هجرة الشباب الدولية والتنمية الفرص والتحديات

تعد هجرة الشباب الدولية ظاهرة مجتمعية مركبة ومتعددة الأبعاد ، فهى ليست نتاج لعوامل محلية وإقليمية فقط وإنما هي أيضا نتاج لأبعاد عالمية ، حيث لعبت العولمة دوراً مباشراً فى هذه الظاهرة .

حيث تفاعل العالمى مع الإقليمى والمحلى بشكل مباشر ليشكل ويحدد ملامح الظاهرة بوضعها الحالى فعندما وضعت الدول الأوربية قواعد صارمة للحد من الهجرة ، وتقلصت أسواق العمل العربية ، وظلت البطالة مستمرة محليا، نتج عن ذلك تفاقم ظاهرة الهجرة غير المنتظمة وتأثر بها المجتمع تاثيرا يستحق الدراسة والمعالجة ووضع الآليات المناسبة للمواجهة.

و تمثل هجرة الشباب بما تحتويه من هجرة للمهارات والكفاءات التى تمثل أحد أهم مقومات التنمية على المدى القصير والبعيد ،فالشباب هم صانعى التنمية والتنمية أعدت من أجلهم .

والفرص التى تتيحها الهجرةللمجتمع تتمثل فى تحويلات المهاجرين المالية ، فهى ليست إلا ضريبة تأخذها الدولة مقابل التفريط فى ثروات فشلت فى تشغيلها التشغيل الأمثل، وجذبها للوطن .

"فهجرة تمثل هدر للطاقات والكفاءات الطازجة ، وهذا الهدر له آثاره على بناء المجتمع ونمائه وعلى صحة إنسانه وعافيته النفسية ، وعلى الأمـن الاجتماعى ." ([1])

1) الهدف من الدراسة:

تهدف الورقة الى تحليل هجرة الشباب وعلاقتها بالتنمية بما تحتويه من كفاءات و مهارات عالية، لأن الشباب هم عماد التنمية الذين يساهمون فى تقدم مجتمعتهم وتوضيح الفرص والتحديات لهذه الهجرة بماتتضمنه من آثار ايجابية وسلبية علىالمهاجر ومجتمعه ،

وسوف تتناول الورقة دول المشرق العربى وهى مصر، الأردن، لبنان ، سوريا ، فلسطين حيث يغلب عليها سمة الدول المرسلة للعمالة، فكثير من الدول الآن تجمع بين الارسال والاستقبال ومعبر ، ولكن تظل هناك سمة غالبة بين الثلاثة ، ويغلب على دول المشرق العربى الارسال.

مع والتركيز على البعد التنموي للهجرة. وتحليل البيانات الإحصائية المتاحة، من واقع القواعد الوطنية والدولية. مع وضع رؤية مستقبلية لهذه الظاهرة0

وقبل تناول محاور الورقة سنعرض نبذة عن المصطاحات المستخدمة فى الورقة وهى هجرة الشباب ، التنمية ، الفرص والتحديات

1-هجرة الشباب الدولية :

نقصد بها تنقل الشباب من دولته الاصلية التى نشأ فيها الى دولة اخرى بغرض العمل او العلم او السياحة او أى اسباب اخرى ، والهجرة الت نناقشها هنا هى الهجرة من اجل العمل . اما الشباب فهو مفهوم صار حوله جدل كبير من اجل تحديده ، وسوف نعرض لبعض منها وايضا لاهم مداخل دراسة الشباب

" الشباب هم فئة إجتماعية " وجيل إجتماعى تتحدد خصائصه وأوضاعه وتطلعاته بالحالة البنائية للمجتمع المحدد0 وفى علاقتها بالحقب التاريخية التى مرت بها ، فشباب اليوم كانوا أطفال عهد سابق أثرت فى إعدادهم وفرصهم وطموحاتهم0 فأثـرت فى حاضرهم ، كما أن إعدادهم وفرصهم وخياراتهم فى الحاضر ، تؤثر أيا كان حجم التأثير فى أوضاعهم وخصالهم وأفعالهم ومستقبلهم " ([2])0

تشير تقارير الأمم المتحدة المتعلقة بالشباب عام 2003 إلى أن مفهوم الشباب يعكس معانى مختلفة ترتبط بشكل واضح بالسياق المعرفى المراد إستخدامه فيه ، " فالبعض يراهم الفئة العمرة الواقعة بين 15 – 24 سنة و لهذا التحديد أهمية عندما يتعلق الأمر بعقد مقارنات جيلية داخل البلدان المعنية وبين البلدان والمجتمعات ، حيث يكون العمر هو المحك الأساسى فيها0

وثمة إتجاه واضح لتوسيع الشريحة العمرية التى يتم إدماجها تحت عنوان الشباب ، حيث تصل أحياناً إلى 35 عاماً ولعل ذلك يتفق وما تتجه إليه المواثيق الدولية من التوسع فى حماية حقوق قطاعات سكانية أوسع ، بهدف أن تصبح مشمولة ضمن ، شبكات أمان إجتماعى جديدة ، كما فى مصر حيث نجد إسكان الشباب يمتد ليشمل مات جاوزوا الـ 35 سنة0

وقد حدد مشروع برنامج الشباب بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مرحلة الشباب بداية من سن الثامنة عشر ة كحد أدنى الى الخامسة والثلاثين بحد أعلى ، وسوف تعتمد هذه الورقة على هذه المرحلة فى الدراسة الميدانية .

وبرغم الخلاف السائد حول تحديد المرحلة العمرية لفئة الشباب ، إلا أن الورقة لم تهتم بهذا التحديد ، بقدر الإهتمام بتحديد الدوافع والأسباب المؤدية للهجرة ، لأنه أصبح من المعروف ، أن الشباب أيا كان مرحلتهم العمرية هم الذين يقبلون على الهجرة بنوعيها المنتظمة وغير المنتظمة .

وقد إعتمدت الورقة على الرؤية الكلية فى تناول واقع الشباب للتركيز على فهم حاضر الشباب وتوقع مستقبلهم أو جدلية العلاقة بين أوضاعهم وفرصهم الإقتصادية والإجتماعية ، ، فبرغم تركيزنا على قضية الهجرة ،إلا اننا نتناولها فى كل تفاعلاتها ودينامياتها مع مستويات البنية الإجتماعية ، والأهم فى هذه الرؤية أنها تنظر إلى الشباب بإعتباره فاعلاً تنموياً أصيلا ، له إمكانات وقدرات ، غير أن ظروفاً مجتمعية متداخلة متشابكة حالت كلياً أو جزئياً دون تطويرها وتنميتها وتوظيفها فردياً ومجتمعياً .

ومن مداخل دراسة الشباب:

- مدخل العمل والنشاط الإقتصادى : ويتناول معدلات النشاط الاقتصادى والبطالة بين الشباب0

- مدخل الخيارات : يركز على توسيع خيارات الشباب فى المشاركة الاقتصادية و الإجتماعية ، من أجل تمكين الشباب0 (**)

- مدخلالصراع الثقافى : أنطلقت تلك المقاربة من قضيتين نظريتين أساسيتين :

1- تؤكد وحدة الإنسان فى خصائصه الأساسية من النواحى العقلية والنفسية والوجدانية والفيزيولوجيه وإشتراك جميع المجتمعات فى أساسيات الهياكل المؤسسيــة وبعض الأدوار الرئيسية ( العائلة والمدرسة على سبيل التخصيص ).

