أرسطو

أرسطو (384 ق.م. – 322 ق.م.) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ
منطق أرسطي
قوانين الفكر الأرسطية
أرسطو هو واضع علم المنطق ليس بوصفه علماً مستقلاً بالصورة التى هو عليها الآن لكن كأداة للبرهنة. ويقوم هذا المنطق على قوانين ثلاثة وضعها أرسطو للتفكير الصحيح ، يرى أنها بديهية أى واضحة بذاتها وليست بحاجة إلى برهان, وأن صدقها ضرورى في كل زمان ومكان ، ومن ثم لا تخضع للتغيير أو التبديل أو التنقيح مهما تغيرت المعرفة الإنسانية ، لأنها تتفق مع بداهة العقل السليم وهذه القوانين هى:
* قانون الهوية أو (الذاتية ):
ينص هذا القانون على أن "الشىء هو نفسه " وهو يعبر عن أبسط الأحكام لأن أبسط الأحكام هو الحكم بأن الشىء هو نفسه مثل أن نقول (الإنسان هو الإنسان )و (المرأة هى المرأة ), ورمز هذا القانون ( أ هو أ ). ويرى أرسطو أن هذا القانون هو أساس التفكير المنطقى لأنه يشير إلى ضرورة التقيد بذاتية مدلول اللفظ الذى نستخدمه فلا نخلط بين الشىء وما عداه ، ولا نضيف للشىء ما ليس فيه ، وعلى ذلك فهو يؤكد وجود علاقة مساواة بين طرفين متطابقين ، مما من شأن أن يضبط التفكير ، ومخالفة هذا القانون يوقعنا في التناقض ، ويؤدى إلى فساد الاستدلال. كما يرى أرسطو أن هذا القانون يجب أن يعمل ليس في عملية الاستدلال أو البرهان فقط ،لكن في حياتنا اليومية فلكى نفهم بعضنا بعضاً يجب أن نتحدث بلغة واحدة لا يحتمل أى لفظ من ألفاظها أكثر من معنى .
* قانون عدم التناقض :
نقيض الشىء هو نفيه ،فنقيض الحكم بأن هذا الشىء " قلم " هوالشىء نفسه " ليس قلماً " ، والكلام المتناقض هو الذى ينفى بعضه بعضاً, وفى ذلك مخالفة لقانون الهوية لأن إذا كان الشىء هو نفسه بمقتضى قانون الهوية , فلا يجوز - حينئذ -أن نصف الشىء نفسه بصفة أو بنقيض هذه الصفة في الآن نفسه ، وإلا نكون قد وقعنا في تناقض واضح ، ورمز هذا القانون هو ( الشىء لايمكن أن يكون "أ" و "لاأ" في آن واحد .
* قانون الوسط المرفوع أو الثالث الممتنع
إذا كان "الشىء هو نفسه" طبقاً لقانون الهوية ، وإذا كان لايجوز منطقياً وطبقاً لقانون عدم التناقض أن نصف شيئاً واحداً بأنه هو نفسه وليس نفسه, لاستحالة ذلك منطقياً حيث لا وسط بين النقيضين ، ويترتب على ذلك قانون ثالث هو قانون الوسط المرفوع أو الثالث الممتنع أو المستبعد ، ورمز هذا القانون هو (إما أن يكون الشىء "أ" أو "لاأ"
الاستدلال القياسى الاستنباطى الأرسطى
ينسب الاستدلال القياسى إلى أرسطو ، ويعرف بأنه (استنباط أو استنتاج نتيجة من مقدمتين إحداهما قاعدة عامة مسلم بها " موجبة أو سالبة ", والأخرى حالة خاصة موجبة تندرج أو تدخل تحت هذه القاعدة العامة ) فهو تطبيق لقاعدة عامة موجبة أو سالبة على مثال من أمثلتها ،ويقوم على قاعدة أساسية هى (أن ما نحكم به على الكل نحكم به أيضاً على الجزء الداخل تحت هذا الكل ).
* ينبغي في العمل إتباع العقل الحكيم.
* إن المرء هو أصل كل ما يفعل..
* من لم يكن حكيما لم يزل سقيما.
* الأفعال الفاضلة تسر من يحب الفضيلة .
* الحكمة رأس العلوم والادب تلقيح الافهام ونتائج الاذهان.
* الذين هم في ثورة الغضب يفقدون كل سلطان على أنفسهم.
