نــــــهــــر النــيــل

كان لنهر النيل تأثير عظيم على الحياة في مصر، منذ عهد القدماء المصريين وحتى العصر الإسلامي، وخاصة فيما يتعلق
بالزراعة والمعتقدات الدينية. واعتمدت الحضارة المصرية على نهر النيل في الطعام والانتقال، كما أن الممارسات الدينية
كانت تعكس أهميته. ومصر تستخدم مياه النيل فى الزراعة ، والصناعة ، والشرب ، وتوليد الكهرباء ،
وتعتبر مصر نهر النيل شريان حياة بالنسبة لها، إذ تعيش غالبية سكانها، الذين يناهز عددهم سبعين مليونا، على النهر وهو
ما يمثل 4% من مساحة البلاد، فيما يمكن أن يخلف أي انخفاض لمستويات المياه آثارا وخيمة على البلاد.
فهو ينبع من وسط افريقيا عند خط الاستواء ، حيث الحرارة المرتفعة ، ويسير في مناطق أقل حرارة بالتدريج حتى يصل
إلى منطقة حوض البحر المتوسط، حيث المناخ المعتدل..
جدير بالذكر أن ما يقدر بـ160 مليون نسمة يعتمدون على النيل وروافده في معيشتهم، فيما تشير التقديرات إلى أن تعداد
سكان حوض النيل سيتضاعف خلال الـ25 عاما المقبلة.
أمد النيل، مع القنوات والترع والمستنقعات والبحيرات، المصريين بأنواع عديدة من الطعام. وكانت الأسماك على وجه الخصوص مصدرا هاما للتغذية، وكانت تنظف وتملح من أجل حفظها لفترات طويلة. واستخدمت المراكب أو القوارب في صيد الأسماك؛ بالشباك أو الرماح أو السلال المخروطية. وتظهر مشاهد صيد الأسماك على جدران المقابر، وقد زودت المقابر بالأسماك الجافة لكي يستخدمها المتوفى في القرابين؛
وصورت بين القرابين المقدمة إلى الأرباب وإلى المتوفى. وكانت أراضي الدلتا الخصبة مليئة بالمستنقعات التي كان ينمو بها نبات البردي البري والزهور؛ في بيئة نموذجية. وقد كان أعضاء الأسر الموسرة وخدامهم يقضون أوقات الفراغ بتلك الأماكن؛ مستمتعين بصيد الأسماك وقنص الحيوانات،
مثل أفراس البحر والضباع والغزلان والجاموس البري والتماسيح. وكانت الطيور تصطاد بقذفها بما يشبه الأوتاد أو توقع في الشباك؛ كما كانت تجمع الطيور والزهور وثمار الفاكهة. وكان الناس في بعض الأحيان ينظمون مسابقات رياضية؛ تضم بين فقراتها سباقات السباحة والتجديف ومباريات
المصارعة والقتال ومختلف الألعاب.

تعليقات