2- ترى العولمة بآلياتها ونتائجها إطاراً وسياقاً عاماً موحداً لتطور المجتمعات ، حتى وإن إختلفت بعض المجتمعات فى موقعها من العولمة وفى ردود فعلهـا عليها ، إلا أن آليات العولمة قادرة على إختراق الحدود الوطنية ، يساعد فى ذلك ثورة الإتصالات ووسائل الإعلام ، بما يمكنها من التأثير أو حتى خلق سلوكيات ومفاهيم عابرة للقوميات0 ، ومن هنا طرحت داخل هذه المقارنة قضايا المراهقة والشباب ( كالعنف والجنوح ) كموضوعات للبحث والدراسة ، بإعتبار أن الشباب والمراهقين هم الفئات الأكثر حساسية إزاء المجتمع وفعالية مؤسساته وإحتمالات المستقبل ، الأمر الذى يجعل إشكاليات المراهقة والشباب ( على المستوى العالمى والإقليمى والوطنى ) ترتبط مباشرة بالأسئلة والتحديات التى يطرحها العالم المعاصر.

التنميــــة:

وقد عرفها برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بأنها عملية توسيع لخيارات الناس عن طريق تنمية القدرات ، وهى تمثل وسيلة وغاية فى الوقت نفسه، وتتمثل هذه القدرات الأساسية الثلاث فى الآتى :

أن يحيا الإنسان حياة مديدة وصحية ، وان يحصل على المعرفة ، وان يحيا على الموارد اللازمة التي توفر له مستوى معيشي لائق ، يحرره من الفقر ويساعده على تنمية قدراته ([3]). وهذا المفهوم اعتمدت عليه التقارير الدولية والمحلية، وأيضا اعتمدت عليه سياسات التنمية البشرية فى الدول ، ومن خلال مكونات هذا المفهوم تقاس التنمية البشرية من خلال دليل التنمية البشرية ، الذي يتضمن المكونات الثلاثة الآتية :

1- الصحة 2- التعليم 3- الدخل

وقد تطور هذا المدخل تطورات عديدة منها التنمية الإنسانية و حقوق الانسان ، .

لكن التنمية تضم عناصر اخرى، فالتنمية هى:" تحقيق الارتقاء بنوعية الحياة الانسانية، التى تتيح الرضاء والسعادة للانسان ، وركائزها هى الحرية _العدالة_التميز_ الاستدامة" ([4])

وتتضمن هذه الورقة المحاور الآتية :

أولا : العلاقة الجدلية بين هجرة الشباب والتنمية

ثانيا : ملامح ومحددات هجرة الشباب

( تضم الحجم- العوامل الدافعة والجاذبة – خصائص هجرة الشباب والمهاجرين )

ثالثا : الفرص التى تتيحها الهجرة ( المهاجر- الدول المرسلة –الدول المستقبلة )

رابعا : تحديات الهجرة ( المهاجر- الدول المرسلة –الدول المستقبلة )

خامسا : الرؤى والتوقعات المستقبلية المختلفة لهجرة الشباب

اولا :العلاقة الجدلية بين هجرة الشباب والتنمية

يعد المهاجرون بصفة عامة والعمال المهاجرون بصفة خاصة أطرافا فاعلة فى كل من بلدان الارسال والمقصد ، ذلك انهم يساهمون بمهاراتهم وعملهم ومعرفتهم ومبادراتهم فى تقدم البدان المستقبلة ،كما انهم يساهمون فى بلدانهم الاصلية بفضل تحويلاتهم المالية وعدودة المواهب منهم ،ممما يساهم فى تحسين رأس المال البشرى والاقتصادات المحلية ، كما ان هحرة الشباب اصبحت ميزة رئيسية فى تمكين البدان الصناعية منمن مواجهة التحديات الاقتصادية المتعلقة بسوق العمل والانتاجية فى اقتصاد معولم ، فالهجرة اليوم أداة لتكييف مهارات أسواق العمل الوطنية والاقليمية المتغيرة بسرعة فى مجال المهارات والافراد بسبب التغيرات التكنولوجية والتغيرات فى ظروف الاسواق والتحولات الصناعية فى البلدان التى يتسم سكانها بالتقدم فى العمر ، تتيح الهجرة امكانية تجديد القوة العاملة المتهورة ، إضافة الى ضخ اعمال اكثر شبابا وزيادة الديناممية والابتكار وحراك قوة العمل،

فللمهاجرين مساهمات فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى بلدانهم الاصلية وفى الدول المستقبلة لهم ، اذ تشير الدراسات الى ان المهاجرين يشغلون وظائف حيوية لايريدها ابناء البلد وان حضورهم ونشاطهم يخلق المزيد من فرص العمل ،وتساعد اتراكات المهاجرين فى نظم الضمان الاجتمعى فى توازن الحسابات القومية فى عدد كبير من البلدان والعديد منهم لايستفيد" ([5]) تعد هجرة الشباب الدولية ظاهرة مجتمعية مركبة ومتعددة الأبعاد ، فهى ليست نتاج لعوامل محلية وإقليمية فقط وإنما هي أيضا نتاج لأبعاد عالمية ، حيث لعبت العولمة دوراً مباشراً فى هذه الظاهرة .

هناك علاقة وثيقة بين الهجرة وعمر المهاجر. حيث وجد أن الشباب هو أكثر المجموعات السكانية ميلاً للهجرة. لذا فإن العلاقة بين عمر الهجرة وعمر المهاجرة علاقة عكسية فكلما كان السن صغيراً تزايدت امكانية الهجرة.

وتنطبق هذه العلاقة على الهجرة العربية وإن تفاوت الوضع بين البلاد، فيتميز المهاجرون من شبه الجزيرة العربية الى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية بصغر السن حيث لا يتجاوز ثلاثة أرباعهم 35 سنة و50% منهم اقل من 25 عاماً وهو ما يرتبط بهجرة العديد منهم للدراسة والتحركات قصيرة الأجل. بينما تتميز المهاجرون من مصر والجزائر وليبيا وتونس بارتفاع أعمارهم فـ 20% منهم اكبر من 65 سنة و 30-40% اكبر من 55 عاماً. وهو ناجم عن ان كثير منهم هاجر فى فترة الشباب واستقرارهم الدائم هناك. أما الوضع فى دولة المغرب فيختلف كثيراً، إذ تستقبل أسبانيا وإيطاليا في الوقت الحالي أعدادًا من المهاجرين الجدد، وخاصة العمالة منخفضة المهارة في وظائف الإنشاءات والزراعة والخدمات، ومعظمهم من صغار السن([6]) ( Jean-Christophe,p.7).

وقد تراكمت الظروف الداخلية، فجعلت البلدان العربية، باستثناء بلدان مجلس التعاون الخليجي، تعاني من ضغط هجروي متواصل نتج من عدم قدرة أسواق العمل المحلية على استيعاب الأيدي العاملة، وخاصة من الشباب، فأضحت الهجرة إلى خارج المنطقة العربية متنفساً لاحتقان سوق العمل[7] (الاسكوا – ص 48 – ص 54).

فمن المتوقع بدخول الشباب في سن العمل أن يبدأوا في البحث عن الوظيفة المناسبة، والسعي نحو تكوين كيانهم الاسري المستقل بهم. إلا أن الاختلالات الهيكلية فى أسواق العمل العربية وفى ظل زيادة نسبة الداخلين فى سوق العمل دفعت معدل البطالة في العالم العربي ليصبح من أعلي المعدلات في العالم حيث تبلغ حوالي 20% فى المتوسط. وتزداد المشكلة تعقيداً اذ يرتبط ارتفاع معدل البطالة مع ارتفاع المستوي التعليمي حيث تتركز أعلي معدلات البطالة بين أصحاب التعليم الثانوي والمتوسط و تنخفض في المستويات الأعلى من التعليم بينما تكون معدلات البطالة اقل بين الأميين. وترتفع معدلات البطالة بين الشباب بشكل كبير حيث بلغت 80% من المتعطلين في كلا من مصر والأردن وتعد فترة الانتظار للحصول على وظيفة أطول نسبيا بالنسبة للشباب نظراً لأنهم لا يملكون خبرة العمل التي يحتاجها سوق العمل ويميلون الى الحراك الوظيفى والمهنى[8] (هبة نصار ، ص 8).

ففي الأردن البطالة هيكلية ناجمة عن زيادة كبيرة في مخرجات النظام التعليمي بالإضافة الي المهاجرين العائدين وبشكل لا ينسجم ومتطلبات الاقتصاد القومي، اما سوق العمل المصرى فيتصف بارتفاع معدلات البطالة السافرة، وانخفاض الإنتاجية، مع وجود إختناقات بين العرض والطلب، لانخفاض المعروض من بعض التخصصات بالنسبة للطلب عليها وعدم وجدود دراسات وافية عن الاحتياجات من المهارات والمهن المطلوبة(هبة نصار، ص8).

جدول رقم (1)

معدل البطالة بين الشباب ومعدلات نمو القوى العاملةفى المشرق العربى

(1991-2004)

نسبة البطالة بين الشباب%

الشباب المتعطلين بالآلاف 2004

الزيادة فى المساهمة فى القوة العاملة % (1991-2004)

السنة

الدولة

1991

1997

2003

2004

المشرق العربى

27

30

28

28

1.850

35

Source: United Nations, International Migration in The Arab Region, UN Expert Group Meeting on International Migration and Development in The Arab Region, 2006, p. 20

وهو ما يتفق مع نتائج الدراسات الميدانية ففى استطلاع للرأى قام به مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار(سحر الطويلة 2007) بهدف التعرف على درجة شعور الشباب المصرى بالانتماء من خلال عدد من المتغيرات منها الرغبة فى الهجرة إلى الخارج. تبين التالى([9]):

· 19% من الشباب يرغبون فى الهجرة الدائمة الى الخارج.

· أشار أغلبية المبحوثين الراغبين فى السفر إلى الخارج (88%) إلى أن أهم سبب وراء الرغبة فى الهجرة هو الحصول على فرصة عمل ودخل أكبر.

وفى استبيان عن الأسباب التى تدفع الشباب المصرى إلى الهجرة إلى أوروبا وجد ان الأسباب الدافعة من الدولة المنشأ هى اقتصادية فى الأساس، حيث يرى الشباب المصرى ان الهجرة –سواء منظمة او غير منظمة، وسيلة للهروب من الفقر والبطالة. وهو ما يتوافق مع انخفاض مستويات الأجور ومستويات المعيشة فى مصر مقارنة بأوروبا إضافة إلى محدودية فرص العمل خاصة لحديثى التخرج. فنسبة كبيرة من المبحوثين من خريجى الجامعات وفشلوا فى الحصول على فرصة عمل لسنوات طويلة بعد التخرج[10] (Ayman Zohary 2006).

الأثر على التنمية :

1. الشباب هم أمل الأمة العربية والمحرك الرئيسى للتنمية فيها، لذا فإن تفريغ الوطن العربى من قوته النابضة خاصة أن الكثير من المهاجرين الشباب من أصحاب المؤهلات العليا يثبط من جهود التنمية.

2. ان نسبة كبيرة من المبعوثين للخارج (النصف تقريباً) للحصول على شهادات عليا والذين أنفقهم عليهم دولهم الملايين حتى يساهمون فى النهوض ببلادهم، لا يعودون مرة آخرى حيث الهوة الكبيرة بين مستوى المعيشة وظروف العمل والمناخ العلمى بين الدول الأجنبية والدول العربية وهنا تصبح التكلفة مزدوجة تكلفة خاصة بالنفقات التى أنفقتها الدول العربية على هؤلاء المبعوثين وتكلفة خاصة بفقدان أعلى الكفاءات من الشباب القادر على الخلق والإبداع.

3. ان الكثير من الشباب المهاجرين اضطروا الى الهجرة بعد أن أعياهم البحث عن فرص أفضل للمعيشة والعمل، لذا فإن نسبة يعد بها منهم ناقم عن الأوضاع فى بلاده ومن السهل استقطابه بالخارج وحيث أن الانتماء هو الحافز للنهوض بالإنسانية نحو مستقبل أفضل فإن فقدانه يعد من اخطر ما يهدد حياة اى مجتمع.

لذا يصبح التحدي الاساسي في المنطقة العربية هو خلق طلب علي العمالة تمتص النسبة المتزايدة من الشباب و تحسين ظروف العمل والقدرة على الخلق والابداع.

ثانيا :ملامح ومحددات هجرة الشباب

إن الهجرة الدولية هجرة واسعة النطاق، بل ويتسع نطاقها كل يوم ( زيادة الهجرة بمقدار35 مليونا خلال فترة 1990- 2005 فقط). وسوف يتزايد هذا النطاق عبر الزمن، وإن تغيرت نوعية المهاجرين وطرق عملهم: فالميل التاريخي يتجه إلى تزايد هجرة المتعلمين وذوي الكفاءات على حساب العمالة غير الماهرة وشبه الماهرة ورغم محاربة أوربا وأمريكا للهجرة غير النظامية أو غير القانونية، وخاصة من إفريقيا جنوب الصحراء- إلى أوربا (في حدود عشرة ملايين)، ومن المكسيك و دول أمريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة (في حدود 13مليونا) فإن الدول الصناعية المتقدمة تتزايد حاجتها إلى المهاجرين بصورة منتظمة، استمرارا لاتجاه تاريخي يتمثل في انخفاض معدل النمو السكاني "الطبيعي" لديها- والناشئ عن الفرق بين المواليد والوفيات- إلى حدود الصفر تقريبا بين عامي 2010 و2030.

أن إجمالي المهاجرين في العالم، بمعنى: إجمالي عدد الأفراد الذين يعيشون خارج الأوطان محل ميلادهم، يقدر بأكثر من 180 مليونا، وهو ما يعادل 3% من سكان العالم.

1- أكدت نتائج البحث الميداني للحالة المصرية ان الهجرة المؤقتة يعقبها، بعد عودة المهاجر إلى الوطن، زيادة في مستوى الأجر الذي يتقاضاه، بالمقارنة مع زميله الذي لم يسبق له الهجرة، وذلك بنسبة 38 %، رغم تساوي درجة التأهيل. ويستنتج البنك الدولي من ذلك، أن من المفيد لمصر و الدول النامية المرسلة للعمالة أن تنتهج سياسات محبذة للهجرة المؤقتة، بدلا من الدائمة، وأن ذلك يمكن أن يساعد في الحد من الظاهرة المعروفة بهجرة الكفاءات أو "نزيف العقول".

2- تتأثر الهجرة الدولية إيجابا بعاملين: الاشتراك في اللغة وقرب المسافة الجغرافية، بالإضافة إلى توقع الزيادة المحتملة في دخل المهاجر.

هذه أبرز نتائج دراسة البنك الدولي عن الهجرة. وهي تثير قضية مهمة يجسدها سؤال: ما الآثار السلبية للهجرة على الدول المرسلة للعمالة، وخاصة من حيث نقص العمالة المؤهلة لديها في قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي؟* (*).

وضع هجرة الشباب على المستوى الدولى والاقليمى : ارتفعت الدعوة في الخليج إلى إحلال العمالة الوطنية محل العمالة الوافدة. واتخذت بعض الدول، مثل الكويت، خطوات عملية باتجاه إقرار نسب إحلال سنوية في قطاعات مختارة،

وقد أدى كل ذلك بالشباب الباحثين عن فرص العمل، من الدول العربية ذات العمالة الفائضة والتأهيل العادي والمتوسط، وفي مقدمتها مصر، إلى البحث عن فرص العمل في مناطق أخرى، وخاصة في أوروبا، فى نفس الوقت التى بدأت فيه " الدول الأوروبية غلق أبوابها أمام تيارات الهجرة العربية ،لاسيما دول جنوب وشرق البحر المتوسط بعد أحداث سبتمبر 2001نتيجة ضغوط الأحزاب اليمنية ، ففتحت الباب أمام القوى العاملة من دول شرق أوروبا (سابقا ) وأصبحت تنافس القوى العاملة العربية تواجه مأزقا مزدوجا أوروبيا فى الشمال ، وعربيا في الجنوب فى منطقة الخليج كما سبق أن ذكرنا ذلك ."([11])

بالإضافة إلى تزايد وزن العمالة الآسيوية في الخليج توجد ظاهرة أخرى وهي تناقص إنتاجية العمالة الوافدة في الخليج، منذ منتصف الثمانينات تقريبا، حسب البيانات المستقاة من دراسات لحالات ثلاثة، هي العربية السعودية والكويت والإمارات؛ وحيث تشير بعض المصادر إلى أن متوسط نسبة الانخفاض السنوي في إنتاجية العمالة الوافدة خلال الفترة من 1981 إلى عام 2000 يقدر بحوالي 2.9% في الإمارات و2.5 % في المملكة العربية السعودية.

ماسبق كان عن العوامل الدولية أما الدوافع القطرية سنعرضها فيما يلي :

ب- عوامل على المستوى القطرى :

تصل نسبة البطالة (الشق المتعطل من قوة العمل) بين الشباب في الدول العربية إلى حوالي 25% ،وهي تمثل ضعف المعدل العام للبطالة في المجتمع عموما، والبالغ نحو 12,2%.اما فى مصر تصل الى 10% عام 2008وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء.

· تزايد معدل البطالة بين الشباب المتعلم؛ إذ يلاحظ أن البطالة بين الأميين أقل منها بين المتعلمين، وهي أقل بين حملة الشهادة الابتدائية، عنها بين حملة المؤهلات الثانوية والجامعية.

· تزايد نسبة الشباب المشتغل في القطاع غير الرسمي أو "غير المنظم".. [ ويمتلىء هذا القطاع بكل عناصر الإحباط والاستلاب، لافتقاده إلى أبسط شروط بيئة العمل التي يمكن أن تحقق حدا أدنى من الأمن النفسي والصحي والمادي والاجتماعي.

وقد أسهمت سياسات الإصلاح الاقتصادي التى بدأ تنفيذها فى عام 1999 وطبيعتها الانكماشية فى زيادة معدلات البطالة ، بالاضافى" تقليل حجم التشغيل فى المؤسسات العامة التى تم بيعها تم تطبيق المعاش المبكر" ([12]) الذي أضاف رصيد اخر من البطالة .

ولذلك لا نستغرب اتجاه بعض الشباب العربى إلى التضحية بحياته فى الهجرة غير المنتظمة بحثا عن فرصة عمل مجزية له ولأسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة المقيمة في الوطن.

وقد أثبتت أحدى الدراسات المحلية ،إن من أسباب الهجرة الريفية إلى ايطاليا شيوع البطالة ، حيث ان معظم المهاجرين كانوا يعانون من ، البطالة (الاختيارية او الإجبارية أو المقنعة ) أو أنهم توقعـوا حدوث البطالة ، وخاصة فئتي الحاصلين على تعليم متوسط او جامعي .أو الرغبة في الحصول على دخل أعلى ،وذلك بسبب قلة العائد من العمل الحكومي ، او حيازة ملكية محدودة من الأرض الزراعية ومقارنة الدخل الناتج من الهجرة إلى البلاد العربية بالدخل الذي يحصل عليه من المهاجرون من ايطاليا بصفة خاصة . ([13])

"ما اثبتت دراسة المركز القومى للبحوث الاجتماعية ان من اهم العوامل الدافعة للهجرة عدم وجود فرص عمل مناسبة بدخول تتناسب مع ارتفاع مستوى المعيشة ." ([14])

- أثر التقليد والمحاكاة: "من المفاهيم التى تم تداولها فى دراسات أقتصاديات التنمية وعلم الاجتماع ، Demonstration Effect; ;كتعبير عن ظاهرة انتقال وانتشار انماط السلوك الاستهلاكى عبر الحدود الدولية ، وعبر التكوينات الاجتماعية المحلية ، وفي البداية، كان أثر التقليد منصبا على التأثر بأنماط الإنفاق الاستهلاكي من الدول الغنية والصناعية المتقدمة الى البلاد النامية، مما أضعف الميل للادخار وخاصة بين الشرائح الاجتماعية ذات المواقع المنخفضة على سلّم الدخل.

وفي فترة تالية، أصبح استخدام المصطلح أكثر تداولا، تحت تأثير التقدم التكنولوجى وخاصة من حيث حيازة السلع والأجهزة بغرض التسلية او الاستخدامات المنزلية ، وفرض هذا المتغير تطلعات اجتماعية متنامية. وتم التعبير عن ذلك عبر اليات الحراك الاجتماعي، في سياق ما يسمى ثورة التوقعات المتزايدة "([15]) . ويتضح أثر التقليد والمحاكاة، كسلوك حاكم لأنماط الهجرة، بما فيها الهجرة غير المشروعة،ان لبعض القرى المصرية التى شهدت موجات كثيفة لانتقال العمالة، بحيث يساند الأفراد بعضهم البعض، ويقلدون بعضهم البعض، وتشجعهم في ذلك علاقات القرابة والجوار أو تجمعات الشباب فيما يسمى بالزمرة أو الشلة.

وكل ذلك يعد من العوامل الدافعة للهجرة حيث يتطلع الشباب الى حياة أفضل فى ظل الإنفتاح على العالم وثورة التوقعات المتزايدة " وإنتشار أنماط الاستهلاك ذات الطابع الغربى فى المجتمعات النامية فالحد الأدنى لتحقيق متطلبات الشباب هو فى ايجاد فرصة عمل توفر له الحد الكافى من مستوى معيشى لائق وتكوين أسرة ، ولما كانت هذه الفرصة غير متاحة ، فليس أمامه إلا هذا الطريق الملىء بالمخاطر، التي يضطر لها مغامراً بحياته فى سبيل تحقيق نوعية الحياة الأفضل.

حيث تتضمن خصائص المهاجرين الشباب فى الدول العربية كما يلى :

· المرحلة العمرية :

يمثل الشباب في المرحلة العمرية 15-30 عاما كمتوسط عام أكثر من20% من إجمالي السكان في الوطن العربي. وتتراوح النسبة (عام 2004) في مصر، 30% في الأردن، 31% ، وهى أقل الدول فى النسبة.

كما إن تزايد نسبة الشباب في الهرم العمري للسكان، يؤدي إلى زيادة نسبة الشباب المنخرط في قوة العمل العربية، إلى أكثر من الثلث (34% عام 2005) وترتفع النسبة إلى 42% في اليمن ،

· البطالة والتعليم :

تصل نسبة البطالة بين الشباب العربي عموما إلى حوالي 25% (وهذه النسبة لها علاقة قوية بالهجرة غير المشروعة للشباب بالذات)

وهي تمثل ضعف المعدل العام للبطالة في المجتمع عموما، والبالغ نــحو 12,2%.

· تزايد معدل البطالة بين الشباب المتعلم؛ إذ يلاحظ أن البطالة بين الأميين أقـل منها بين المتعلمين، وهي أقل بين حملة الشهادة الابتدائية، عنها بين حملـة المؤهلات الثانوية والجامعية. ولكن بعض الدراسات الميدانية عن البطالـة والتشغيل في مصر تشير إلى أن معدلات البطالة بين (غير المتعلمين) آخذة في الزيادة مؤخرا، وخاصة في القطاع الريفي والزراعي، نظرا لمزاحمة المتعلمين لغيرهـم على فرص العمل المحدودة، رغم عدم ملاءمتها لمستواهم التعليــمي والمعرفي([16]).

تزايد نسبة الشباب المشتغل في القطاع غير الرسمي أو "غير المنظم نلاحظ ان ثلث المهاجرين هجرة دائمة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 30-40 سنة و حوالي 27% من المهاجرين يتراوح سنهم بين 40-50 سنة وحوالي 21% سنهم اقل من 20 سنة ، بينما تنخفض نسبة المهاجرين الذين تتراوح اعمارهم بين 50- 60 سنة الي 13% .

أما خصائص المهاجرين وفقا للحالة التعليمية سيوضحها الجدول التالى :

جدول رقم (2)

حالة السكان والشباب فى دول الدراسة

السكان والبطالة

الدولة

المتغير

مصر

سوريا

الأردن

لبنان

اليمن

فلسطين

عدد السكان

72.579

19.175

5.724.000

3.835

22.649

4.491

معدل نمو السكان

2.1%

2.4%

2.3

2.7%

3.5%

3.4%

معدل مشاركة القوى العاملة(15 سنة فأكثر)

49.7%

47%

37.8%

45%

46.3%

67.6%

معدل البطالة

9.3%

8.3

13%

8.2%

16.3

23.5

المصدر : منظمة العمل العربية ، إحصاءات التشغيل والشباب والهجرة والتنمية البشرية فى البلدان العربية لعام 2006 ، منظمة العمل العربية 2007 .

مصدر بيانات جمهورية مصر العربية تقرير التنمية البشرية لمصر 2008

يشيرالجدول الى حالة السكان فى بلدان الدراسة حيث نجد من حيث الحجم تعد مصر اكبر الدول فى عدد السكان واقلهم نموا ، ثم تأتى اليمن والاردن واقلهم عددالبنان، اما اكثرهم مو االيمن وفلسطين 3.5%، 3.4% على التوالى

وفيما يتعلق بمعدل البطالة نجد انها تتركز فى دولة فلسطين وذلك يرجع الى الظروف السياسية والحروب التى تمر بها ، يليه اليمن 16.3 ، اما اقل المعدلات للبطالة فى سوريا ومصر (8% ، 9%) فى حالة مقارنتهم بباق دول المشرق العربى .

جدول رقم (3)

بطالة الشباب

الدولة

المتغير

مصر

سوريا

الأردن

لبنان

اليمن

فلسطين

نسبة الشباب الى إجمالى السكان

21.1

20.2%

21.5%

20.9%

21.4%

21.2%

نسبة البطالة بين الشباب

(15-24)

25.8

19.8%

38.9%

21.3

18.7

33.1%

نسبة بطالة الشباب إلى إجمالى البطالة

60.3

57.1%

66.1%

55.4

57.5%

35%

المصدر: منظمة العمل العربية ، إحصاءات التشغيل والشباب والهجرة والتنمية البشرية فى البلدان العربية لعام 2006 ، منظمة العمل العربية 2007 .

يوضح لنا الجدول حجم الشباب من اجمالى السكان،فنجد انها تحتل نفس النسب تقريبا فى كل مجتمع الدراسة مع الاختلافات البسيطة ، ويرجع ذلك الى طبيعة المجتمعات العربية الفتية ،اما نسبة البطالة بين الشباب تصل الى معدلات مرتفعة كما فى الاردن 38.9 %، يليه فلسطين ولكن هذه الدولة لها ظروف خاصة بها ، ثم مصر 25.8 اما نسبة بطالة الشباب الى اجمالى البطالة بلغ 60% ووصلت الى66% فى الاردن. وهذه النسب تدعونا الى معرفة اسباب ودوافع الهجرة الشبابية من هذه الدول التى تعد دول مرسلة للعمالة كسمة غالبة على السمات الاخرى ( كدول مستقبلة أو معبر )بالاضافة الى ارتفاع النسب التى تعدت ال50% على مستوى أقطار الدراسة .

خامسا العوامل والآليات الدافعة والجاذبة للهجرة الدولية :

تتعدد وتتنوع أسباب الهجرة، ولكنها تتجمع كلها لتدل على وجود بيئتين: الأولى طاردة والثانية جاذبة. ويكون اتجاه حركة السكان من البيئة الطاردة الى البيئة الجاذبة. ويدل التحليل النفسي الاجتماعي لهذه الحركة على وجود بعض العوامل في البيئة الطاردة التي تحدث في نفس المهاجر شعورا داخليا ينفره من بيئته الأصلية، ويدفعه للبحث عن بيئة جديدة يتوقع أن تكون ظروف الحياة فيها افضل من الظروف التي يعيش في ظلها في موطنه الأصلي([17]) . وتشير بعض أحد الدراسات الى ان 90% من المهاجرين مهاجرين للعمل وباقى النسبة مصاحبين للمهاجر(الزوجة –الاولاد)([18])

التدفق الضخم للهجرة الماهرة هو نتاج لعدد من العوامل:

العوامل الطاردة:

· الانقسام التكنولوجى المتنامى ما بين الدول المتقدمة والدول الصاعدة او النامية.

· فجوات الرواتب الضخمة بين الدول.

· الحاجة الى المهارات والابداع المرتبطة بالتنافسية العالمية.

· تدنى العائد على التعليم، انكماش فرص العمل فى القطاع العام ومحدودية فرص العمل فى القطاع الخاص.

· تدنى البحث العلمى فى أولويات الدولة ولا سيما بالمقارنة مع ما تخصصه الدول الأخرى للبحث العلمى.

· برغم أن المشتغلين بالبحث العلمي يحظون بمعاملة مالية خاصة ( كادر خاص )، فإن التصاعد في مستوي أجور هذه الفئة لم يكن مواكباً قط لقفزات معدل التضخم خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

· غياب خطة قومية لاستثمار البحث العلمي وحمايته وتفكك بنية البحث العلمى فى مصر وتشتتها بين الوزارات المختلفة.

العوامل الجاذبة([19]):

بالتأكيد تتوفر فى دول المقصد عوامل جاذبة حتى ولو كانت شاقة فجاذبيتها تتعدى المشقة،هذا على المستوى العام ، بالاضافة الى سمات المهاجرين الجاذبة ايضا لدول الاستقبال " فعوامل الجذب تميل الى الىالطابع الانتقائى للهجرة استنادا الى معايير رأس المال البشرى، مع توفر عوامل الطرد السائدة فى دولة المنشأ ، حيث تلعب الدور الاكبر فى نشوء تيارات الهجرة" [20] .

-1 حرية ممارسة المهنة في بلاد المهجر وتوافر ما يحتاجه الباحث من استقرار والبحث العلمي من مواد مختلفة وأجهزة وجو علمي .

-2 مستوى الدخول المرتفعة في الدول المتقدمة التي تدفع بالكفاءات العلمية العربية بالهجرة إلى الخارج لتحقيق مستوى معيشي لائق ومقبول لها ولأسرتها, وهنا لا بد من الإشارة إلى أن بعض الدول العربية مثل الدول الخليجية تتوافر فيها دخول مرتفعة إلا أن الكفاءات تهاجر لأسباب أخرى, نذكر منها الحرية الأكاديمية والديمقراطية, وحرية الرأي والاهتمام بالباحث والبحث العلمي .

-3 التقدم العلمي والاستقرار السياسي والجو الديمقراطي وحرية الرأي.

-4 "وجود آمال في استخدام المعدات الحديثة والمتطورة ومتابعة آخر التطورات في مختلف المجالات العلمية."

-5 التشجيع الذي تمنحه الدول المتقدمة للبحث والابتكار وتوفر المناخ الملائم للعمل والبحث.

طبيعة الهجرة فى دول الدراسة والفرص والتحديات :

"اتسمت البلدان العربية المرسلة للعمالة، وهى بالدرجة الاولى ، مصر وسوريا والاردن ولبنان واليمن ، بقدر كبير من التشابه فى اسواق العمل لديها ، مع بعض التفاوتات فيما بينها، فمعظم هذه الدول كثيفة السكان ويتراوح معدل نمو السكان فيها بين 2%: 3.5% (انظر جدول رقم ..)

ويميز الهيكل السكانى فيه بأنه هيكل فتى ( انظر جدول رقم ....)،وبأستثناء الاردن ولبنان تميزت هذه الدول بالمستوى المهارى المنخفض ، حيث يستحوز القطاع الزراعى على النسبة الكبرى من القوى العاملة فيها." ([21])

"وتتسم هذه الهجرة باتها هجرة مهنية ، غايتها اقتصادية يتوخى منها المهاجر زيادة دخله ورفع مستواه الاجتماعى والاقتصادى .

وقد تحتوى هذه الهجرة على هجرة كفاءات وهى اكثر العناصر البشرية تكلفة على المجتمع والاسرة على حد سواء بالاضافة الى انههم ذوى انتاجية عالية واصحاب ابتكار وإبداع ينعكس على مجتمعاتهم تقدما اجتماعيا واقتصاديا وزيادة فى الرفاة ، وهذه الكفاءات تهاجر الى اوروبا والاميركتين هجرة دائمة ، نظرا لعناصر الدفع فى الوطن الام وعناصر الجــذب فى دول الاستقبال "([22]) .

مصر:

"تظهرمسوح الهجرة بمصر ،ان تتدفق الهجرة للعمل خارجها يتكون من تيارين أحدهما لغير المؤهلين وهم الاغلبية ،والاخر مؤهلين ، ومن الواضح أن درجة انتقائية الموهلات العليا فى مصر قد انخفض فى الثمانينات بسبب إسناداالعديدمن الدول النفطية الوظائف التقليدية الى مواطنيها، وان الطابع المميز للمهاجرين المصريين هو المستوى المهارى المنخفض ." ([23])

ولكن ذلك لايعن انتفاء صفة الانتقائية، حيث نجد ان 57% من المهاجرين الدائمين المصريين حصلو ا علي مؤهل جامعي و 24% منهم حصلوا علي مؤهل متوسط و حوالي 10% مؤهل اقل من المتوسط ،( الجهاز المركزى للتعئبة العامة والاحصاء 2007) وهذا يؤكد ان الهجرة الدولية الان اصبحت هجرة انتقائية لاتتيح الفرصة الا للمهارات المرتفعة تعليميا أو فنيا .

سوريا : تعد سوريا من البلدان المرسلة لعمالة،" فليس هناك قيود حكومية على هجرة السوريين الى الخارج أو على عودتهم متى يشأون ، وقد شهدت سوريا موجات متتالة من الهجرة المغادرة الى امريكا ودول النفط ، رغم ان الذين يهاجرون الى الخليج هم فى مستوى تعليمى ومهنى أعلى من المتوسط السائد فى سوريا "[24]

الاردن :

الاردن من الدول المرسلة للعمالة ذات المستوى التعليمى المرتفع مثل لبنان، حيث يشكل العاملون فى الخارخ من الحاصلين على شهادة الثانوية ومافوقها 75% ولاتتجاوز من هم فى مستوى تعليمى اقل 25%، واشارت العديد من الدراسات الى ارتفاع نسبة ذوى الياقات البيضاء من القوى العاملة الاردنية المهاجرة تمثل المرتبة الثانية من حيث المهارة بعد الوافدين من الدول الغربية الذين يمثلون اعلى الفئات مهارة .([25]) "

لبنان :

" يشكل لبنان بلد ارسال واستقبال فى ان واحد ([26]) وان اللباننيون مقيم خارجها وتضع بعض التقديرات عددهم حوالى 11 مليون فى انحاء العالم اى اكثر منضعف عدد سكان لبنان فى الوقت الحالى، وتتميز المهاجرين البنانيون بالمستوى المهارى المرتفع فهى مصدر لهجرة الادمغة

وفى دراسة عن المهندسين اللبنانيين وسوق العمل والهجرة فى لبنان ، يتضح جليا ان خريجى الجامعات إنما يختارون اختصصاتهم على ضوء حاجات الاستخدام التى رصدوها على على الصعيد الاقليمى فى الدول المجاورة "(1)

اليمن :

تعد اليمن من البلدان المرسلة وقد ازدهرت هجرة العمالة اليمنية فى أعقاب تصحيح أسعار النفط عام 1973 إذ تم تقدير اعاد اليمنيين العاملين بالخارج بحوالى 20% من سكان اليمن الشمالى ، كماقدر ان 40% من قوة العمل الريفية تاثرت بحركة الهجرة، والطابع المميز للمهاجرين اليمنيين هو المستوى المهارى المنخفض، حيث اظهرت الاحصاءات ان الريف هو المنبع الاساسى للهجرة اليمنية ، وان المستوى التعليمى لاغلب المهاجرين هو دون الشهادة الثانوية ، كما تتميز قوة المل اليمنية المهاجرة والعائدة بتركيب فتى، قد بلغت نسبة العائدين فى فئة العمر (20-49سنة) حوالى 69% ، اما فيما يتعلق بالمهارة 60% من العمالة العائدة غير ماهرة ، و28% عمال لديهم بعض المهارات ، اما العمالة المهارة لاتمثل إلا5% من المغتربين العائدين ."[27]

فلسطين :

ان طبيعة الهجرة الفلسطينية تختلف عن باق دول المشرق لانها هجرة قسرية، فهى من اقدم الهجرات القسرية واطولها عالميا ن حيث قدرعدداللاجئيين الفلسطنيين فى منتصف عام 2000 بحوالى3.7 مليون فلسطينى فى الاردن ولبنان"[28] ولذلك لم تتطرق الورقة بالتفصيل الى ذلك لان الهجرة القسرية لها طبيعتها والظروف المحددة لها التى تجعلها تختلف عن هجرة العمل فى الظروف العادية أو اللاقسرية.

الآثار السلبية لهجرة الشباب:

اليمن:

ترتب على انتقال القوى العاملة للعمل فى الخارخ أثارا مهمة على سوق العمل فيها :

استخدامالاطفال فى العمل وشكل خاص فى قطاع الخدمات فى المناطق الحضرية وفى بعض الاعمال الزراعية فى الريف ، الامر الذى ترك أثرا سلبيا على مستوى مهارة العمالة التى تميزت معظمها بانخفاض مستوى التعليم .

تأثرت الوظائف الحكومية تأثرا شدشدا بالنقص فى القوى العاملة ، نظرا لانخفاض الاجور فى هذ القطاع مقارنة بالخاص .

- ارتفاع أجور العاملة المهارة

- تسرب الاطفال من التعليم والتحاقهم بسوق العمل

- هجرة اعداد كبيرة من الذكور

- الآثار الايجابية فى اليمن :

سادسا: الرؤى والتوقعات المستقبلية المختلفة لهجرة الشباب والتنمية

- ان الهجرة أصبحت ظاهرة أكثر تنوعا وتعقيدا ، ينبغى تناولها بطريقة شاملةن وبالتالى تتطلب نهجا ذا أبعاد شاملة على الصعيد الوطنى والاقليمى والدولى فعلى جميع الدول أن تعتمد أطرا وطنية فعالة من اجل أدارة الهجرة وبما أن الهجرة عبر وطنية فى الاصل فتقضى التعاون بين الدول والهجرة تشكل عاملا اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا مهما للبلدان المرسلة والمستقبلة.

- التعاون مع منظمات الهجرة مثل تيسير الحوار والتعاون مع الدول المشاركة بما فيها بلدان الإرسال والاستقبال والمعبر فى منطقة منظمة الامن والتعاون فى اوروبا (osce بالاضافة الى شركاء المنظمة.

- من المتوقع استمرار اتجاه زيادة الهجرة والمهاجرين الشباب على المستوى الدولى، بمعدل 3% من مجموع السكان ( وفقا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة)،

وحتى نتمكن من وضع رؤية مستقبلية لابد من تحديد المكونات الفاعلة له0

والمكونات الفاعلة فى ظاهرة الهجرة هى :

1 - المستوى الدولي بمعاييره وقواعده0

2-المستوى الاقليمى 3- المستوى الوطنى والشباب

1-المستوى الدولى:

له قواعده ومعاييره وسياسته التى يتحكم من خلالها فى نوعية المهاجرين ، لذا تقترح الدراسة وضع سياسات واستراتيجيات جديدة للهجرة والتنمية للهجرة تتناسب مع المستجدات والمتغيرات السريعة التى تحدث فى ظل العولمة وما تفرضه على الدول من ضغوط وقيود، وخصوصا" سياسات الهجرة المصرية الى الاتحاد الاوروبى متمثل فى تطوير إطار قانونى ذو بعد تنموى، التأهيل الثقافى للمهاجرين، تشجيع الهجرة المنظمة والحد من الهجرة غير الشرعية، إدماج المهاجرين فى مجتمعات المهجر، حماية حقوق المصريين المقيمين بالخارج، وتعظيم الاستفادة منهم، الحد من هجرة العقول المصرية. ( مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار2007)كما تقترح الباحثة ان تتولى منظمة الهجرة الدولية التنسيق بين الدول العربية والدول الاجنبية تنظيم هجرة رأس المال البشرى أى ان تكون حلقة الوصل بينهما، اما منظمة العمل العربية تتولى التنسيق بين الدول العربية لتنظيم وتيسير الهجرة، بالإضافة الى التنسيق فيما بين المنظمتين حتى لا تعمل كل واحدة منهما بصورة منعزلة عن الاخرى .

- على الدول المستقبلة للكفاءات الماهرة تعويض الدول المرسلة ، بمعنى اذاكان اجر الطبيب العربي يتساوى مع اجر الطبيب الامريكى او يقل عنه بسبب فرق الخبرة مثلا، هذا شىء عادل على مستوى الفرد ن ولكن اين حق الدولة التى تحملت تكلفة تعليم هذا، الطبيب ، اذن لابد ان تعوض الدول المستفيدة الدول المرسلة عن ذلك على ان تستخدم هذه المبالغ فى إعادة إنتاج رأس المال البشرى وتحسين نوعية برامج التعليم والصحة فى الدول المرسلة.

1- الدولة الوطنية :

تعد الدولة المرسلة للمهاجرين هى الدول المعنية بالإعداد لمستقبل الشباب الخاص بها ووضع إستراتيجيات مستقبلية لرعايته وإحتضانه وخصوصاً الكفاءات ، لأن الكفاءات والمهارات العالية من الشباب هى التى ستقود عمليات التنمية داخلها0، فعليها ان تراعى ذلك أما فى وضع استراتيجيات جديدة للاستفادة من الكفاءات الموجودة عندها بالفعل، او عمل برامج للاستفادة من المهاجرين توفير المناخ المناسب لهم فى وطنهم والهجرة العائدة من خلال بناء شراكة مع العقول العربية المهاجرة .

"تحصين الاقتصاديات العربية بمزيد من النشاط فى الاقتصاد الحقيقى وبمزيد من التكامل سوف يخفف من أثر أزمات الاقتصاد العالمى على اقتصادياتنا العربية، وبشكل خاص فى درء مخاطر البطالة والركود وتراجع ظروف وشروط العمل فى وطننا العربى الكبير" (منظمة العمل العربية، مؤتمر ابريل 2009)

وأيضا على مستوى العالم بعد حدوث ألازمة المالية العالمية ووضع سياسات للحد من الهجرة المنتظمة واتخاذ كافة التدابير للحد من الهجرة غير المنتظمة ، وايضا الدول العربية تقوم بتنفيذ سياسات الإحلال للوصول الى الإحلال الكامل فى السنوات القادمة.

ومن الجهود التى تبذل على المستوى العربى ،ما قامت به جامعة الدول العربية بالتعاون مع منظمة العمل العربية بتنفيذ البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية ،من خلال تنفيذ الاتى: 1-تنفيذ البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية من خلال منظمة العمل العربية وأجهزتها القائمة والجهات المعنية في الدول العربية.

2- اعتماد الفترة من 2010 – 2020 عقداً عربياً للتشغيل وخفض البطالة إلى النصف بحلول عام 2020، وإعطاء أولوية متقدمة في سياسات التنمية في الدول العربية لدعم التشغيل المجزي والمنتج وإيجاد فرص العمل، والحد من البطالة، وتحسين ظروف حياة وعمل المشتغلين.(منظمة العمل العربية مارس 2009)

على مستوى كل قطر :

فمع ظهور تحديات إقتصادية جديدة، منها الازمة المالية العالمية وما احدثته من آثار من اهمها ارتفاع نسب البطالة،فى الدول الاوروبية ، وهذا يعنى انفاض الطلب على تشغيل العمالة العربية المهاجرة ، بالاضافة الى آثار تلك الازمةعلى آليات سوق العمل فى الدول العربية وعلى إنتقال العمالة بينها ، امر الذى يحتاج ضرورة "إعادة تقييم الآثار الاقتصادية لإنتقال العمالة بغرض تقليل الأضرار المتولدة عنها وتعظيم الفوائد منها ، ويتطلب ذلك :

(أ‌) القضاء على الإختلالات الهكلية السائدة فى أسواق العمل فى الدول المرسلة والدول المستقبلة للعمالة :

(ب) توجيه إستخدام التحويلات إلى الأنشطة الإنتاجية بغرض زيادة فرص العمل

المنتجة0

(ج‌) محاولة القضاء على الآثار السلبية لسياسات الإصلاح الاقتصادى من خلال برامج خلق فرص عمل تعويضية حتى يخفف ذلك من الضغوظ على أسواق العمل فى الدول المرسلة للعمالة0

(ح‌) الإهتمام ببرامج التنمية البشرية بغرض توفير الكوادر اللازمة لتحقيق متطلبات الإندماج فى الاقتصاد العالمى ، من خلال تحرير التجارة وإتفاقات المشاركة ، مما يساعد على إستيعاب العمالة الفائضة فى القطاعات الانتاجية التى سوف تتوسع من جراء الإندماج فى الإقتصاد العالمى حتى لا تزيد الاختلالات الهيكلية فى أسواق العمل0

(خ‌) التسليم بأن الحلول الخارجية للأزمات الداخلية ما هى إلا حلول مؤقته للأزمة ولا تتمكن من إيجاد حلول جذرية لأية مشكلات ، فالهجرة كانت آلية غير منظمة لإستيعاب العمالة الفائضة فى دول الإرسال ، حيث لم يصاحبها التوجه السليم لحل مشكلات العمل فى أسواق تلك الدول ، أو الإهتمام المناسب ببرامج التدريب والتنمية البشرية وعمليات إعادة التأهيل والتدريب ، ورفع معدل نمو القطاعات الانتاجية ، مما أدى إلى تفاقم مشاكل الاختلالات الهيكلية فى أسواق العمل فى دول الارسال عند تراجع هذه الظاهرة "[29]0

وقد أثبتت العديد من الدراسات" إن خلق فرص العمل احد أكبر التحديات المهمة التي تواجه الاقتصاد المصري ،فبالرغم من النمو الاقتصادي المتزايد إلا إن البطالة مازالت مرتفعة وقدرة الاقتصاد المصري والقطاع الخاص على توليد وظائف مازالت محدودة ، بالإضافة إلى ما يعانيه سوق العمل من اختلال بين جانبي عرض وطلب المهارات الملائمة، يمكن تفسير ضعف أداء سوق العمل بالعديد من العوامل التى تشمل السياسات الكليةو سياسات سوق العمل