* شر الناس هو ذلك الذي بفسوقه يضر نفسه والناس.
* من لم ينفعه العلم لم يأمن من ضرر الجهل.
* إن المريض لن يستطيع أن يلبس ثوب العافية في الحال بمجرد رغبته.
* للحكم على شيء خاص لا بد أن يكون الإنسان على علم خاص بذلك الشيء .
مؤسس علم المنطق
وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية ، والفيزياء الحديثة .
افكاره حول ( الميتافيزيقيا ) لازالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور ،
وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور .
ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية ،
فهو مؤسس علم البيولوجيا ( الأحياء ) بشهادة داروين نفسه ،
وهو المرجع الاكبر في هذا المجال .
وشعره يعتبر أول انواع النقد الدرامي في التاريخ ،
وتأثيره واضح على جميع الاعمال الشعرية الكلاسيكية في الثقافة الغربية وربما غيرها ايضا .
ويرجع سبب هذا التأثير إلى أن اعمال ارسطو كانت شاملة ، وتحيط بجميع الجوانب الحياتية ،
وتروق لجميع انواع البشر والثقافات .
َ ولد ارسطو عام 384 قبل الميلاد
في مدينة ( ستاغيرا ) في شمال اليونان ،
وكان والده طبيبا مقربا من البلاط المقدوني ،
وقد حافظ ارسطو وتلاميذه من بعده على هذا التقارب .
وقد كان لوالده ثأير كبير عليه لدخوله مجال التشريح
ودراسة الكائنات الحية التي منحته القدرة
على دقة الملاحظة والتحليل .
وفي عام 367 رحل ارسطو إلى اثينا للالتحاق
بمعهد افلاطون ، كطالب في البداية ،
وكمدرس فيما بعد . وكان افلاطون قد جمع
حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في
مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا
ورياضيات وفلك . ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثراء وتنظيم المعارف الإنسانية ،
وإقامتها على قواعد نظرية راسخة ، ثم نشرها
في مختلف الاتجاهات ، وكان هذا هو التوجه
المعلن لتعاليم وأعمال ارسطو . َ
وكان من برامج معهد افلاطون ايضا تدريب
الشباب للقيام بالمهن السياسية ، وتقديم
النصائح والمشورة للحكام ، ولذا فقد انضم
ارسطو عام 347 إلى بلاط الملك هرمياس
، ومن ثم ، وفي عام 343 دخل في خدمة الملك
فيليب الثاني امبراطور مقدونيا حيث اصبح
مؤدبا لابنه الاسكندر الكبير .
وبعد سبع سنوات عاد مرة اخرى إلى اثينا ليؤسس مدرسته الخاصة ( الليسيوم )
أو ( المشائية ) وسميت كذلك نسبة للممرات
أو اماكن المشاة المسقوفة التي كان الطلاب وأساتذتهم يتحاورون فيها وهم يمشون ،
كما تسمى اليوم جماعات الضغط السياسية
في الكونغرس الأمريكي بـ ( االوبي )
نسبة إلى لوبي أو ردهة مبنى الكونغرس
في واشنطن . وقد خالفت ( المشائية ) تقاليد ( اكاديمية ) افلاطون بتوسيع المجالات العلمية
التي كانت تناقشها واعطت أهمية كبرى
لتدريس الطبيعيات . وبعد وفاة الاسكندر الكبير ،
بدأ الشعور بالكراهية يظهر ضد المقدونيين
في أثينا ، وقد أثر ذلك على نفسية ارسطو ،
وقد كان من الموالين للمقدونيين ،
مما جعله يتقاعد ، ولم يمهله القدر طويلا
حيث توفي بعد اقل من عام من وفاة الاسكندر ،
فكانت وفاته في عام 322 قبل الميلاد .
َ وعلى الرغم من غزارة انتاج ارسطو
الفكري المتمثل في محاضراته وحواراته الكثيرة ،
إلا انه لم يبق منها الا النذر اليسير ،
فقد ضاع معظمها ،
ولم يبق سوى بعض الاعمال التي كانت تدرس في مدرسته ، والتي تم جمعها تحت اسم ( المجموعة الارسطوطالية ) بالاضافة إلى نسخة ممزقة من ( الدستور الاثيني )
الذي وضعه ، وعدد من الرسائل
والاشعار ومن ضمنها مرثية في افلاطون .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها