الشعر
بقلم: يحي توفيق ليس أحد أجدر ولا أقدر ولا أبصر في الحديث عن الشعر وأساليبه وخفاياه ومضايقه ونقده من الشعراء أنفسهم اذا كانوا دارسين متبحرين متمكنين من أدواته ذلك ان فحول النقاد من أسلافنا كابن رشيق وأبي هلال العسكري والقاضي الجرجاني كانوا أصلا شعراء,, أما لماذا هم أولى من غيرهم,, فلأن الشعر ليس لغة ووزنا وقافية ومعنى فحسب بل هو اعمق من ذلك بكثير إنه ملكةوموهبة روحية وأريحية نفسية وفطرة خلقية لها تأثيرها وهيمنتها على ما يصوغه الشاعر من شعر ولها أثرها في تساقط المفردات التلقائي الحميم على وجدان الشاعر وشحن تلك المفردات والمعاني بمسحة من روح الشاعر ونفسه وشفافيته مما يلبسها ثوبا رائعا من الحس والانفعال يتساوى وقوة تلك الملكة وضعفها المتوثبة حينا والمتقوقعة حينا آخر في طبع الشاعر وفطرته. واذا لم يستطع الشاعر أي شاعر ان يبلغ بشعره من ذات المتلقى وحسه ما يحرك أريحيته ويستنفر في دواخله كل العواطف الكامنة الراكدة ويحولها الى انفعال بما يقول من معانٍ وعاطفة في شعره أيا كانت تلك المعاني أو العواطف اذا اخفق في ذلك فانه لاشك ناظم لا علاقة له بالشعر ولم يدخل الى ملكوته المشحون بالأجواء الروحانية