الهند أوجه متعددة للتنمية

بعد حصولها على استقلالها من الاستعمار الانجليزي سنة 1947،أصبحت الهند جمهورية فدرالية،تبلغ مساحتها3287590كلم2،وعدد سكانها1.07مليار نسمة حسب إحصاء سنة 2004،وتعتبر الهند في الوقت الراهن قوة اقتصادية صاعدة في العالم النامي،تعتمد في تنميتها على أسس متعددة.فماهي طبيعتها،وماهي مظاهرها؟
مظاهر الثورة الزراعية بالهند
مظاهر نمو الفلاحة الهندية
·كغ/هكتار تبلغ مساحة الأراضي الزراعية 115مليون هكتار،تستهلك حوالي 90
· تحقق الزراعة المعيشية إنتاجا ضخما، يأتي في مقدمتها الأرز+القمح+الذرة
· تعرف بعض المنتجات التسويقية فائضا في الإنتاج ويصدر إلى الخارج،كالشاي،قصب السكر،القطن،الجوت-أو القنب الهندي-.الفول السوداني.
· تمتلك الهند اكبر قطيع للماشية في العالم لكنها لاتستفيد منه لان الديانة الهندوسية تحرم أكل اللحوم وتقدس الأبقار.
· تحتل الهند المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج الصيد البحري فهي عبارة عن شبه جزيرة تشرف على المياه المحيطية.
· تساهم الفلاحة بنسبة% 22.2في الناتج الداخلي الخام وتشغل 47.1 من السكان النشيطين.
· تحقق الفلاحة الهندية الاكتفاء الذاتي.
· تحتل الفلاحة الهندية الرتبة الرابعة-4- في العالم.
خلاصة: تمثل الفلاحة احد الأسس الرئيسة للتنمية الهندية.
العوامل المفسرة لنمو الفلاحة الهندية
· العوامل الطبيعية: تتجلى في وجود سهول وهضاب منبسطة أهمها السهل الهندي الغانجي الشاسع الذي يمتد بالشمال،وينقسم إلى سهل الغانج في الشمال وسهل البنجاب في الغرب ويخترقهما نهر الهندوس، إضافة إلى سهول ساحلية ممتدة شرق وغرب هضبة الدكن وتصل المساحة الصالحة للزراعة إلى% 56.كما تستفيد الفلاحة من سيادة المناخ الموسمي الممطر،
· العامل التنظيمي: طبقت الدولة الهندية منذ سنة 1965 سياسة فلاحية جديدة سمتها بالثورة الخضراء،ركزت على توفير بذور جديدة واستعمال مكثف للآلات والأسمدة ووضع مخططات للسقي،وتحقيق الثورة البيضاء بتشجيع وإنتاج وصناعة الحليب، وتوفير استثمارات مالية ضخمة ،وكانت للثورة الخضراء نتائج ايجابية منها: تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الفلاحية الأساسية –القمح والأرز والحليب-،شراء الدولة للحبوب من الفلاحين باثمنة مشجعة،...
· العامل الرأسمالي: شجعت الدولة الهندية الاستثمار في الميدان الفلاحي،كما شجعت القطاعات الاقتصادية الأخرى-كالصناعة والنقل والتجارة... على الدخول في علاقات رأسمالية وتنموية مع القطاع الفلاحي.

مظاهر الثورة الصناعية في الهند
مظاهر تطور الصناعة الهندية
· وجود مجمعات صناعية ضخمة،منها كالكوتا ومادراس وبنغالور وامريستار.
· نمو الإنتاج الصناعي كصناعة الصلب والاسمنت والسيارات والنسيج-الأثواب-...
· تطور كمي ونوعي لصناعة الأدوية،وأصبحت تلقى استهلاكا واسعا في أسواق البلدان العالمية وحتى المتطورة منها كالولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.
· نمو الصناعات العالية التكنولوجيا في المراكز الجنوبية من البلاد،كالصناعة الفضائية،وبرامج الإعلاميات التي صارت تصدر إلى الدول المتقدمة كاليابان والنرويج وأوربا غيرها، بل أصبحت بلدان متعددة تتسابق لاستقطاب الأدمغة الهندية لتطوير هذه الصناعات.
العوامل المساهمة في تطور الصناعة الهندية
· العامل الطبيعي: تتوفر الهند على ثروة معدنية مهمة تستجيب لحاجيات حركة التصنيع وعلى رأسها الحديد والفوسفاط والنحاس والزنك والبوكسيت...،لكن إنتاجها من مصادر الطاقة يبقى ضعيفا مما يدفعها لاستيراد حاجياتها الطاقية من الأسواق الدولية.
· العامل البشري: تستفيد الهند من العنصر البشري الحاصل على تكوين وتأهيل علمي وتقني جد متقدم.
· العامل العلمي: شيدت الهند معاهد ومختبرات البحث العلمي في عدد من المدن كمدينة بنغالور حيث يوجد معهد الأبحاث الفضائية،ومدينة بومباي حيث توجد مراكز برامج الإعلاميات،
· العامل التنظيمي-الاقتصادي: تواصل الهند تطبيق السياسة الليبرالية المنفتحة على الخبرات والرساميل الأجنبية لتقوية بنية مقاولاتها الوطنية،وفي هذا الصدد قررت إحداث مناطق اقتصادية خاصة مستفيدة من تجارب الصين،حيث ستستقطب في حدود سنة 2009 حوالي 40مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية وتوفر حوالي مليون منصب شخص.
مظاهر الثورة التكنولوجية في الهند
مظاهر تطور تكنولوحيا الاتصال بالهند
تقدم الهند نموذجا متميزا في التنمية،حيث تشجع الحكومة والقطاع الخاص المبادرات والسياسات والاستثمارات في قطاع تكنولوجيا الاتصال-أو المعلوميات- وأصبحت دولة رائدة في إنتاج وتصدير برامج المعلوميات إلى أنحاء مختلفة من العالم،وأصبحت نسبة النمو السنوي لقطاع الاتصال يصل إلى % 50،كما شيدت لها مراكز خاصة تستقر بها فروع شركات أجنبية -ميكروسوفت الأمريكية-ومنها على سبيل المثال مدينة بنغالور وحيدر أباد.
أصبحت الهند تصدر قيمة 6685مليون دولار إلى أمريكا الشمالية+2103مليون دولار إلى أوربا الغربية+583 مليون دولار إلى أمريكا اللاتينية+193مليون دولار إلى اليابان.
العوامل المفسرة لتطور تكنولوجيا الاتصال
أحدثت الهند تغييرا في مسار تنميتها الاقتصادية منذ سنة 1984 معلنة السياسة المعلوماتية الجديدة،وفي سنة 1999 أسست إدارة تكنولوجيا الإعلام-الاتصال-التي قامت بتشييد مراكز تكنولوجية داخل المناطق الاقتصادية ،وتمكنت من استقطاب المقاولات الأجنبية المهتمة بتكنولوجيا الاتصال كشركة ا ب مABM وميكروسوفتMICROSOFT وغيرها،وشجعتها على تنمية الإنتاج والتصدير،عن طريق الإعفاء الضريبي لوارداتها التجهيزية +ولوجها شبكة الاتصالات-الانترنيت-ذات الصبيب العالي.كما استفادت هذه المقاولات الأجنبية من انخفاض أجور العمال والمستخدمين، فالمهندس الهندي يتقاضى دخلا يقل بثلاث مرات عن نظيره الفرنسي وبخمس مرات عن مثيله بالولايات المتحدة الأمريكية.فضلا عن استفادتها من التأهيل الجيد للموارد البشرية المحلية المختصة في تكنولوجيات الاتصال،إضافة إلى انضباط وإتقان عمل المستخدمين وسرعة استجابتهم للطلبات المتعلقة بصناعة البرامج الإعلامية والمعلوماتية.خاتمة: بعد حصول الهند على استقلالها طبقت سياسات اقتصادية رائدة،استهدفت إحداث ثورة فلاحية لتحقيق الاكتفاء الغذائي للكثافة السكانية،إضافة إلى إحداث ثورة صناعية،وبموازاة كل ذلك تحدث الهند ثورة زاحفة في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلوميات،وبفضلها صارت الهند دولة اقتصادية صاعدة من العالم النامي في اتجاه منافسة القوى الاقتصادية المتقدمة

تعليقات