضي والحاضر والمستقبل أي الزمن المطلق ، وهو وظيفة يقوم بها الإنسان بمختلف حواسه ومداركه.لكن الذي أدى بهم إلى لي دلالة مفهوم العقل هو الانطلاق من المنهج للوصول إلى نتائج جاهزة ومعلومة سلفا؛ دون التقيد بمنهجية القرآن المعرفية واستثمار ما كان بالفعل كشفا لقانون لغوي لساني في هذه المناهج ،وهذا يتطلب زادا معرفيا هائلا وقدرة نقدية هائلة على كشف خلفيات هذه المناهج المعرفية والفلسفية وتفكيكها وإعادة تركيبها وفق ما يتيحه النص المدروس،ودون الانتباه كذلك إلى أن هذه المناهج ذاتهاهي في طور التشكل ، و قابلة،دائما، للتجديد والتطوير والنقد.

ومن أمثلة تلك القراءات القرآنية المعاصرة ادكر على سبيل المثال:

§ محمد شحرور في كتابه "الكتاب والقرآن ـ قراءة معاصرة"

تميز محمد شحرور، وهم مهندس سوري أتى إلى ميدان الدراسات الإسلامية حديثا وأصدر العديد من المؤلفات في الموضوع ومنها (الدولة والمجتمع )و (الإسلام والإيمان ـ منظومة القيم) و (نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي)،بقراءاته المثيرة في القرآن .

وقد اعتمد في قراءاته هده على، كما يقول، آخر ما توصلت إليه علوم اللسانيات من نتائج حديثة وعلى رأسها أن كل الألسن الإنسانية لا تحوي خاصية الترادف... وان الكلمة الواحدة ضمن التطور التاريخي إما أن تهلك أو تحمل معنى جديدا بالإضافة إلى المعنى الأول[10]، وقد انعكس هدا الاستثمار للمناهج اللسانية الحديثة على تصوره لمفهوم العقل في القران فقد صرح في مقدمة كتابه بدور العقل في المعرفة ،فكان تصوره هدا مشبعا بالمعاني الارسطية لمفهوم العقل فقد أعلى من شانه واعتبره قوة قاهرة للمجهول وهو ما يمكن تسميته بتأليه العقل في الثقافة الغربية الحديثة،يقول(الكون مادي والعقل الإنساني قادر على إدراكه ومعرفته ،ولا توجد حدود يتوقف عندها العقل)[11]

واعتبر كذلك أن العقل من عناصر المعرفة الإنسانية في القران الكريم وهو يصدر الأحكام التي تتعلق بالوجود المادي والموضوعي أو التي تتعلق بالسلوك الاجتماعي والأخلاقي[12] ،وان كان قد اسند للعقل صفة الربط والتركيب بين الأشياء والظواهر ،فانه لم يستطع أن يجرد العقل عن الذاتية والجوهرية هدا ينسجم مع ما طرحه في مقدمة الكتاب حين دعا إلى تأسيس فلسفة إسلامية معاصرة قائمة على المعرفة العقلية ، وقابلها برفض المعرفة الاشراقية ،وهو ما يذكرنا بثنائية الواقع والمثال عند كل من أرسطو وأفلاطون وهي الثنائية المتقابلة التي مازالت تحكم الفكر الغربي بمسمى جديد وهو الوضعية واللاهوتية ،فالعقل في القران، كما بينت آنفا،ليس عضوا قائما بداته مثل القلب أو البصر أو السمع وإنما هو عملية يقوم بها الإنسان بجميع حواسه الادراكية.

وادا عدنا إلى تصوره لدلالة الألفاظ نجد الكلمات عنده تموت معانيها القديمة وتشحن بمعان جديدة ،و هدا الحكم يحتاج الى كثير من النقاش؛ وبيانه حسب ،علم تطور دلالات الألفاظ Semasiologie، فان الكلمات لا تموت جذورها الدلالية أبدا وان اكتسبت دلالات موسعة فهي لا تعدو أن تكون تنويعا اوتشبيها أو استعارة أو ومجازا لدلك المعنى الأصلي ،مع أن بعض الدلاليين الإنجليز مثل ستيفان تولمان يعتبر مقولة المعنى الأصلي خرافة[13] ،لان المعنى عنده متحول ونعتبره نحن في العربية معنى لغويا فهو قد يكون عنده اصطلاحيا لانا غابت عنا حيثيات استعماله، إضافة إلى هدا فان اصل اللغة موضوع إشكالي لا يمكن الجزم بلحظة تاريخية نشأت فيها اللغة.

وجملة القول أن التعامل مع المفهوم القرآني يجب أن نكون حذرين في درسه من الانسياق مع أحكام المناهج اللسانية دون نقد أو تمحيص لان لغة القران لغة متفردة، ومركبة على خام اللسان العربي، ولزوم قيد عربية القرآن في الدراسات القرآنية من أوجب الواجبات.

وإذا روعيت هذه المنهجية فان هده الدراسات ستشهد ازدهارا يجدد مفاهيم القرآن وفهمه، ومن ثم يتجدد تدين المسلمين، ويكونوا في مستوى الشهود الحضاري على الناس.

*البشير فالح

باحث في الدراسات المصطلحية



الهـوامـــش

1ـ سورة يوسف 2

[2] ـ لسان العرب لابن منظور ومعجم مقاييس اللغة لأحمد ابن فارس

[3] ـ الاشتقاق لابن دريد ، تحقيق عبد السلام هارون

[4] ـسورة الأنعام 32

[5] ـ سورة الحجرات

[6] ـ سورة العد 4

[7] ـ سورة الحج 46

[8] ـ فقه الفلسفة ـ الفلسفة والترجمة د.طه عبد الرحمن ،المركز الثقافي العربي الدار البيضاء ،الطبعة الأولى، 1995

[9] ـ مجموع فتاوى ابن تيمية جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن القاسم العاصمي النجدي الحنبلي 1418هـ ـ 1997م،مطبعة الرسالة ،بيروت لبنان.

[10] ـ الكتاب والقرآن ،الطبعة السادسة، 1993 ، دار الأهالي ،دمشق

[11] ـ نفسه/ المقدمة

[12] ـ نفسه 280

[13] ـ دور الكلمة في اللغة، ستيفان اولمان ترجمة الدكتور كمال بشر ،الطبعة الثانية عشرة،1997 ، دار غريب القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها