عرفت أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 ثورة علمية ساهمت في قيام ثورة تكنولوجية شملت مختلف الميادين الاقتصادية و الاجتماعية والفكرية. وعرف المجال الفني ثورة مماثلة أدت إلى ظهور الفن الحديث والسينما
شملت الثورة العلمية في القرن العشرين ميادين فكرية مختلفة:
: في مجال الرياضيات
قامت الرياضيات كعلم نظري منذ عهد اليونان. و كانت تمثل المعرفة اليقينية. كما ظلت الهندسة على الشكل الذي وضعه أوقليدس إلى حدود منتصف القرن19، حيث قامت عدة أبحاث توصلت إلى بناء نظرية هندسية جديدة، فظهرت الهندسة اللا أوقليدية حيث أصبح بناء الفكر الرياضي يرتكز على فرضيات دون اعتبار لصدقها، أو عدمه. وبذلك تأسست الرياضيات المعاصرة التي ساهمت في تطور علوم أخرى.
: في مجال الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية التي أسسها نيوتن(1642-1727) صاحب القانون المعروف بالجاذبية الكونية، الذي يعتبر الكون عبارة عن آلة كبرى تخضع أجزاؤها لقوانين حتمية، واجهت انتقادات من طرف أينشتاين صاحب نظرية النسبية و من طرف بلانك صاحب نظرية الكوانطا؛ حيث توصل الأول إلى أن سرعة الضوء ثابتة (300 ألف كلم/ثانية) وهي أقصى سرعة. واستخلص أن الزمان و المكان ليسا مطلقين، لأنهما تابعين للسرعة، عكس ما جاء به نيوتن (الزمان أو المكان مطلق وعام ). وظهرت نظرية الكوانطا سنة 1900 التي أبرزت أن الطاقة التي تصدرها الأجسام أو تمتصها، تظهر على شكل مقادير منفصلة تسمى كوانطا .
: في مجال البيولوجيا
أكتشف عالم النباتات النمساوي (منديل) قوانين الوراثة في 1865 التي تعني انتقال صفات من الزوجين إلى نسليهما. وسماها عالم النبات الدنماركي (يوهانس) بالجينات. مما دفع علماء القرن 19 إلى دراسة التركيب الداخلي لأنسجة الجينات، فظهرت البيولوجيا الخلوية، التي تعتبر الخلية هي الوحدة الأساسية للكائن الحي. وأكتشف العلماء في أواسط القرن 20 بفضل اختراع المجهر الإليكتروني ما يسمى ب أ. د. ن.A.D.N وهو جزيء موجود داخل الصبغي، ثم اكتشفت بنيةA.D.N. ودوره في تركيب البروتين المسؤول عن تشكيل الصفات الوراثية.
: ساهمت الثـورة التكنولوجية في القرن 20 في تطـور مختـلف القـطاعـات الاقتصادية
: التـطورات العلمية
أدت الأبحاث المتعلقة بالإليكترون إلى ظهور الصناعات الإليكترونية، حيث تم اختراع المذياع بفضل استعمال الأنابيب المفرغة، التي تضخم و تقوم التيار الكهربائي. واستعملت أنابيب الإيكونوسكوب في اختراع التلفزة. وتم اختراع الترانزيستور في 1948 وحل محل الأنابيب المفرغة. ثم تطورت الصناعة الإليكترونية في المجال المعلوماتي وصناعة الحاسوب والروبوتيك. وأدت الأبحاث في ميدان الطاقة إلى صناعة القنبلة الذرية والهيدروجينية خلال الحرب العالمية الثانية، وإلى بناء مركبات لإنتاج الكهرباء النووية. أما الأبحاث الفضائية، فأدت إلى وضع أقمار اصطناعية حول الأرض، وإلى الوصول إلى القمر وغزو الفضاء. وساهم تطور الكيمياء في تطور عدة صناعات كالمطاط والأدوية وغيرها.
: الـنــتــــائـج
كانت هامة، و استفادت منها مختلف القطاعات الاقتصادية حيث ساعد استعمال الآلة في تطور الإنتاج الفلاحي و الصناعي. كما ساهمت وسائل الاتصال والمواصلات في تطور قطاع الخدمات ، الذي أصبح أكثر القطاعات حيوية في الدول الصناعية، حيث عرفت اليد العاملة تراجعا في الميدان الفلاحي و الصناعي في الدول المتقدمة بفضل الثورة التكنولوجية.
عـرف القـرن 20 ثورة في الـمـجـال الـفـني
عرف مجال الرسم تطورات هامة:
عرف القرن 20 ميلاد الفن الحديث تحت تأثير الثورة العلمية والتكنولوجية، حيث بدأ التحرر من الواقعية ومحاكاة الطبيعة تحت شعار (الفن للفن). وتم الفصل بين الفن والطبيعة، وأصبح الرسم يعكس فكرة الفنان ونظرته الذاتية. وفي هذا الإطار برزت ثلاثة أنواع لفن الرسم وهي : التكعيبية التي مثلها بيكاسو وأتباعه. وتبرز موضوعا واحدا في اللوحة اعتمادا على أشكال هندسية. ثم الاتجاه التجريدي الذي رفض الارتباط بالواقع واعتمد على الألوان. واعتبر الرسم تعبيرا عن قوانين التناغم الكوني، ويتجاوز التعبير عن الأشكال الطبيعية والنظرة الذاتية للفنان.
وظهر التيار السريالي منذ الحرب العالمية الأولى حيث تجاوز الرسامون كل ما له صلة بالعقل و الواقع إلى اللامعقول وعالم الأحلام تعبيرا عن القلق المترتب عن كارثة الحرب العالمية الأولى. ورفض النظام الاشتراكي السوفياتي جميع الاتجاهات الفنية القائلة بالفن للفن ودعا إلى الالتزام بالواقعية الاشتراكية معتبرا دور الفنان هو توعية الجماهير وتثقيفها.
تعززت الفنون الجميلة بميلاد السينما:
ارتبط ظهور السينما باختراع الأخوين لوميير في 1895 لآلة تصوير وعرض الصور المتحركة على الشاشة أي ما يسمى بالسينما توغراف. وتطور هذا الميدان في القرن العشرين باستعمال تقنيات التعبير الخاصة بالسينما كالمونتاج واللقطة البعيدة والقريبة، خاصة بالولايات المتحدة، وأطلق على السينما اسم الفن السابع. وظهرت شركات كبرى بالولايات المتحدة للإنتاج السينمائي فيما بين الحربين مثل برامونت و شركة الفنانين المتحدين، واشتهرت بأفلام الفكاهة ورعاة البقر. وكان ظهور الأفلام الناطقة منذ 1927، وبدأ استعمال الألوان منذ 1945. واختلفت مواضيع الأفلام حسب الدول وظروفها السياسية والاقتصادية، حيث استعملت للدعاية البلشفية بالاتحاد السوفياتي عقب الثورة البلشفية. واستعملت للدعاية النازية خلال فترة حكمها بألمانيا.
خـاتمـة : أدت التطورات العلمية في القرن العشرين آلي تحولات هامة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. لكنها حققت في نفس الوقت أخطارا هامة للبشرية كالتلوث وصناعة أسلحة الدمار الشامل واتساع الهوة بين الشمال و الجنوب.
شملت الثورة العلمية في القرن العشرين ميادين فكرية مختلفة:
: في مجال الرياضيات
قامت الرياضيات كعلم نظري منذ عهد اليونان. و كانت تمثل المعرفة اليقينية. كما ظلت الهندسة على الشكل الذي وضعه أوقليدس إلى حدود منتصف القرن19، حيث قامت عدة أبحاث توصلت إلى بناء نظرية هندسية جديدة، فظهرت الهندسة اللا أوقليدية حيث أصبح بناء الفكر الرياضي يرتكز على فرضيات دون اعتبار لصدقها، أو عدمه. وبذلك تأسست الرياضيات المعاصرة التي ساهمت في تطور علوم أخرى.
: في مجال الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية التي أسسها نيوتن(1642-1727) صاحب القانون المعروف بالجاذبية الكونية، الذي يعتبر الكون عبارة عن آلة كبرى تخضع أجزاؤها لقوانين حتمية، واجهت انتقادات من طرف أينشتاين صاحب نظرية النسبية و من طرف بلانك صاحب نظرية الكوانطا؛ حيث توصل الأول إلى أن سرعة الضوء ثابتة (300 ألف كلم/ثانية) وهي أقصى سرعة. واستخلص أن الزمان و المكان ليسا مطلقين، لأنهما تابعين للسرعة، عكس ما جاء به نيوتن (الزمان أو المكان مطلق وعام ). وظهرت نظرية الكوانطا سنة 1900 التي أبرزت أن الطاقة التي تصدرها الأجسام أو تمتصها، تظهر على شكل مقادير منفصلة تسمى كوانطا .
: في مجال البيولوجيا
أكتشف عالم النباتات النمساوي (منديل) قوانين الوراثة في 1865 التي تعني انتقال صفات من الزوجين إلى نسليهما. وسماها عالم النبات الدنماركي (يوهانس) بالجينات. مما دفع علماء القرن 19 إلى دراسة التركيب الداخلي لأنسجة الجينات، فظهرت البيولوجيا الخلوية، التي تعتبر الخلية هي الوحدة الأساسية للكائن الحي. وأكتشف العلماء في أواسط القرن 20 بفضل اختراع المجهر الإليكتروني ما يسمى ب أ. د. ن.A.D.N وهو جزيء موجود داخل الصبغي، ثم اكتشفت بنيةA.D.N. ودوره في تركيب البروتين المسؤول عن تشكيل الصفات الوراثية.
: ساهمت الثـورة التكنولوجية في القرن 20 في تطـور مختـلف القـطاعـات الاقتصادية
: التـطورات العلمية
أدت الأبحاث المتعلقة بالإليكترون إلى ظهور الصناعات الإليكترونية، حيث تم اختراع المذياع بفضل استعمال الأنابيب المفرغة، التي تضخم و تقوم التيار الكهربائي. واستعملت أنابيب الإيكونوسكوب في اختراع التلفزة. وتم اختراع الترانزيستور في 1948 وحل محل الأنابيب المفرغة. ثم تطورت الصناعة الإليكترونية في المجال المعلوماتي وصناعة الحاسوب والروبوتيك. وأدت الأبحاث في ميدان الطاقة إلى صناعة القنبلة الذرية والهيدروجينية خلال الحرب العالمية الثانية، وإلى بناء مركبات لإنتاج الكهرباء النووية. أما الأبحاث الفضائية، فأدت إلى وضع أقمار اصطناعية حول الأرض، وإلى الوصول إلى القمر وغزو الفضاء. وساهم تطور الكيمياء في تطور عدة صناعات كالمطاط والأدوية وغيرها.
: الـنــتــــائـج
كانت هامة، و استفادت منها مختلف القطاعات الاقتصادية حيث ساعد استعمال الآلة في تطور الإنتاج الفلاحي و الصناعي. كما ساهمت وسائل الاتصال والمواصلات في تطور قطاع الخدمات ، الذي أصبح أكثر القطاعات حيوية في الدول الصناعية، حيث عرفت اليد العاملة تراجعا في الميدان الفلاحي و الصناعي في الدول المتقدمة بفضل الثورة التكنولوجية.
عـرف القـرن 20 ثورة في الـمـجـال الـفـني
عرف مجال الرسم تطورات هامة:
عرف القرن 20 ميلاد الفن الحديث تحت تأثير الثورة العلمية والتكنولوجية، حيث بدأ التحرر من الواقعية ومحاكاة الطبيعة تحت شعار (الفن للفن). وتم الفصل بين الفن والطبيعة، وأصبح الرسم يعكس فكرة الفنان ونظرته الذاتية. وفي هذا الإطار برزت ثلاثة أنواع لفن الرسم وهي : التكعيبية التي مثلها بيكاسو وأتباعه. وتبرز موضوعا واحدا في اللوحة اعتمادا على أشكال هندسية. ثم الاتجاه التجريدي الذي رفض الارتباط بالواقع واعتمد على الألوان. واعتبر الرسم تعبيرا عن قوانين التناغم الكوني، ويتجاوز التعبير عن الأشكال الطبيعية والنظرة الذاتية للفنان.
وظهر التيار السريالي منذ الحرب العالمية الأولى حيث تجاوز الرسامون كل ما له صلة بالعقل و الواقع إلى اللامعقول وعالم الأحلام تعبيرا عن القلق المترتب عن كارثة الحرب العالمية الأولى. ورفض النظام الاشتراكي السوفياتي جميع الاتجاهات الفنية القائلة بالفن للفن ودعا إلى الالتزام بالواقعية الاشتراكية معتبرا دور الفنان هو توعية الجماهير وتثقيفها.
تعززت الفنون الجميلة بميلاد السينما:
ارتبط ظهور السينما باختراع الأخوين لوميير في 1895 لآلة تصوير وعرض الصور المتحركة على الشاشة أي ما يسمى بالسينما توغراف. وتطور هذا الميدان في القرن العشرين باستعمال تقنيات التعبير الخاصة بالسينما كالمونتاج واللقطة البعيدة والقريبة، خاصة بالولايات المتحدة، وأطلق على السينما اسم الفن السابع. وظهرت شركات كبرى بالولايات المتحدة للإنتاج السينمائي فيما بين الحربين مثل برامونت و شركة الفنانين المتحدين، واشتهرت بأفلام الفكاهة ورعاة البقر. وكان ظهور الأفلام الناطقة منذ 1927، وبدأ استعمال الألوان منذ 1945. واختلفت مواضيع الأفلام حسب الدول وظروفها السياسية والاقتصادية، حيث استعملت للدعاية البلشفية بالاتحاد السوفياتي عقب الثورة البلشفية. واستعملت للدعاية النازية خلال فترة حكمها بألمانيا.
خـاتمـة : أدت التطورات العلمية في القرن العشرين آلي تحولات هامة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. لكنها حققت في نفس الوقت أخطارا هامة للبشرية كالتلوث وصناعة أسلحة الدمار الشامل واتساع الهوة بين الشمال و الجنوب.
تعليقات
إرسال تعليق