علم النفس الرياضي والتمارين الرياضية

للبروفسور ديتر هاكفورت، رئيس الجمعية الدولية لعلم النفس الرياضي

يعتبر علم النفس الرياضي والتمارين الرياضية اختصاصا أساسيا في العلم الرياضي، إذ جاء إنشاء هذا الاختصاص نتيجة لتطور الطرق وتنوعها، وتعدد فرق المختصين في المجتمع العلمي. ويمكن تحديد علم النفس الرياضي والتمارين الرياضية ووصفها من خلال هذا الشكل الثلاثي الأبعاد:

الثقافة

الرياضية والصحية

علم النفس الرياضي والتمارين الرياضية

العلم الرياضي

علم النفس

إن علم النفس الرياضي والتمارين الرياضية تعميق للمعرفة العلمية المحترفة التي تسلط الضوء على أبعاد السلوك الناتجة عن التمارين الرياضية المختلفة. ويهدف هذا الاختصاص إلى تشخيص الطرق المستخدمة في تعديل السلوك الرياضي بغية تطويرها، وذلك بالاعتماد على البحوث التجريبية والمعايير الأخلاقية.

وبقدر ما تكون علاقات الفرد الذاتية والاجتماعية واضحة، بقدر ما يمكننا من دراسة وتشخيص أسسه الفيزيونفسية، والاجتماعية النفسية ، والبيئية النفسية، وكذلك استعداداته الأولية والتنبؤ بإنجازاته المستقبلية في التدريب والرياضة ، وذلك من خلال رؤية واضحة تساهم في بلوغ ذروة الأداء.

وقد انصبّ اهتمام العديد من الباحثين والخبراء على جوانب مختارة كتركيزهم على أهداف وطرق خاصة. وقد يتم التركيز على أبعاد نفسية مختلفة (مثل الأبعاد العاطفية والذهنية والتحفيزية والمحرّكة للأحاسيس). وتبعا لذلك، يمكن أن يكون النشاط البدني نشاطا تنافسيا وترفيهيا ومساعدا على استرجاع اللياقة. كما يمكن للمشاركين أن ينخرطوا في أنشطة وتمارين مختلفة.

إنّ لرؤية علم النفس الرياضي والتمارين الرياضية تصوّر ذو بعدين: فمن جهة، يقوم هذا العلم بتحليل كيفية مراقبة الأفعال الرياضية والتحكم فيها بواسطة عمليات نفسية . ومن جهة أخرى، فهو يقوم بدراسة كيفية تحكم التمارين والأفعال الرياضية في العمليات النفسية وتنظيمها، (مثل العمليات الذهنية والعاطفية والشعورية والتحفيزية والإدارية). وتهدف هذه العمليات إلى تعزيز الفهم المنطقي (المفاهيم النظرية) وتوسيع دور الوسائل الفعالة التي تتدخل في الرياضة (الطرق المطبقة).

يهتم علماء النفس الرياضي والتمارين الرياضية التطبيقيون بتعزيز الأداء وتقديم الاستشارة والتأهيل إثر الإصابة وتشجيع النشاط البدني للحفاظ على الصحة. كما يقوم علماء النفس الرياضي والتمارين الرياضية التطبيقيون بتطوير البحوث الرياضية واختبار النماذج والنظريات وإجراء دراسات علمية لفهم الأساليب المرتبطة بالرياضة والتمارين الرياضية.

ويقوم علماء النفس الرياضي، سواء كانوا باحثين أو تطبيقيين بالمساهمة في التطور الشخصي في الحالات التي تؤدّى فيها الرياضة والتمارين الرياضية. كما يحرص علماء النفس الرياضي على متابعة ثلاثة أنشطة مختلفة ولكنها متداخلة فيما بينها: النظرية والبحث، والتربية، والتطبيق.

لقد تطور علم النفس الرياضي في القرن العشرين. وذلك إثر تأسيس المختبر الأول لعلم النفس الرياضي التجريبي في مدينة لابزك (ألمانيا) عن طريق ويلهام فونت سنة 1879، وقع بعث المختبر الأول لعلم النفس الرياضي سنة 1920 بفضل شولت في مدينة برلين (ألمانيا) وجريفث في مدينة إلينوي (الولايات المتحدة الأمريكية) سنة 1925. وكان بيار دو كوبرتن، مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، قد نظم الملتقى الدولي الأول والوحيد من نوعه حول علم النفس والفيزيولوجيا في الرياضة سنة 1913. كما وقع تنظيم هذا الاختصاص في أوروبا والولايات المتحدة عن طريق أساتذة جامعيين وإنشاء الجمعية الدولية لعلم النفس الرياضي سنة 1965. ولقد وظّف تطوير هذا الاختصاص، في إطار العلم الرياضي، نظراً لزيادة الاهتمام بالرياضة والتمارين الرياضية في المجتمع الحديث.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها