اليوم العالمي للمرأة




اليوم العالمي للمرأة هو اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، وفيه يحتفل عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية للنساء. وتركز احتفالات اليونسكو باليوم العالمي للمرأة لهذا العام 2009 على التزام المنظمة بجعل قضية المساواة بين الجنسين أولوية عامة في خطتها متوسطة الأجل للفترة 2008-2013. فلقد حددت اليونسكو مجموعة من الأنشطة الرامية إلى تعزيز تمكين النساء وحقوقهن والمساواة بين الجنسين في الدول الأعضاء. وفي اعتقاد اليونسكو إن جعل قضية المساواة بين الجنسين أولوية عامة وأمر ضروري نظرا لأن ثلاثة أخماس أفقر سكان العالم البالغ عددهم المليار هم من النساء والفتيات، وأن ثلثي الراشدين الأميين في العالم البالغ عددهم 960 مليونا من النساء، وعدد البنات غير الملتحقات بالمدارس 57٪ من مجموع الأطفال في العالم الذين يبلغ عددهم 77 مليونا. وتعتقد اليونسكو أن التنمية المستدامة وحقوق الإنسان والسلام على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي هي قضايا لا يمكن النهوض بها ما لم يتمتع كل من النساء والرجال بفرص وخيارات متنامية ومتكافئة وبالقدرة على العيش الحر الكريم. كما تعتقد اليونسكو أن النساء ينبغي أن يشركن في عمليات رسم السياسات على أرفع المستويات. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة تدشن اليونسكو حملة "النساء يصنعن الخبر" بشأن "سياسات المساواة في وسائل الإعلام". وتسلط الحملة الضوء على أفضل الممارسات في هذا المجال وتذكـّر المسؤولين الإعلاميين ونقابات الصحفيين بأهمية رسم سياسات تحظر جميع أشكال التمييز. وتدعو وسائل الاعلام والمنظمات والجمعيات المهنية، واتحادات الصحفيين والنساء العاملات في وسائل الإعلام لتبادل الخبرات ومشاركة أفضل الممارسات، ووضع وتنفيذ سياسات لضمان المساواة للصحفيات. وإرسال المشاركات في موعد اقصاه 15 أبريل 2009.وفي إطار احتفال الأمم المتحدة بيوم المرأة العالمي، جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى إنهاء العنف ضد المرأة مشيرة إلى أنه آفة مدمرة واعتداء على كل منا . ولقد أطلقت العام الماضي حملة بعنوان "لنتحد من أجل إنهاء العنف ضد المرأة"، وأن امرأة من بين كل خمس تتعرض للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب بينما في بعض الدول واحدة من بين كل ثلاث نساء تتعرض للضرب أو الانتهاكات. وأن نتائج العنف تتعدى حدود المنظور، وأن الموت والإصابة وتكاليف العلاج وفقدان العمل جزء صغير من المشكلة. وتم التأكيد على أهمية تحدث الرجال ضد هذه الآفة، ليعلم الرجال أقرانهم من الرجال أن ثمة طريقة أخرى للتعامل غير العنف. والحث على ضرورة اتحاد النساء والرجال لمناهضة العنف المرتكب ضد المرأة.
الاحتفال بهذه المناسبة جاء على اثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية.
أكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يأتي "للتأكيد على أن التمتع بحقوق الإنسان في أبعادها الكونية والشمولية لا يمكن أن يتحقق دون إقرار فعلي لحقوق النساء وتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع المجالات".
وذكر بلاغ للجمعية أصدرته بهذا الخصوص أن الاحتفال بهذا الحدث الذي تخلده الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذه السنة تحت شعار "المساواة في جميع المجالات وبدون تحفظات" ، تأكيد على أن التمتع بحقوق الإنسان لن يتحقق " دون رفع التحفظات عن كل الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان من بينها اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة وملائمة القوانين والتشريعات المحلية معها".
وأضاف المصدر ذاته أن اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) يحل هذه السنة في ظل "الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم وفي مقدمتهم النساء نظرا لوضعيتهن المتسمة بالهشاشة والتهميش، وتزداد أوضاعهن مأساوية في المناطق التي لا زالت ترزح تحت الاحتلال كما هو الشأن في فلسطين والعراق وأفغانستان".
وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بهذه المناسبة، على الخصوص ب" التصديق على كل الاتفاقيات الخاصة بحقوق المرأة ورفع كل التحفظات عن الاتفاقية الدولية لمناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة وملائمة التشريعات والقوانين المحلية مع المواثيق الدولية ذات الصلة وحماية النساء العاملات من كل أشكال التمييز والحيف واحترام حقها في الأمومة وسن قانون إطار يحمي النساء من كل أشكال العنف سواء الممارس داخل الأسرة أو خارجها
قصة اليوم العالمي للمرأة
في 1857 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية كما أنه تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أمريكا بعد سنتين على تلك المسيرة الاحتجاجية.. وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وكان اسم تلك الحركة "سوفراجيستس" (suffragists) وتعود جذورها النضالية إلى فترات النضال ضد العبودية من أجل انتزاع حق الأمريكيين السود في الحرية والانعتاق من العبودية.وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وذلك في مؤتمر كوبنهاغن بالدانمرك الذي استضاف مندوبات من سبعة عشر دولة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس. وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي مازالت تعاني منه ملايين النساء عبر العالم. كما أن الأمم المتحدة


تعليقات