وتقترح الدراسة وضع إستراتيجية توظيف قومية تندمج مع خطة التنمية القومية بهدف خلق فرص عمل أكثر ومعالجة عدم التوافق بين العرض والطلب، مع مراجعة السياسات الاقتصادية الكلية وسياسات سوق العمل من خلال الاستفادة من أفضل التجارب الدولية . (Nehal El-Mgharb,2006,p11,12)

رفع مستوى آداء وإنتاجيــة القـوى العاملة لتصبـح نـدا ومنافسا للعامـل الاجنبى. (مصطفى عبد العزيز2008،ص17)إدماج سياسات تمكين الشباب في كافة القطاعات (التعليم _التشغيل _ الصحة_المشاركة بمختلف إشكالها ) ووضع الآليات المناسبة لذلك،ومنها التنسيق والتكامل بين هذه القطاعات، وضع قضايا تمكين الشباب على الأجندة التنموية مع استدامة تمويل سياسات تمكين الشباب."() جامعة الدول العربية 2006 )

"كما نود أن نشير الى أن توفير فرص العمل بالطريقة الحالية ليس هو الحل الأمثل للحد من الهجرة الدولية، وإنما جودة وفاعلية فرصة العمل َQuality of Job) )

وتقصد الباحثة هنا بجودة وفاعلية فرصة العمل بمدى الكفاية التى تحققها هذه الفرصـة مـن توفير الحد الأدنى لمستوى معيشى لائق ومدى ما تحققه من الإستفادة المثلى لطاقات الشباب فى العمل، حيث توجد بعض فرص العمل ولكنها لاتتناسب مع تكلفة المعيشة، بمعنى أنها لاتوفر الحد الأدنى لتكلفة المعيشة ولذا فى بعض الأحيان يوجد عزوف عنها."

( مجدة إمام حسانين، 2008) .

2- المجتمع المحلى والشباب

فى حالة اتخاذ الدولة المقترحات السابقة موضع التنفيذ ، سيجد الفرد أمامه الفرص متاحة للعمل المناسب الذى يحقق له مستوى معيشي لائق ، او يحصل على فرصة عمل خارجية آمنة فالدول التى تهتم بمواطنيها وتسعى جاهدة لاحترام حقهم فى العمل المناسب او ألائق لا يتركها أبنائها بل يساهمون فى نهضة وتقدم بلادهم التى تسعى لاعطائهم كافة حقوقهم وأهمها الحق فى العمل المناسب ، وهذا وهذا لا يعنى الحد تماما من الهجرة وإنما ستظل الهجرة سمة الحياة.



([1] ) مصطفى حجازى ، سيكولوجية الانسان المهدور ، المركز الثقافى العربى ، بيروت ، 2005 ص 211

([2] ) تقرير الشباب العربى ، جامعة الدول العربية ، 2006

*) وفى ضوء هذا أنطلق عدد من الدراسات والمسوح التى إعتمدت فى رصدها لواقع الشباب على مؤشرات التنمية البشرية مثل المسح العربى لصحة الأسرة ، بجانب التقرير السنوى الذى تصدره الأمم المتحدة حول الشباب0

(1-)Undp, "Human Development Report t ",Undp,New York,2000.p1

[4]2) مجدة امام " التنمية الاجتماعية فى مرحلة الاصلاح الاقتصادى :دراسة سوسيولوجية للمؤشرات الاجتاعية "مؤشرات نوعية الحياة " دكتوراة ، جامعة عين شمس 2007،ص8

[5] ) I.l.o"Handndbook on establishing effective labour migration policies 2007

[6]( Jean-Christophe Dumont, Immigrants From Arab Countries To The OECD: From The Past To The Future, UN Expert Group Meeting on International Migration and Development in The Arab Region, 2006, p.7

3) الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا(الإسكوا(، الهجرة الدولية والتنمية في المنطقة العربية:التحديات والفرص، تقرير السكان والتنمية- العدد الثالث، نيويورك، 2007، ص 17-18.

[8]) هبة نصار، التحول الدیمجرافي والتشغيل وهجرة العمالة في دول المشرق، اجتماع الخبراء حول الهجرة الدولية والتنمية في المنطقة العربية، الأمم المتحدة، 2006 ، ص8

[9] ) سحر الطويلة، استطلاع رأى حول آليات تأصيل الشعور بالانتماء لدى الشباب، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، مصر، أكتوبر 2007 .

[10]( Ayman Zohry, Attitudes of Egyptian youth Towards Migration to Europe, Information Dissemination on Migration, ILO, 2006

* وهذه القضية تناولها (التقرير الإقليمي لهجرة العمل العربية) و(الإعلان العربي لهجرة العمل الدولية).

(1) مصطفى عبد العزيز "الهجرة العربية بين الواقع والمأمول " في مؤتمر أزمة البطالة العربية بين الواقع والمأمول "17- 18/مارس 2008 ، المعهد العربي للتخطيط ، الكويت ،ص8.

([12] ) عبد الباسط عبد المعطى " السياسات الاجتماعية في مصر " فى مؤتمر السياسات الاجتماعية المتكاملة في مصر " وزارة التضامن الاجتماعي ، القاهرة2007 (C.D.Room )

([13] ) ربيع كمال كردى "الأبعاد الاجتماعية والثقافية لهجرة المصريين الريفي إلى ايطاليا :دراسة انثروبولوجية بقرية تطون محافظة الفيوم " رسالة دكتوراه ، كلية البنات ، جامعة عين شمس ، القاهرة 2005 .ص312,314

ايمان شريف وصفية عبد العزيز ،مرجع سابق ص16

([15] ) محمد عبد الشفيع عيسى " امركة الثقافة العالمية " فى ابحاث النظام العالمى ، مركز دراسات المحروسة ، القاهرة ،2002

[16]) -) هبة الليثي وهناء خير الدين، الفقر والدخل في مصر، كتاب الأهرام الاقتصادي، العدد242 ، 2007.

[17] ) عبد الفتاح العموص، المحددات النظرية للهجرة الخارجية في البلدان المتوسطية: إشارة للبلدان المغاربية

[18] ) ابراهيم النور مركز شركاء التنمية 2009

[19]) نزار قنوع وآخرون، هجرة الكفاءات العلمية العربية (النقل المعاكس للتكنولوجيا )، مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية، سلسلة العلوم الاقتصادية والقانونية المجلد (28) العدد (1)2006

2) محمد محى الدين " النظريات الاجتماعية للهجرة " فى مؤتمر الهجرة الغير منتظمة ،9:10-مايو 2009 ، مركز شركاء التنمية القاهرة ،2009.

1) هبة نصار إعادة تقيم الآثار الاقتصادية الناجمة عن انتقال العمالة فى بعض الدول العربية، فى سياسات الهجرة والسكان فى المنطقة العربية ، اللجنة الاقتصادية لغربى آسيا (الآسكوا)، الامم المتحدة ص19،2001 ،[21]

) ميشال عبس " سياسات الهجرة فى الدول العربية ، المرجع السابق ص65[22]

) هبه نصار مرجع سابق ص23[23]

) ميشال عبس " سياسات الهجرة فى الدول العربية ، المرجع السابق ص69؛70[24]

) هبة نصار مرجع سابق ص23[25]

) ميشال عبس مرجع سابق ص69[26]

) هبة نصار مرجع سابق ص23[27]

) جامعة الدول العربية "التقرير الاقليمى لهجرة العمل العربية "جامعة الدول العربية ،2006 ص15،16[28]

[29] هبة نصار مرجع سايق ، الاسكو 2001

إعداد

د مجدة إمام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظرية الأنساق العامة: إمكانية توظيفها في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية

ملخص الأدب مدرسة الإحياء و البعث (الاتباعية - الكلاسيكية الجديدة)

السيميائية :أصولها ومناهجها ومصطلحاتها