للتخطيط التربوي أهمية كبرى لأنه يمكن من ضبط استراتيجية تربوية للمستقبل على مستوى الغايات المرسومة للمنظومة التربوية أي الاختيارات و خاصة الاختيارات الرئيسية التي تبنى ضوئها المقاصد و الأهداف و التي ينبغي العمل في اتجاهها و هذه الاختيارات تصاغ باسم جميع المواطنين من طرف الجهات المسؤولة أو من طرف الأشخاص المفوضين للقيام بهذا الأمر و ما من سياسة تربوية إلا و هي تعبر عن الاختيارات للبلاد.
و عن تقاليدها و قيمها و تصورها للمستقبل ... و انطلاقا من هذه السياسة المرسومة يمكن تحديد الأهداف و كيفية الانسجام بينها و بين أهداف القطاعات الأخرى و هنا تمكن أهمية التخطيط التربوي كون التربية أصبحت رائدة تسيق التنمية و هي أفضل استثمار...
- كما أن التخطيط يجنب المجتمع التخبط و الفوضى و الارتجال المنبوذ في العصر الحالي.
- كما ييسر – التخطيط التربوي عمل القائمين على المنظومة التربوية لأنهم يعرفون الخطوات و الأهداف و المسار المرسوم سلفا انطلاقا من واقع و معطيات موضوعية وفرتها الإحصاءات و البيانات.
- يجنب المجتمع الاضمحلال أو الذوبان في فلسفات أخرى تأثيرا بها.
- يرسم معالم و غايات طويلة المدى إلى حد معقول يمكن السير الحثيث لتحقيقها.
- يجعل الأهداف المرسومة المخطط لها مع الأهداف السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية لما يوجد من ارتباط وثيق بينها.
و يرى " شارل بتلهايم : أهمية التخطيط في كونه عملية تنظم جميع مجالات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تستلزم ترابطا و تنسيقا بين قطاعات الاقتصاد القومي مما يعني دراسته على نطاق عام و شامل للتأكد من أن المجتمع سوف ينمو بصورة منظمة و منسقة و بأقصى سرعة ممكنة و ذلك مع التبصر بالموارد الموجودة و بالأحوال و الظروف الاجتماعية و الاقتصادية السائدة حيث يمكن السيطرة عليها و ذلك ضمانا للنتائج المستهدفة من الخطة.
و من خلال علاقة التربية بالتنمية تبرز أهمية التخطيط التربوي فيما يقوم به من ترجمة تلك العلاقة و تجسيد الواقع و من أولى أشكال تلك العلاقة وفاء النظام التعليمي باحتياجات خطط التنمية من القوى الاملة و المدربة بأكبر قدرة و في حالة وجود عجز فيها يبرر دور التخطيط التربوي لتوفير القوى العاملة و المدرية بأكبر قدرة و سرعة ممكنة.
و يتم من خلال العديد من الإجراءات و العمليات لإصلاح التعليم و حل مشكلاته و الاختيار الواعي للأهداف التي ينبغي الوصول إليها و في العصر الحديث ظهر العديد من المشكلات التي واجهت مجتمعات العالم المتقدم و المتخلف على حد سواد حتمت الأخذ بالتخطيط التربوي كملاذ وحيد.
و قد برزت أهمية التخطيط و قيمته في السيطرة على المستقبل من خلال مشكلات عدم التوازن التي تعاني منها التربية بل اعتبر التخطيط الوسيلة الناجحة لسيطرة الإنسان على المستقبل المجهول و تحكمه فيه حيث أتضح للباحثين أنه الوسيلة و الأداة العملية الجديرة بإنسان العصر و أكدت ذاك حوادث الحروب الكبرى حيث استبان للكثير أن التخطيط كما مهم و له دوره في أيام الحرب فإن له دوره في أيام السلم، كما أن إهمال التخطيط لاسيما التخطيط التربوي أظهر نتائج مخفية ففي بريطانيا – على سبيل المثال- قد تم تغيير النظام التعليمي تغيرا جذريا أيام الحرب العالمية الثانية و نفسها و لم تنتظر إنهاء الحرب العالمية للقيام بإصلاحه بل تم الإصلاح وقت الحرب بل في قلب المعركة و تم تبني التخطيط التربوي كأداة لإصلاح الأوضاع و بذلك فإن التخطيط التربوي أصبح أمرا هاما لكافة الدول خصوصا النامية منها لتساير التطورات الحديثة و تلحق بالمركب الحضاري.
تعليقات
إرسال تعليق